رأي

(في مناسبة “تحرير” هجليج) بترولنا وعشا اليتامى (2012)

عبد الله علي إبراهيم

حكى لي السيد مبارك حمد، وهو من الرعيل الثالث في الحركة الإسلامية بجامعة الخرطوم رد الله غربته وعافاه، عن قريبٍ له كان يعاقر أم الكبائر. وقد ساء الرجل تحريم الرئيس نميري للخمر عام 1983. وجاء القريب إلى مبارك محتجاً: “يا ولدي، يا مبارك، انتو محرمنها مالكم الشقية دي. خلوها. لكين التلقو سكران فينا دقو نامن شيطانو يطير. انتو خلوها لكين دقونا”.

أحزنني نبأ تفجير المعارضة الخارجية لخط أنابيب البترول. وددت لو تسامت على كيد الحكومة الطويل لها رأفة بالشعب وحلمه المغيظ الذي علقه على تدفق البترول عسى أن يُغيِّر الله حاله من البؤس إلى الأمل. فقد حلم أهل السودان أن يرفلوا في “العقالات” ويشفي بالذهب الأسود الله قلب قوم مؤمنين. وقد راوغهم هذا الحُلم

طويلاً، ومطلهم، وتفلت منهم. وقال لي يوماً ود التوم، عميد بلغاء الرباطاب بقرية عتمور المحروسة، عام 1984 إن بترولنا متل “عشا اليتامى، أصبر، أصبر،

أصبر” وهذه خيبة فاجعة.

وفي حديث قريب مبارك حمد حكمة قد لا تروق الإسلاميين مع ذلك. فلنتفق جميعاُ ألا تمس المعارضة البترول قط ومأذون لها أن تدق الحكومة حيث ” ثقفتها”. دق جد نامن يطير جن استبدادها وتواليها وظلاميتها. أن تدق الدبابين حتى تطير سكرتهم بالاستشهاد. وأن تدق الـ NIF حتى تطير سكرتها بالبترول. والدباب راسو. الدباب كرعيه. حتى تغتسل الحكومة في نهر سيتيت، أو تسقط وسترث المعارضة الحكم وشوية مصاريف ما بطالة.

خلو البترول دقو الحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى