عودة المظلات
د.عبدالعظيم عوض
*الآن بحمد الله ولطفه دخلت بحري( الضُل) على حد العبارة الرائجة في هذه الأيام التي تتوالى فيها انتصارات جيشنا العظيم على طريق تحرير المدن والأحياء من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية.
*ومدينة بحري تكمن اهميتها الاستراتيجية في أنها بمثابة القاعدة لمثلث العاصمة، أو ماكان يعرف بالعاصمة المثلثة، ولا أدري لماذا اختفى هذا الاسم، ربما للتوسع المهول في العاصمة الذي لم تعد معه مثلثة كما كانت في زمان مضى قبل( الانبعاج) الحالي.
*بحري إيضا مركز الصناعات باعتبارها تضم اكبر منطقة صناعية على امتداد الجانب الشرقي من المدينة، وهي استراتيجيا تعتبر المدخل المباشر لوسط الخرطوم كما حدث الآن حيث انطلقت قوات الكدرو والحلفايا وأم درمان إلى القيادة بعد التحامها باسود الإشارة ومقاتلي جهاز المخابرات المجاور لسلاح الإشارة- أمن ياجن- وزحفوا من هناك نحو القيادة في الخرطوم عبر كبري النيل الأزرق الذي تغير اسمه هو الآخر إلى كبري الحديد في إطار التسميات المستحدثة بلا أي مبرر، ومع ذلك طغت على الاسم الأصلي الذي بدأ مع افتتاحه في بداية عشربنات القرن الماضي.
*ونحن أهالي بحري وسكانها في جانبها الغربي الذي يبدأ بحلة حمد وخوجلي مرورا بالصبابي فشمبات الهجرة كانت سعادتنا بالغة على وجه الخصوص بإدخال معسكر المظلات( الضُل) ضمن منشآت اخرى تجاورها مثل مسجد ابوبكر الصديق- الكوارتة- وكليات الزراعة والبيطرة وحتى ما يعرف بمرسى المعدية في إشارة للمعدية والمراكب التي كانت تربط بحري بأم درمان قبل أن يتكرم علينا نظام الفريق عبود في أخريات أيامه بكبري شمبات ، الذي انجزه عبود ، لكن تم افتتاحه في زمن الديمقراطية عام 68 كثير من المنشآت تنجزها الانظمة الشمولية وتسمى ايضا دكتاتورية وتجني ثمارها الانظمة المسماة ديمقراطية ، ويحضرني هنا ماقام به عبدالله حمدوك ، الذي حين مضت ايام ولايته العجيبة تلك دون انجاز يُذَكِّر الناسَ به ، ذهب الي شارع الإنقاذ وأعاد افتتاحه بإسمٍ جديد وسط هالة من التصفيق والهتاف مدنياااااو.
*وعودة لموضوع المظلات التي تجمعنا بها نحن البحراويون ذكريات وعواطف نسبة لتداخل منسوبي هذا المعسكر مع أهالي بحري بحكم موقعه الفريد على شاطئ النيل، وسبق أن أشرت من قبل أنه كان اصلا مزرعة تملكها أسرة إسطفانوس مقار واستغلتها شركة ريكي الإيطالية المنفذة للكبري بالايجار من ملاك حيازتها كسكن ومكاتب مؤقتة، ولاحقا استجابت بلدية الخرطوم بحري لطلب من القوات المسلحة لتكون هذه المساحة الفريدة مقراً للمظلات سلاحها الجديد حينئذٍ بالتنسبق مع أصحابها، وما كانت البلدية ولا آل اسطفانوس ولا أي كاهنٍ ساحر في ذلك الوقت يمكن يتخيل أن تكون هذه البقعة الجميلة الأنيقة بموقعها الاستراتيجي هذا مقرا لمليشيا آل دقلو وتوابعهم من عرب الشتات والمرتزقة وتكون مصيبة علي بحري بعد أن كانت واحتها وامنها وأمانها يوما ما ، شكراً جيشنا الأخضر أن أعدتم لنا المظلات، وأعدتم الحياة بذلك لبحري.
نقلا عن “أصداء سودانية”