غياب( الأسد)

 

عبدالعظيم عوض 

*سقط نظام ديكتاتور سوريا غير مأسوف عليه لأنه إنفصل عن شعبه ولم يكن يعلم ذلك كحال الطغاة الذين يعمل الذين حولهم على تزيين الصورة فيحسون برضاء شعبي كاذب، وحين تدنو لحظة السقوط يكتشف الطاغية أنه كان معزولا عن شعبه فيهرب إلى حيث ملجأ عزيز قوم ذل بعد أن لاحقه شعبه، وعادةً ماتكون الدولة المضيفة هي التي كانت سنده وعضده رغم أنف الشعب المغلوب على أمره ، أو لأسباب إنسانية.

*نذكر كيف هرب رئيس تونس المخلوع رغم أنف شعبه، وكيف هرب عايدي أمين وقبل ذلك كان هروب شاه إيران من بطش ثوار بلاده ولعله الوحيد الذي لم يجد من يستضيفه فظل هائما من بلدٍ لآخر لحين استعطف عليه الرئيس السادات لتستضيفه القاهرة بنازع إنساني إلى أن توفى ودفن فيها ، أما الرئيس الافغاني أشرف غني فاستقبله محمد بن زايد بتعليمات الحليف الامريكي ،وكان آخر الهاربين من شعوبهم هو رئيس سريلانكا الذي اقلته طائرة عسكرية إلى جزر المالديف على عجل قبل أن يفتك به شعبه.

*لكن السؤال الحائر حاليا ، هو أين هبطت طائرة بشار ؟ لا إجابة حتى الآن وإن كان الراجح انه سيُستقبل في إحدى ثلاث دول ، أما روسيا أو إيران أو الإمارات, وإن كان نائبه السابق فاروق الشرع قد استبعد أن يغادر الأسد سوريا, وقال في تصريح له أمس أن الأسد سيلح على البقاء في سوريا وسيكون مصيره مثل القذافي.

*حتى اللحظة لا أحد يجزم بالطريقة التى ستدار بها سوريا خلال فترة الانتقال القادمة ، مع الوضع في الاعتبار أن سقوط النظام هناك لم يكن بثورة شعبية سلمية، بل كان بالقوة العسكرية المدعومة من الخارج ، وهل الجيش المهزوم سيستمر جيشا للدولة ، أم سيحل محله جيش المعارضة المنتصر؟, ثم إلى من ستؤول السلطة ؟, كل تلك الأسئلة وغيرها ستتطلب إجابات قاطعة وملحة لأنها يفترض أن تحدد مستقبل بلد يتميز بموقعه الاستراتيجي المهم في قلب منطقة الشرق الأوسط ، وربما على أساسه سيتم تشكيل أو بالأحرى إعادة تشكيل المنطقة وفقا لمستجدات الراهن السياسي والأمني والجيوسياسي ، وهو راهن يمكن إعتباره مثيرا للقلق والتوجس، في ظل المكاسب التي تحققت لإسرائيل وحلفائها إزاء غياب الشوكة السورية وتراجع نفوذ حليفيها في كل من طهران وموسكو على هذا المدى القريب على الأقل.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

Exit mobile version