عندما يدار الحزب بالظهور فقط !
أدهم النور
عندما نتحدث عن الأحزاب السياسية العريقة قننا نتحدث عن مؤسسات تحمل إرثاً من النضال والفكر والتاريخ لا عن منصات للظهور الإعلامي والاستعراض السياسي الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا الميرغني ظل لعقود صرحاً سياسياً شامخا وذلك بفضل حكمته وحنكته في إدارة الحزب وسط تعقيدات المشهد السياسي لكن مايجري اليوم في كواليسه يطرح اسئلة لايمكن تجاهلها
السيد جعفر الميرغني الذي يتولى منصب نائب رئيس الحزب منذ سنوات، اختار نهجاً غريباً في الإدارة :
التعطيل لا التفعيل ، التجميد لا التطوير ، الظهور لا الإنجاز ! فهل يدار حزب بقواعده العريضة ومبادئه الراسخة بهذه الطريقة؟ وماذا قدم السيد جعفر فعلاً للحزب ولجماهيره
لاشك ان الصحفي الاستاذ بكري المدني قد لامس بعض الحقائق، ولو انه لايدرك كلّ التفاصيل ونحن هنا ، رغم امتلاكنا لمعلومات ثقيلةً وحقائق صادمة نتحفظ عليها حرصاً على وحدة الحزب ومصلحته لأننا ندرك ان كشف المستور في هذه المرحلة قد يكون اكثر ضرراً من تركه
اما الشلة الثلاثية التي تحاول احتكار القرار فهي بحاجة إلى توصيف يناسبها في الرأي العام، توصيف يحمل نفدا لاذعاً دون ان يكون مجرد تجريح هولاء ليسوا رجال فكر او تنظيم بل أقرب إلى “ثالوث الركود”
حيث لاقرار يتخذ ولارؤية تطرح فقط تمسك بالسلطة دون اي عطاء
وما يزيد المشهد قتامة هو ذلك “القرار المجهول ” الذي يحدد من يكون داخل الحزب ومن لا يكون دون اي معايير واضحة او شرعية تنظيمية فصل نواب رئيس الحزب ومساعديه وقيادات بهذه الطريقة هو عمل جبان لا يليق بحزب سياسي عريق ولا يمكن قبوله في إطار العمل المؤسسي وبدا الأمر وكأنه لعبة كراسي موسيقية حيث يتحرك اللاعبون وفقاً لمصالحهم الضيقة لا وفقاً لمصلحة الحزب بينما تترك القواعد في حيرة لاتعرف من سيبقى ومن سيقصى في الجولة القادمة! وليس من المستبعد ان يكون وراء هذا العبث نفس “ثالوث الركود ” الذي يسعى لإفراغ الحزب من قياداته الفاعلة والإبقاء على دائرة ضيقة من المنتفعين
في النهاية نتفق مع الاستاذ بكري المدني في ان التدخلات الخارجية في شئون الحزب ظاهرة غريبة ومضرة ولكن لا يجب أن يكون هذا مبررا للصمت على مايجري داخله الحزب الاتحادي الأصل بقيادة مولانا الميرغني يستحق ان يدار بعقلية المستقبل لا عقلية الماضي بالعمل لا بالمظاهر وبالقرار لا بتردد
ان كانت نصيحة هناك نصيحة فهي ان الإصلاح لأيكون بالإقصاء او التعطيل بل بالمصارحة والشفافية ووضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات الشخصية
فهل يسمع المعنيون ؟