تقارير

قبل أسبوع من نهاية العام.. أمريكا أمام سقفها الزمني

تقرير – أمير عبدالماجد

قال ماركو روبيو وزير الخارجية الامريكي في المؤتمر الصحافي الاخير له الذي تحدث فيه عن جهود حكومة بلاده من أجل ايقاف الحرب في السودان أن الهدف الامريكي في الوقت الراهن وعلى المدى القصير هو ايقاف الاعمال العدائية والتوصل إلى هدنة انسانية فوراً قبل حلول العام الجديد (تبقي فقط اسبوع)، فيما لا تزال المعارك مشتعلة في كردفان، وتبدو رؤية الرجل ببساطة أن تقود هذه الهدنة الامور وتنتهي بها إلى ايقاف دائم للاعمال القتالية وأن تتحول الأطراف الاقليمية إلى جهات ضاغطة على نسق ما حدث في غزة وان يجري في هذا الوقت ايقاف أي شحنات سلاح إلى الداخل، وقال إنه يجري اتصالات بصورة مستمرة مع مع مصر والسعودية والامارات وأنه وقع وثيقة معهم في سبتمبر خلال اجتماعات الأمم المتحدة إضافة إلى اجتماعات سابقة قبل ذلك، وأكد أن بلاده منخرطة في محادثات يومية من أجل ايجاد حل للأزمة السودانية التي قال إن دخول الولايات المتحدة على خطها ليس جديدا وأن ما حدث هو أنه تم ترفيع الملف وهناك جهات أعلى سياسياً وتنفيذياُ في امريكا باتت منخرطة في المحادثات، وأشار إلى أن بلاده تعلم أن الطرفان المتقاتلان لا يملكان مصانع حديثة للأسلحة وأن هذه الأسلحة يجب أن تأتي من مكان ما وتمر عبر مكان ما يسمح لهذه الشحنات بالمرور إلى الداخل السوداني، وقال إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مناسبة مع هذه الدول.. ومع أن الوقت المضروب تبقى منه فقط اسبوع واحد لا زالت الأمور على حالها.. لم تتقدم المبادرة الامريكية السعودية المشتركة ولم تتقدم الرباعية ولا زال الغموض يلف الملف مع بعض الاحاديث المتناثرة هنا وهناك عن كواليس يجري العمل عليها لاعلان اتفاق وليس مبادرة وهو ما يراهن عليه ترامب على ما يبدو لان بعض المصادر الامريكية قالت ان الرجل لا يريد في هذا التوقيت طرح مبادرة بل يرغب بشدة في الظهور على الشاشات لاعلان انه فك عقدة الحرب في السودان وتوصل إلى اتفاق بايقاف القتال وقد يتدخل مباشرة في حال توصل إلى الاتفاق قد يتدخل بنفسه من أجل تنزيل خارطة الطريق التي يجري العمل عليها سياسياً.. على بعد اسبوع فقط من نهاية العام لا يبدو أن حدوث اختراق مهم ممكن لكن مع ذلك هناك انتظار لما ستسفر عنه الايام القليلة المتبقية.. وهو ما يراه د. سعيد سلامة مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية بعيداً لان الإدارة الأمريكية نفسها لا زالت متنازعة بين مبادرة ثنائية أو ثلاثية مع مصر والسعودية وبين المبادرة الرباعية لا زالت لم تحسم جدلها الداخلي لذا من الصعب أن تطرح رؤى متماسكة يمكن التعويل عليها لاحداث اختراق ما في الأزمة مع الجهد المبذول من ماركو روبيو مع بعض الاطراف الاقليمية لكن الرؤية حيال ما سيحدث تبدو رمادية ولا يوجد طريق موحد متفق عليه دولياً لمغادرة المربع الحالي).
ويعتقد بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية أن الأمر ليس معقداً لانه محصور فقط في هدنة وايقاف للقتال ولا يتناول التسوية السياسية أو الدخول في معارك جانبية مرتبطة بالحرب الامريكيين مركزين في هذه المرحلة على الوصول إلى ايقاف للقتال وهدنة امريكية وهم يعملون على فض الدعومات بحيث تجد الأطراف المقاتلة نفسها معزولة عن أي دعم قد يوفر لها القدرة على القتال وهو أمر مهم جداً لدفعها ليس فقط نحو ايقاف القتال بل حتى نحو التسوية الكلية للحرب لانه بدون دعم خارجي من الصعب استمرار القتال الذي يستنزف القدرات المالية والبشرية يومياً)، وأضاف (وجود كامل ادريس الان ومعه وفد مفاوض في نيويورك يجعل الأمور ممكنة خاصة وان تسريبات تحدثت عن مفاوضات مباشرة بين الحكومة السودانية وبين الداعم الرئيسي للمليشيا دولة الامارات وهذا قد يجعل الايام الاخيرة للعام مليئة بالمفاجات والتحديات في الوقت نفسه)، وتابع (لا اعتقد أن الحكومة الامريكية كانت لتحدد سقف زمني الا اذا كانت واثقة وتلقت ضوء أخضر من الاطراف لان هذا يجعلها في موقف محرج لذا اعتقد أن ضغوطات هائلة تمارس الان على الاطراف المعنية بالقتال في كواليس الحرب وأن الولايات المتحدة التي القت بثقلها في الأمر لن تتوقف عن ممارسة الضغط على الجميع)، وقال (لا يمكن بطبيعة الحال الرهان فقط على الخارج هناك أدوار يلعبها الرأي العام المحلي لا يمكن استبعادها من أي اتفاق أو تسوية لان ما يجعل الاتفاقيات هنا ناجحة هو الداخل وليس الخارج فقط).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى