تقرير – أمير عبدالماجد
مرة أخرى ومع بدء العام الثاني للحرب في السودان بدأ الحديث عن مبادرات من الاتحاد الافريقي ومنظماته وهي مبادرات لطالما اثارت الجدل ولم تتجاوز في أفضل حالاتها التصريحات الصحافية والبيانات الاعلامية لان الجيش الذي يمثل الشرعية في السودان اليوم ويتولى الحكم في البلاد رفض هذه المبادرات وأدار لها ظهره، في وقت تمترس فيه الاتحاد الافريقي خلف المليشيا وتبني اطروحاتها وسعى لفرض أجندتها على السودانيين من خلال مطالبته بمفاوضات عسكرية لايقاف اطلاق النار مع انطلاق مفاوضات سياسية في الوقت نفسه لترتيب عودة السلطة المدنية.
قمة استثنائية
وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي قد دعا إلى عقد قمة استثنائية لمناقشة الوضع الحالي في السودان واعتبر خارطة الطريق الأفريقية إطاراً حيوياً لحل الأزمة المشتعلة في السودان، ودعا المجلس التابع للاتحاد الأفريقي في بيانٍ، الجمعة، إلى الالتزام بالخارطة التي تم تبنيها في مايو 2023 لحل النزاع في السودان، والتي تتألف من 6 نقاط هي الالتزام بوقف إطلاق نار دائم وتحويل الخرطوم إلى عاصمة خالية من السلاح ونقل قوات الجانبين المتقاتلين إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومتراً عن المدن ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة وتحسين الأوضاع الإنسانية المتدهورة بسبب الحرب و إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة واطلاق عملية سياسية لحل الأزمة بشكل نهائي، ودعا البيان الصادر بعد اجتماع افتراضي ترأسه الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إلى اتخاذ خطوات جريئة للتصدي للأزمة المتزايدة في البلاد بعد تعثر المحاولات الحالية لاستئناف مفاوضات منبر جدة، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الانخراط الكامل في عملية سلام موسعة وشاملة في مدينة جدة بمشاركة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والدول المجاورة كما دعا الأطراف المتحاربة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إعلان جدة الصادر في 11 مايو 2023 فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وطلب من رئيس المفوضية عقد اجتماع للآلية الموسعة في أقرب وقت ممكن، ووافق على تشكيل لجنة يقودها موسيفني لتنظيم اجتماع بين البرهان وحميدتي.
انتاج مبادرة
ويتبادر للأذهان سؤال ملح مفاده لماذا استيقظ الاتحاد الافريقي ومجلس الامن والسلم و”الايغاد” الان وليس امس وليس غدا؟ ، وما الذي جعله يعيد انتاج مبادرته القديمة ويتبنى ايقاف الحرب في السودان بعد ان فشلت المبادرة نفسها في وقت سابق ولم تتقدم لتصل حتى ما وصلت اليه الامور في منبر جدة؟.
يقول الزين الكامل وهو استاذ جامعي بجامعة النيلين أن الأمر بات واضحاً “فتش عن الامارات” في الموضوع وستجد تفسيرا لامور سياسية كثيرة في المشهد السياسي السوداني المختطف، وأضاف”يبدو أن ارتدادات خطاب السفير الحارث ليست فقط في نيويورك وابوظبي وجنيف بل حتى في نيروبي وأديس ابابا وعنتبي”، وتابع “تحرك السودان في مجلس الامن فتحركت الامارات في الاتحاد الافريقي ومنظماته يبدو أن هذه هي المعادلة لكن ما من شك عندي أن الامارات وراء تحرك الاتحاد الافريقي الذي أصبح للأسف ورقة تستعملها أبوظبي لتمرير أجنداتها وللضغط على خصومها، وأضاف “وتلاحظ هنا أن الاتحاد الافريقي لم يطرح مبادرة جديدة أو أفكار جديدة بل طرح نفس الأفكار التي رفضتها الحكومة السودانية في وقت سابق وهذا يدل على أن الاتحاد الافريقي طلب منه عقد الجلسة على عجل ولم يرتب حتى اموره ما اضطره لطرح مبادرة قديمة لا قيمة لها وتكليف رئيس أوغندا غير القادر علي النهوض من كرسيه لالقاء التحية على ضيوفه بتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي، الامر خرج من طور المعقول إلى كونه اصبح سمجاً”.
تحركات وأجندة
وقال الفريق مدني كبير الخبراء بالمركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية “علينا الا ننتظر الكثير من مثل هذه التحركات التي ستظهر كلما تحرك السودان وحقق انتصارات على المسارات كلها السياسي أو العسكري لن يحدث هذا فرقاً لان من يقف خلف التحركات هو من يقود مشهدهم، هم في النهاية ادوات كما هو الدعم السريع الذي اعتقد بعض البسطاء والمخدوعين انه يعمل على اجندتهم ايا كانت لكنه في الواقع كان اداة بيد من يدفع المال ويحركه”.
رد فعل
واتفق الباحث السياسي أحمد عمر خوجلي مع الراي الذي يقول إن تحركات الاتحاد الافريقي رد فعل لما حدث في جلسة مجلس الأمن والاتهامات القوية التي وجهها ممثل السودان في الجلسة السفير الحارث للامارات وهي رسالة من الامارات يجب الا تلتفت لها الحكومة السودانية وان يمضي الجيش في ادارة معركته لدحر الجنجويد.