في آخر يوم لاستبدال العملة.. توريد مبالغ ضخمة وتعقيدات تواجه مناطق رمادية

شندي – رحاب عبدالله

رصدت (الأحداث) تفاصيل اخر يوم لاستبدال العملة بمحلية شندي ولاية نهر النيل، وكشفت المتابعات عن تعامل البنوك بهمة عالية وأخلاق رفيعة من الموظفين في التعامل مع العملاء مع جدية واضحة رغم الاعداد التي مازالت كبيرة وترغب في التوريد وفتح الحسابات، بالاضافة إلى عملية التأمين من قبل الأجهزة الأمنية والشرطية ، فضلا عن تعامل متاجر المدينة داخل السوق بالعملة القديمة حتى الساعة الخامسة مساء توطئة لنقلها إلى البنوك مباشرة.

*توريد مبالغ ضخمة للجهاز المصرفي*
وقال مدير فرع بنك امدرمان الوطني بمحلية شندي إبراهيم محمود الليلي أن عملية استبدال العملة منذ البداية وحتى الان تمت بصورة جيدة، مشيرا إلى فتح نوافذ لاستبدال وتجميع العملة القديمة خارج الفرع منها النادي الثقافي ، وفي إدارة مياه شندي وبعض القرى غرب النيل من طيبة حتى الصورة كبوتة والنوراب والمتمة ،وقرى شندي البعيدة منها كبوشية شمالا ،مبينا أن ذلك صاحبه فتح حسابات من خلال نفرة كبيرة واستنفار للعاملين تم فتح حوالي 6 آلاف حساب.
واعرب عن امله في أن يتم اليوم الختامي حسب قرارات بنك السودان بصورة جيدة، وأكد في حديثه لوفد رابطة إعلامي الخرطوم الوافدين بشندي، أن عملية الاستبدال تمت بنجاح كبير،
وكشف الليلي عن توريد حوالي 27 مليار جنيه إلى بنك السودان منذ بداية الاستبدال حتى 29 ديسمبر.

*التحدي القادم*
غير أن الليلي أكد ان التحدي يأتي فيما بعد استبدال العملة، وشدد على ضرورة مواكبة المواطنين لأن الكتلة النقدية انخفضت انخفاضا كبيرا جدا حيث أن هنالك فئة ال500 جنيه لن تكون موجودة وهي تشكل كتلة نقدية غير قليلة،بجانب ان فئة ال1000جنيه التي تم طرحها بصورة تدريجية قليلة جدا ، وتوقع الليلي حدوث شُح في السيولة النقدية خلال الفترة القادمة، وحذر من مردود سالب حال لم يتعامل المواطنين بصورة جيدة.

*تحذيرات من ممارسات سالبة*
ولفت الى انه قد تظهر أسعار متعددة للسلع والخدمات بحيث يكون هنالك سعر للتحويلات البنكية وآخر للكاش ، وتوقع ظهور بعض الممارسات السيئة، لكنه أكد حال تم التعامل مع الوضع بصورة إيجابية فإن ذلك من شأنه تطوير الدفع الالكتروني ويتم نقل الناس نقلة كبيرة ، وأعرب عن أمله في عدم تعرض بنك السودان والدولة لضغوط للتراجع عن هذه القرارات، وعزا ذلك لأنه اذا أدت المسألة إلى ظهور مشاكل يمكن أن يتم التراجع.

*تطبيقات بنكية فعالة*
وأكد أن التطبيقات البنكية ممتازة وفعالة وآمنة وسهلة الاستخدام، مؤكدا انها تحتاج إلى ممارسة استخدامها بواسطة العملاء، مضيفا ان التحويلات بين البنوك الان في الطور الأخير يجري العمل فيه لكنه استبعد أن تكون مجانية دون رسوم تحويل، وبرر ذلك لان البنوك حريصة على مصالحها لأنها تتعامل في أموال المودعين وتحرص على المصلحة خاصة وأن تكاليف التشغيل باتت عالية جدا .

