آخرهم السنجك ومودة حنينة..
في عام الحرب.. الفنانون.. الرحيل المر
خلال عام الحرب رحل بصمت شديد قرابة الخمسون شاعرا ومبدعا وعازفا ومسرحيا سودانيا، لم يحظ بعضهم بلحظة وداع أو سرادق عزاء بعد أن منع رصاص الحرب المستمرة في العاصمة الخرطوم منذ منتصف أبريل العام الماضي الآلاف من محبيهم من توديعهم كما درجت العادة قبل الحرب. وبسبب سقوط قذائف في منازلهم، أو أماكن تواجدهم، أو لعدم حصولهم على العلاج والرعاية الصحية بسبب الظروف الأمنية الخطيرة في مدن العاصمة الثلاث، توفي خلال فترة الحرب الحالية عدد من كبار الشعراء والموسيقيين والفنانين في البلاد، آخرهم فقيد الفن الموسيقار محمد حسن السنجك عازف الساكسفون الشهير اثر سقوط دانة بمنزله بحي الدوحة بامدرمان، وأسهم الفقيد في اثراء المكتبة التلفزيونية والاذاعية بتسجيلات مع كبار الفنانين.
وفقد الوسط خلال العام الموسيقار والملحن عمر الشاعر وكان الشاعر قد ألف ولحن، خلال مسيرته الفنية التي امتدت نحو 50 عاما، أجمل المقطوعات الخالدة في ذاكرة الفن السوداني، والتي تغنى بها أشهر الفنانين، رحل كذلك الشاعر الصادق الياس بعد معاناة مع المرض فاقمها انعدام الدواء والعلاج بسبب الحرب.
يذكر ان الشاعر عبد العزيز جمال الدين توفي بعد الدخول في نوبة صحية حزنا على وفاة شقيقته بسبب القتال الدائر في الخرطوم.
كما غيب الموت الفنانة آسيا عبدالماجد أرملة الشاعر الكبير محمد الفيتوري بعد أن أصيبت بشظية؛ وبحسب تقارير صحفية فقد تم دفنها داخل مبنى مؤسسة تعليمية تمتلكها في منطقة الخرطوم بحري بعد تعذر دفنها في أي مقبرة عامة بسبب شدة القتال.
وشهد عام الحرب عازف “الفلوت” حافظ عبد الرحمن الذي ظل لأكثر من 5 عقود يشكل وجدان عشاق الموسيقى.
وفجع الوسط الفني في رحيل الفنانة الشابه شادن محمد حسين بعد أن سقطت قذيفة بمنزلها في مدينة أم درمان،
كما راح ضحية الحرب أيضا عركي مختار عضو فرقة “عقد الجلاد” الغنائية، وكانت وفاة الموسيقي خالد سنهوري من الأحداث التي اهتزت لها ضمائر المجتمع المحلي والدولي؛ حيث وجد متوفيا في منزله في حي الملازمين بأم درمان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد أن عاش لأيام دون مأكل أو مشرب في ظل أوضاع صعبة وانقطاع للكهرباء بسبب القتال المحتدم في المنطقة؛ وتم دفنه أمام منزله.
خلال شهر رمضان الماضي تم اعلان وفاة الفنانة مودة حنينة التي كانت قوات الدعم السريع قد اعتقلتها طيلة ثلاثة أشهر.