في ظروف الحرب .. الشاعر عبد العظيم أكول يستدعي شبيكة.. “ياحليل الراحو”

الأحداث – متابعات
يحكي الشاعر د. عبدالعظيم أكول أنه قال للشاعر الكبير الراحل د.علي شبيكة في حضور الشاعر الراحل محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية آنذاك وبحضور الشاعر الراحل البروفيسور السر دوليب وبحضور الشاعر الراحل سيف الدين الدسوقي والشاعر المرهف مختار دفع الله. قال أبلغت الدكتور علي شبيكة “إنني اعتبر أغنيته لثنائي العاصمة وألحان السني الضوي الخالدة.. عن السفر” تعتبر من أجمل الأغنيات السودانية التي عبرت عن الأشواق لسفر الأحبة خاصة الأبيات..

يوم رحيلك ياحبيبي
شفت كل الكون مسافر
لاهزار في روضة غني
لازهر عطر بيادر
الشهور ياريتا تجري
وكل يوم ياريتو باكر

وقال “اتفق الجميع على ماقلته وأوحي إلى ذلك في حينه بمقال نشرته في صحيفة الأسبوع عبر صفحة الراحل محمد يوسف موسى، وبعد نشر المقال زارني د.علي شبيكة بمنزلنا المتواضع شاكراً وممتناً”، وأضاف “فعلاً كانوا قدوة حسنة عظام شكلوا وجدان الشعب السوداني بروائعهم الشعرية الباهرة والمعبرة عنا جميعاً في البوادي والحضر والضهاري”، وزاد “كلمة الضهاري ذكرتني بأني كنت ذات مساء في معية كبار الشعراء تاج السر عباس أطال الله عمره والراحل محمد يوسف موسى والراحل محجوب سراج وعمنا شاعر الحقيبة الكبير الراحل محمد بشير عتيق.. كنا في زيارة للشاعر الراحل محجوب شريف الذي كان قد عاد من الخارج بعد رحلة علاجية وزرناه بمنزله بالثورة أم درمان وطلب مني قراءة مجموعة من القصائد وقد وردت كلمة البوادي في إحدى قصائد فقال البوادي تذكرني بقصيدتي التي غناها الراحل محمد وردي (جميلة مستحيلة) يقول الراحل محجوب إنه سلم القصيدة لوردي الذي شرع في وضع لحنها ولكنه توقف يقصد وردي عند كلمة أقاصي الدنيا التي وردت في فحوي وسياق القصيدة هكذا”.

ياجميلة ومستحيلة
عيوني في الدمعات وحيلة
اسمحيلا تشوف عيونك
اسمحيلا..
إلى أن يقول محجوب
من أقاصي الدنيا
جيت وعلي رحالي

يقول أكول “توقف اللحن في كلمة أقاصي، حيث طلب وردي مني تغيير كلمة أقاصي”، ويقول محجوب وهو يخاطبني شخصياً “في ذلك اليوم البديع حاولت تغيير الكلمة ولم أفلح وبعد أسبوع كانت هناك مباراة في كرة القدم بين الهلال والمريخ باستاد الهلال وقد حضرت المباراة وعقب المباراة وبجوار البوستة أم درمان ركبنا البرينسة وهي عربة بوكس به مقاعد للركاب وكان أنصار الهلال والمريخ يتناكفون بعد المباراة وهم معي بالبرينسة.. وكنت استمع لهم صامتاً.. حتى قال أحدهم للآخر إنت متين بتعرف الهلال ماجيت قريب من الضهاري..
هنا التقطت أذني كلمة الضهاري وهي كلمة رديفة لكلمة أقاصي، وعدت للبيت وغيرت الكلمة من أقاصي إلى
من ضهاري الدنيا جيت
وعلى رحالي”،

وتابع “اليوم تذكرت أغنية جميلة للراحل د.علي شبيكة أيضاً لحنها الراحل السني الضوي لثنائي العاصمة الراحلين السني الضوي وابراهيم أبودية، وبعض أبياتها تعبر بصدق عن حالنا اليوم ونحن نعيش في مثل هذه الظروف العصيبة ونشتاق للأهل وقد تفرقت بنا السبل، ولكن يبقي السودان دوماً، كل الألق والجمال والمروءة والإنسانية والطيبة وجبر الخواطر واللمة في الأفراح والأتراح والنفير والإيثار يقول د.علي شبيكة في أغنيته الرائعة البديعة الزاهية”.

والله وحدوا بينا
البارحونا وراحو
شالوا من وادينا
بهجتو وأفراحو
بالكتير ياحليلم
ياحليل الراحو

Exit mobile version