فاشر السلطان المدينة التي دخلتها باكيا ً وخرجت منها باكيا

عبد المجيد محمد الحسن
في سبعبنات القرن الماضي كان أحد أساتذة مدنية بحري يدرس في معظم مدارسها الثانو ية الى ان اتاه
قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بنقله الى مدنية الفاشر يروي الاستاذ فيقول حين أبلغني مدير المدرسة
بالقرار ذرفت الدموع خصوصا انني لن أودع طلابي ولامدرستي فقط ،ول كنني سوف أكون بعيدا
عن الاهل والاصدقاء وعن مدينتي الجميلة بحري التي نشأت فيها وترعرت وسوف اذهب الى أقصى
غرب السودان و يواصل الاستاذ قائلا ً نفذت القرار استجابة لنداء الوطن وتلبية لضريبة التعليم التي
أقسمت على تقديمها لمواطن السودان أينما كان ….وعند وصولي الفاشر كان الاستقبال حاشدا من الجميع
ادارة المدرسة وزملائي الأساتذة وأبناءي التلاميذ قضيت معهم اجمل ايام العمر ساد بيني وبينهم
الاحترام المتبادل والمودة الصادقة ،و انسان الفاشر يتميز بالطيبة وال كرم الفياض حتى أصبحت علاقاتي
اسر ية مع معظمهم وفتحوا لي منازلهم وقلوبهم واصبحتكواحد منهم وبعد عامين أتاه قرار من
الوزاره بنقله الى موطنه الخرطوم بحري فزرف الدموع مجددا ول كن هذه المرة على فراق مدينة الفاشر
وأهلها الطيببين الذين قضى معهم اروع أبام عمره تذكرت هذه القصة وفاشر السلطان لا زالت محاصرة
ومواطنواها يعانون اشد المعاناه وضباط وجنود القوات المسلحة والقوات المشتركة يخوضون اشرس
المعارك حتى تعود المدنية الى حضن الوطن آمنة مطمئنة نسأل الله أن ينصرهم ويسدد رميهم وان
يتقبل شهداءهم ويشفي الجرحى نعم بالأمس القريب ارتفعت أصوات المصلين في المساجد بالدعوات
والقنوت عقب كل صلاة وهم يرجون الله تعالى النصر للقوات المسلحة و المشتركة في الخرطوم ومدني
وسنار وبحمد الله انتصرت القوات المسلحة وعادت تلك المدن بعد أن تم سحق الدعم ومن دعمه واليوم
نتمنى ذات الموقف وان ترتفع أصوات المصلين بالدعوات حتى تعود الفاشر الى حضن الوطن.
قصة هذا الاستاذ ذكرتني بأن اهل السودان كلهم متسامحون وعلى قلب رجل واحد لن تفرقهم قبلية
وهم يتذكرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم دعوها فانها منتنة ولن تفلح دعوى التقسيم االتي يروج
لها الأعداء وينفقون عليها مليارات الدولارات ستخبيب امالهم وتهرم جنودهم وستعود الفاشر الى
حضن الوطن بإذن الله تعالى.



