قتلوا إبان سيطرة المليشيا على العاصمة.. الطب العدلي ينقل 15 الف جثة من منازل ومدارس الخرطوم

تقرير – الأحداث
إبان تواجدها في الخرطوم منعت المليشيا السكان في بعض المناطق من مغادرة منازلهم وتعرض بعضهم للموت والاعتقال بسبب مغادرة المنزل ومنعت الناس من الدفن في المقابر والتجمهر اذ كانت تخشى التجمهر بصورة كبيرة وتمنعه في المقابر وفي الصلوات التي منعت وحولت المساجد إلى مساكن لجنودهم مارسوا فيها كل الموبقات.. كان الناس تحت تشديد المليشيا يدفنون موتاهم في المنازل أو أمامها وكان هذا واضحاً بعد تحرير الخرطوم إذ وجدت قبور كثيرة جدا داخل المنازل وامامها ودفن البعض داخل او أمام ملاعب كرة القدم المتاحة في المنطقة إذ كان السكان يتسللون لدفن الميت في صمت خوفاً من افتضاح أمرهم لان المليشيا لو اكتشفت أنهم يدفنون ميتاً هنا ستقبرهم معه.. حتى في منطقة كررى وهي منطقة لم تدخلها قوات المليشيا وتستقر بها حتى في كرري ومقابرها المعروف (أحمد شرفي) كان الدفن ممنوعاً لان المقابر تحت مرمي سلاحهم إذ كانوا متواجدين في مناطق حي العمدة وودنوباوي ومن الخطر جدا التواجد في مقابر أحمد شرفي لان المقابر كانت هي المنطقة الفاصلة بينهم وبين قوات الجيش لذا فالتحرك هنا ودفن جثمان يعني الموت حرفياً .. وكان الجيش نفسه يحذر المواطنين من محاولة دفن الجثامين في المقابر لان قناصة المليشيا يترصدون اي حركة في المنطقة ويطلقون النار على اي هدف متحرك.. اضطر الناس لدفن ذويهم في منازلهم وفي الشوارع والجثث يومها متراصة بفعل المعارك اليومية وبفعل عدم وجود علاج لان المستشفيات عدا مستشفي (النو) ومستشفيات الريف الشمالي مغلقة بما فيها المستشفي المركزي لام درمان وبقية المنستشفيات .. الرصاص في كل مكان والدانات والموت لذا كان الدفن يتم بوجود شخصين أو اكثر بقليل وفي المنزل أو الشارع وهي قضية لطالما اثارت جدل الناس في الخرطوم خصوصاً وان المقابر مثل أحمد شرفي مثلا تمددت ووصلت إلى حواف الاسفلت وما حدث فيها في المناطق الاخرى المخصصة كمقابر والتي قبرت فيها الاف الجثث خلال سنوات الحرب.. مؤخرا بدات سلطات ولاية الخرطوم العمل على الملف حيث أكد مصدر بوزارة الصحة الولائية أن هيئة الطب العدلي بالوزارة تمكنت من نقل حوالي (15) ألف جثة من الأحياء السكنية والمدارس منذ أبريل 2024، وأكد أن الطب العدلي سيعلن الخرطوم خالية من الجثث المدفونة بالاحياء بحلول 2026، وقال إن الجثامين ستنقل إلى أماكن مخصصة للدفن وكانت حملة اطلقتها اللجنة العليا لجمع رفاة معركة الكرامة قد انطلقت في الخرطوم الاسبوع الماضي وهو ما وصفه د. أبايزيد فتح الرحمن الناشط في الحقل الطبي بالعمل الجيد لان ترك الامور هكذا دون معالجات وترك الناس تتصرف وحدها سيجرنا إلى اشكالات كبيرة لذا اعتقد أن وجود وزارة العدل والطب العدلي والمنظمات المعنية أمر مهم جداً وحيوي ويجعل خطوة كهذه الخطوة تكتسب مشروعيتها)، وأضاف (إذا كانت الجثامين التي نقلت حتى الان خمسة عشر الف جثمان فكم عدد من قتلوا ولاحظ هنا أن هذا العدد برايي وهذا راي شخصي من واقع ما رأيت وانا تجولت في الخرطوم من واقع ما رايت نحن لم نصل حتى إلى ثلث عدد الجثامين وهذا يشرح لك ماحدث في الخرطوم من موت وسحل لانسانها)، وتابع (كل واحد من هؤلاء لديه قصة واسباب دفع حياته ثمنا لها وما ارجوه هنا الا ندفن الجثث فقط وان نوثق لها ونحصرها بالاسم وتاريخ الوفاة وسببه لان هذا مهم لاهله ومهم حتى يفهم الناس طبيعة ما جرى هنا المسالة ليست فقط منع دفنهم في المقابر لا المسالة اكبر واعمق بعضهم دفن من قبل ذويه لكن بعضهم قبر من قبل السكان وجدوه مقتولا في الشارع فقبروه لذا اعتقد ان العمل الكبير ليس فقط في نقل الجثامين بل تحديد هويتها ومعرفة من هم وكيف ماتوا وهل قتلوا على يد المليشيا بصورة مباشرة واقصد هنا بطلق ناري أو دانات أو ضرب او غيره أم ماتوا لانهم جوعي او لم يتلقوا العلاج هذه امور مهمة لاهلهم وذويهم وحتى نفهم كما قلت لك ما عاناه انسان الخرطوم في هذه المرحلة، وقال (هناك جثث تحللت ولا نستطيع الا عبر الاجهزة معرفة من هم لم نجدها مكتملة).