*تعافي الاقتصاد*
وشدد الليلي على أن استبدال العملة يخدم تعافي الاقتصاد ، مشيرا إلى أن لها جوانب كثيرة أولها كل ما زاد حجم الكتلة النقدية زاد التضخم بالتالي نقصانها يؤدي إلى تراجع معدلات التضخم ، بالإضافة إلى أن ودائع العملاء كانت خارج الجهاز المصرفي حيث كان 93% خارج الجهاز المصرفي، والان مسألة تغيير العملة بالنظام الحالي ستؤدي إلى قلب الموازين وتزيد مظلة المصارف وستكون البنوك قادرة من خلال ودائع العملاء على منح تمويلات وتنمية البلد والمواطن.
وفيما ظهرت بعض الاحتجاجات على تحديد 200 ألف جنيه للسحب اليومي ، أكد الليلي ان الغرض عدم التركيز مع السحب النقدي لتحجيم حجم الكتلة النقدية، مقرا بأن البنية التحتية للاتصالات تحتاج تطوير لضمان انتشار الدفع الالكتروني وانتشار التعامل عبر التطبيقات البنكية تمكن العميل من إجراء معاملاته في اي مكان ويمكن تطوير المسائل فبدلا عن ان تكون التطبيقات في الهواتف الذكية يمكن الاعتماد على الرسائل النصية بهاتف بسيط .
وأقر الليلي بأن اي سياسة نقدية تكون فيها فئة متضررة منها وتكون فيها أوجه قصور ، لكنه اشار الى أنه في الاصل يتم طرح السياسة النقدية ثم تنظر فيما بعد لمعالجة القصور.
وأوضح الليلي أن حجم وصول عملة مزيفة ومزورة كان قليلا جدا مقارنة مع توقعاتهم بان يكون حجمه ضخما، منوها أنه تم رصد تزوير ضئيل جدا في فئة الالف جنيه ، ورجح أن العملة المزيفة أغلبها ستكون في مناطق سيطرة الدعم السريع، ونفى وجود أي حالة اشتباه في عملية غسيل أموال خلال فترة الاستبدال، مشيرا الى وجود كل الأجهزة الأمنية والغرض منه رصد حالات غسيل الاموال.
واستهدف بنك السودان بعملية الاستبدال ولايات محددة هي التي تكون فيها العملة القديمة غير مبرئة للذمة ، مضيفا ان باقي الولايات تحتاج إلى ترتيبات أمنية قبل المصرف ، وفيما يتعلق بوجود عملة في مناطق يتم فيها التداخل بين مواطني الولايات التي تم الاستبدال فيها والتي لازالت خارج الاستبدال مثلا كمواطن امدرمان الذي يأتي إلى شندي ، قال إن هذه المسألة تعتمد على تأمين المداخل في المناطق الآمنة، وأقر بأن هنالك تعقيدات في هذه المسألة بحيث أنه كمثال اذا كان هنالك تاجر في امدرمان يبيع خدمة أو سلعة يشتري بالاجمالي من شندي أو عطبرة يحتاج يدفع وهو لديه عملة قديمة وهو غير مسموح له إدخال عملة جديدة امدرمان ، قطع بأن هذه تعقيدات بالغة تحتاج إلى قرارات وإجراءات من بنك السودان.

*خدمة تحويلات جديدة*
وأوضح الليلي أن سوبا هي تحويلات بين مجموعة من البنوك هي غير تابعة لشركة الخدمات الالكترونية التي هي ذراع من اذرع بنك السودان المركزي وهي كانت منصة للتحاويل قبل الحرب وتوقفت خلال فترة الحرب وتوقفت المقاصة بين البنوك ، مبينا ان بنوك فضلت ان تعمل مجموعات مغلقة بتفاهمات بينها بفتح تحاويل مع بعضها باعتبار من يدخل هذه المنصة فكل عملائه يستطيع التداول اي تحويل داخلي ،غير ان الليلي اعتبر ان المسألة ان لم تكن تحت ادارة بنك السودان المركزي لا تكون بالشكل الصحيح أو الفائدة المرجوة ، مؤكدا انها تمت بعلم بنك السودان ولكنها خارج ادارته، ويستفيد منها عملاء البنوك داخل المجموعة .

*العمل خارج الدوام الرسمي*
من ناحيته أكد مدير بنك الادخار فرع محلية شندي ياسر الطيب الجمري أن عملية الاستبدال تمت كما هو مخطط لها دون حدوث مشاكل، مشيرا إلى أن الإقبال والحضور كان بنسبة مميزة ورأى أنه إن كان العميل قد تفهم منذ بداية الاستبدال كان من الممكن تفادي الازدحام في الأيام الأخيرة، مشيدا بالترتيبات الأمنية التي صاحبت عملية الاستبدال، وارسل رسالة شكر للجنة الامن على رأسها العقيد أحمد فرح لمساعدتها ايضا في تأمين حركة الاموال إلى البنك المركزي بعطبرة ، كما أشاد بوقفة موظفي البنوك حتى ساعات متأخرة بعد الدوام الرسمي لهم ، وثمن تعاون إدارة السجل المدني،واشاد بالمرونة التي ابداها بنك السودان المركزي في عمليات التوريد وعمليات فتح الحسابات للمواطنين وعدها مكنت كثير من المواطنين من توريد اموالهم.

*تغيير وليس استبدال*
وانتقد الجمري قصور الحملة الاعلامية لتوعية المواطنين فضلا عن الخطأ في اطلاق عملية استبدال دون تعزيز مسألة التوعية بأن الغرض تعافي الاقتصاد وجذب الكتلة النقدية الى داخل الجهاز المصرفي وليس كما في السابق، وأكد أن استبدال العملة خطوة في اتجاه تعافي الاقتصاد ، الا انها تحتاج إلى أن تتبعها خطط استراتيجية ونظرة ممنهجة، ودعا الجمري الى اتخاذ سياسات استراتيجية من الحكومة والبنك المركزي للحد من مشاكل التضخم والتزوير وغسيل الأموال وغيرها وان التعامل باستراتيجية لتعافي الاقتصاد من تلك الامراض بعد ادخال كثير من الكتل النقدية التي كانت في الخارج الى داخل النظام المصرفي.
وكشف الجمري عن تفاجأهم بقرار تمديد الاستبدال في وقت متأخر من يوم 22 ديسمبر قبيل أن يتوقع تفاجأهم مرة أخرى خلال اليوم-قبل كتابة التقرير- بتمديد فترة الاستبدال.
وأقر الجمري بأنه ستواجهم مشاكل فيما يتعلق بتحديد سقف السحب اليومي الى حين ان يتفهم العملاء ضرورة التعامل إلكترونيا.

*شراء وبيع العملة*
ونوه الى الخلط الذي يصاحب التعامل بالعملة في منطقة امدرمان، وعدها تحتاج لحزمة اجراءات عاجلة من الدولة والبنك المركزي، محذرا من استغلال الأمر من بعض ضعاف النفوس بحيث تصبح هنالك عمليات شراء للعملة من مناطق انتهى فيها الاستبدال الى مناطق لم يتم فيها مثل ام درمان.

Exit mobile version