رأي

عندما يجّهلك الجاهل السفيه

نسرين النمر

بعض الأشخاص مصابون بالاضطراب (الوُهامي)، نظرتهم إلى الأمور وقياسهم لها، تُشير بوضوح إلى كونهم واقعين تحت تأثير اضطراب سلوكي، وتوهم يجعلهم يبدون غريبي الأطوار..
يظهر ذلك جليًّا عند الحديث، لغة الجسد، وكذلك في المنتج الكتابي، وكل ما يمكن أن نُسمّيه بالسلوكيات غير المتزنة المرتبطة بضعف التقدير الذاتي للفرد.
يريدون أن يحكموا السودانيين وهم لا يعرفون لغتهم ولا تنوّع ثقافاتهم، يمارسون استعلاءً ثقافيًّا، برفضهم ثقافات الآخرين وإصرارهم على ثقافة أحادية والعمل على الهيمنة عليها بوعي أو بدون ذلك، كيف لا وقد سيطرت الـ(شيزوفرينيا) على أغلب ما يصدر عن تصرُّفاتهم بشكلٍ مفضوحٍ، أحدهم يتوهم وتنتفخ أوداجه ويطوى الساعات بحثًا عن سقطةٍ لنا تشفي غليله، فيقع ضحية تناقضاته النابية الرافضة لتعدد الثقافات السودانية والتجهيل الفاضح، وهو يحاول أن يجعل مِن أغنية سودانية دارفورية عامية معروفة ذائعة الصيت مبحثًا يستند إليه في رمينا بالجهل باللغة العربية.
أورد عبارة (بنية دارفور اقعدي عافي).. ليفنّد سيبويه كلمة (عافي) الدارجة السودانية التي يعتمد عليها لحن الأغنية بالكامل، ليحدث جرسًا موسيقيًّا منتظمًّا مع كلمات الأغنية، أوردها كخطأ لُغوي فادح، وأنه يفترض بنا كتابتها هكذا (عافية).
وهو بالضرورة لا علم له أن في نقد الشعر وكتابته، تجاوز القافية أمر شائع لسلامة الأوزان، وما الشعر إلا: ما جاوز بيتًا واتفقت أوزانه وقوافيه، إذًا كلمة (عافي) بدلًا من (عافية) سليمة في السياقين، في الكتابة وفي الاستدلال..
وفي مثل هذا الموقف لا تجد أكثر من الفرضية التي ذهب إليها المفكر المصري عبد الوهاب المسيري، بأن دولًا وظيفية ستؤدّي أدوارًا بالوكالة للغرب في المنطقة، كما أن أشخاصًا وظيفيين..
بالضبط كأدوات يتم استخدامهم للعب أدوار لا تقلّ قذارة، ثم يتم رميهم غير مأسوفٍ عليهم.
قال الإمام الشافعي رحمه الله
‏ أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه
‏ ما ضر بحر الفرات يوما إن خاض بعض الكلاب فيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى