علاقات التعاون السوداني الصيني.. عقبات الواقع وآفاق المستقبل (3 -3)

حاتم حسن بخيت

13//
و هناك سبب اضافي لضعف حماس الصين تجاه التعاون مع السودان تمثل في الاتفاق الذي تم من حيث المبدا من السودان مع روسيا في عام 2018 لمد خط سكة حديد من بورتسودان الي غرب افريقيا بفرعين الاول من بورتسودان الي تشاد ومنها الي الكاميرون ووصوله الي المحيط الاطلسي والثاني يمتد من نيالا الي كل من افريقيا وسطي.و الي دوله جنوب السودان وتبلغ تكلفته في مرحلته الاولي 10,مليار مما اعتبرته الصين خرمجة لمشروعها. الاكبر. في العالم مشروع (( حزام وطريق)). والذي يربط افريقيا باسيا بوسط وشرق اوربا لاحياء طريق الحرير القديم والذي تبلغ طوله في القارة الافريقبة في المرحلة الاولي من انجولا. في غرب القارة الي. جيبوتي علي الساحل في شرق القارة 1160كيلو رفق خطوط سكك حديد وربط زامبيا وتنزانيا وتشييد مواني جافة وتطوير موانئ بحرية ومحطات توليد كهرباءبتكلفة كليه 120بليون دولار لان الصين . ظلت علي قناعة كما اسروا للقيادة السودانية وقتها بان الروس. يسعون الي ربط غرب القارة بجنوبها بشرقها. بشبكة طرق وسكة حديد مترابطة وهو تخطيط يسير في بعض جوانبه بالضد من مشروعات البنية التحتية التي ينفذونها في القارة الافريقية
14//
لكل ذلك ورغم ان المنتدي الثالث السابق انتهي علي. هامشة بتوقيع خمس اتفاقيات بين السودان والصين بحضور الرىيس السابق البشير في مجالات التعدين والطاقة الكهربائية و السكة حديد وتطوير الزراعة و اساليب الري الا انه لم توضع ايا منها موضع التنفيذ بسبب الخلاف في حجم الدين ومن ثم في جدولته. علما بان الصين لاتؤمن باعفاء الدين الا بالنذر اليسير. منه ولا تعفي رسوم خدمته بل فقط تعمل بنظام جدولته حتي وان اغرفت الدولة المدينة بمزيد من القروض في ظل تعثرها وان حدث عجز فانها تقفز مباشرة الي ادارة الاصول التي اسستها في الدوله المتعثرة. كما حدث في سيرلانكا التي تعثرت بعد اغراقها بالدين الصيني فقفزت الصين واستولت علي الميناءالرئيسي الذي شيدته بالقروض وتولت ادارته لفترة 99سنه بموجب شروط بين الدولتين في اتفاق تمويل المشروع(( لم يعلن عنها عند التوقيع ))وذلك حتي تخلص ديونها وفوائدها علي مهلها لانها ستتراكم عام بعد عام جراءرسوم خدمة الدين وذات الحال السيرلانكي متوقع تطبيقه في حالات بعض الدول الافريقية الموغلة في تعثر السداد.
.15//
بلغ عدد المشروعات الموقعة بين السودان والصين منذ العام 1994 وحتي العام 2018 في جملتها ((100))مشروع بالكمال والتمام تم التوقيع علي بعضها. ثنائيا اكثر. من مرة ((تجديد توقيع )) وفي اكثر من مناسبه وتعثر معظمها لاحجام الصين عن تنفيذ تمويلها جراء ليس تعثر الديون ولكن لوجود خلاف بين الطرفين لتحديد حجم الدين الكلي والصين لديها استعداد. للتوقيع واعادة التوقيع علي ذات اتفاقيات المشروعات الموقعة اكثر من مرة لانها تظل متمسكة بامل سداد ديونها
16//
فالصين رغم انها اعلنت انها سائرة في طريق تعافي اقتصادها من اثار. تداعيات الكورونا وانها قلصت من مساعدتها واقراضها للدول الافريقيه لاسباب معروفة في عامي 2022/2021 الا انها عادت في مطلع عام 2023بتقدبم ماقيمته 4,61 بليون دولار لبعض الحكومات الافريقبه. نالت منها مصر ونيجيريا نصيب الاسد حيث نالت كل منهما بليون دولار دعما لبنكها المركزي كان نصيب السودان من حصة هذه القروض الميسرةالعام الماضي الغياب التام
.17//
وكالعائدة استهلت الصين تحضيراتها لهذه الدورة الجديدة للمنتدي. الصيني الافريقي الرابع في هذا الشهر .التي شرعت فيها . قبيل نهايات 2023 بان اصدرت.،(( الهيئة الوطنية الصينيه للنقد الاجنبي)). بيانها الرسمي لموقف الديوان الصينية واجبة السداد من الحكومات الافريقية وقد جاء الاعلان بمثابة جرد حساب. قبيل انعقاد الدورة الجديدة للمنتدي في سبتمبر 2024 والذي يحدد فعليا حجم الاقراض. المنتظر من الصين في اطار. دورة المنتدي واتجاهاته الافريقية خلال المرحلة القادمة بل وربما الي حين انعقاد الدورة القادمه للمنتدي بعد ثلاث سنوات حسب نظام المنتدي بل و ويطرخ سؤال حول جدوي. الاتفاقات التي وقعت في اطار فعاليات المنتدي وعلي هامشه. .
وقد تضمن هذا البيان الرسمي. عن موقف الديون الاتي ÷
#/ بلغ حجم الديون الصينية الخارجية للدول الافريقية الواجبة السداد في نهاية 2023وتعثر سدادها 45, 2 بليون دولار
$/ حدد البيان. موقف الدول الافريقية. من سداد. التزامات قروضها حتي نهاية 2023والذي حمل التصنيف التالي÷
$/9 دول اعلنت تعثرها تماما علي راسها اثيوبيا هووغانا وزامبيا. وبضمنها السودان. الذي. جاء في المرتبه. السابعة لحجم تعثر سداده لمايزيد قليلا عن 6 بليون دولار
$/ 15دوله افريقية معرضة بشدة. لخطر التعثر الوشيك
$/14دوله هي في حالة وسط من التعثر.
#/ ولكن هذا الاعلان. لم يلغي. رغبة الصين في الاستحابة لطلب الدول الافريقيه التي وافقت علي المشاركة في الدورة لتوقبع اتفاقات. لتنفيذ مشروعات بني تحتية جديدة كيف ما جاءت طبيعتها وحجمها بل استبقت نيتها بتوقيع هذه العقود بان سلمت مالي قبيل انطلاق اجتماعات المنتدي بايام . اسلحة ومعدات عسكرية. شملت طائرات بدون طيار ودبابات. وحاملات جنود مدرعة عبر شركة(( نوريكو الصينية للصناعات الحربية )) قبل ان توقع مالي حتي علي عقد توريد الاسلحة معها والذي تمت تسويته في زيارة الرئيس المالي العقيد (( أسيمي غويتا )) لبكين واعلان الرئيس الصيني. عند لقائه به ولاول مرة دعوته بان ترتقي العلاقة بين الصين ومالي الي مستوي.(( الشراكة الاستراتيجپة)) وهذه حظوة لم تجدها اي دولة افريقية خلاف مالي طوال عمر المنتدي الصيني. الافريقي
18//
حملت انباء. عودة القائد البرهان من بكين عقب انتهاء مشاركته في المنتدي الصيني. الافريقي الرابع سبتمبر 2024 عن تشريفه. لمراسم توقيع اتفاقات ثنائية في جملة من مجالات البنية التحتية والتعدين والتطوير. الزراعي والتصنيع لاسيما الصناعات الدفاعية وهي بلاشك. اخبار مبشرة في ظل الظروف الحالية التي تمربها البلاد ومحاصرة بعض القوي الاقليمية والدولية لاي نافذة تعاون للسودان ترفع من قدراته الاقتصادية وتمده بعوامل التصدي. لمهددات وجوده والانتصار عليها. لكن رغم ذلك الا انه يجب. عدم الاستطراد في التعويل وبناء الامال العراض علي مابمكن تنفيذه من هذه الاتفاقيات الواعدة فان.كانت الصين. سريعة في التوقيع وتجديد التوقيع علي اتفاقيات لتمويل مشروعات بنية.تحتية وغيرها فانها بطىئة جدا. في التنفيذ. ان كانت الدوله صاحبه المشاريع الموقع علي اتفاقيات في شانها معها معسرة في سداد مستحقات ديونها فمابالك ان كانت هذه المشروعات المستهدف تشييدها في دوله تعاني ظروفا مثل السودان. تدور فيها حرب تمرد تخريبي وسيلته الوحيدة القتل للمدنيين وتدمير الابنيه مهما بلغت قيمه تكلفتها. الماليه واهميتها التنمويه. للشعب بل دولة تعاني من غياب جهاز تنفيذي لخدمة مدنيه متماسكة تتولي التشارك. في انحاز المشروعات التنمويه المستهدفه بعد ان شتت الحرب كوادرها بين اللجؤ والنزوح واصبح وجود جهاز الدوله مجرد شكل رمزي لوزارات. فاقده لهيكلها. الوظيفي والتنظيمي و اصبحت تعتمد في اثبات وجودها علي.موظفين. بعدد اصابع اليد. لتقول انا هنا فضلاعن غياب حكومة مقتدرة لها سلطات. تنفيذية لاتمارسها بالمواربة ولا بالوكالة ولابالتكليف وانما بالاصاله بموجب القانون ولوائحة فقطعا هذه خصائص وضع يصعب معه اقناع الصين اوغيرها بان تقذف باموال ضخمة في انشاء مشروعات بنية تحتيه. يمكن ان تدمر. بقصف. عشوائي من متمردين لاقيمة اخلاقية لهم ولذلك يتعين ان نحف امال التوقبع علي. اتفاقات لانشاء. مشروعات بنيه تحتيه في ظل هذه الاعتبارات بكثير من الحذر وقدرا اعظم من الصبر و لذلك ليس من الحصافة في شئ ان نردد تسويقية لالزوم لها كما يفهم من تصريحات وزير الخارجية مؤخرا في اكثر من موقع اعلامي بان الفرصة الاكبر ستكون . مواتية بعد الحرب لروسيا والصين في اعمار السودان. لان الاعمار. بعد الحرب ليس مسالة فرص توزع لهذا وتحجب عن ذاك بل هي بكل بساطة معضلة موارد وكيف تتوفر.؟؟ ومن اي جهة. توفر؟؟ وتحت اي.شروط فنيه؟؟ فلايمكن ان تتبرع دول ما بمنحه في اطار اعادة التعمير ليخصصها.السودان علي مزاجه لمشروعات. تنفذها الدوله الفلانية او العلانية. فمنهج الاغراء و((الحندكة)) غير. مجدي في علاقة التعامل الدولي ويكفينا. تلك الوعود الدولية التي بذلت كحافز لتوقيع اتفاق السلام الشامل وادي اخفاقها الي انفصال الجنوب. وما سكب.من وعود بلا تنفيذ في اتفاق ابوجا ثم الدوحة لسلام دارفور لتستعر مرة اخري نيران الاقتتال. في دارفور بصورة اشد تدميرا وفتكا
19//
واخيرا محق. من يري ان الصين لاتهب قروضها صدقة واحسان. ولاتسكب. تلك الارقام الخرافية لسد الفجوة في البنيه. التحتية للدول الافريقية وغيرها في اطار مشروع القرن. حزام وطريق و لكن القول الاكثر موضوعية هو ذاك الذي يري ان الصين. في حاجة ماسة اكثر لموارد المواد الاوليه الظاهرة والكامنه في دول القارة الافريقية لتلبي حاجة النمو. السكاني المتعاظم فيها ومتجدد الاحتياحات ولذلك يظل شغلها الشاغل هو سرعة الوصول لموارد المواد الاوليه في الدول الافريقية قبل الاخربن وهي تدرك جيدا. مقتنيات هذه القارة البكر رغم النهب الاستعماري الغربي التاربخي لها وان كانت بلادنا هي في عين عاصفة التنافس الدولي. علي الموارد الافريقية وما اشتعلت الحرب الاجرامية فيها الا من اجل هذه الموارد. لكن يظل السؤال. المنطقي هو اين هي موارد السودان الان.؟؟ وكيف السبيل اليها.لتوظيفها تنمويا و اقتصاديا .؟؟ في ظل دوران العنف بفعل هذه. الحرب الاجرامية اللعينه…التي قد لاتقف لعظم المخطط الذي اشعلها قبل حلول الدورة الخامسة القادمة للمنتدي الصيني الافريقي. لنعيد التوقيع علي ذات المشروعات التنموية بامال ان توفر لها الصين الاموال
..فمعضله التعاون مع الصين دائريه فهو لن يمضي قدما مالم تحل اشكالية الخلاف حول الديون المتعثرة. وسداد المتاخرات المستحقة منها. وفي ظل. هذه الحرب. التي تديرها مليشيا. الخراب. ضد البشر والشجر والحجر لايمكن التوقع بتسويتها قريبا ولكن في ذات الوقت ان تفكر المرحعيات العليا في السودان ان تقايض.عجزها في سداد هذه المتاخرات بالتخلي عن ادارة اصول البلاد في مشروعاتها الاقتصادية والتنموية المنتظرة وتسليم هذه الاصول الي الشركات الصينيه وتدخل طائعه مختارة الي مصيدة الديون الصينيةة التي تعرضت لكثير. من النقد. والتحذيرات. منها والتطاول الزمني سنينا عددا لادارة المشروعات بموجبها بحجة استرداد الديون بجملتها وليس متاخراتها فقط
20//
اما الوصول بالتعاون بين البلدين الي المستوي الاستراتيجي تنمويا وسياسيا فلا وجود لمؤشرات راهنه تبشر. بافاق مستبقليه فبه قريبا وسبظل مبتغي بعيد المنال ودون الكل المواقف التصويتيه السالبه للصين في اروقة الامم المتحدة لاسيما في مجلس. الامن من قضايا السودان الحيوية حيث لم تساند السودان فبها كما ينبغي حتي حينما كانت علاقات التعاون معه في اوج صعودها رغم وضوح التامر المنصوب ضده من الاستهداف الثلاثي الاجرامي الامريكي البريطاني الفرنسي الساعي لوضع السودان تحت سنابكه عبر المنظمة الدولية. ولذلك فان التبصر. يجعل الامال معلقه في الظروف الحالية علي مادون التعاون الاستراتيجي. اي تعاون تقليدي مثمر. يبدا بحل خلاف حجم الديون المستحقة وجدوله سدادها وفق معدلات ومواقيت زمنية تراعي ظروف البلاد الراهنة ومن ثم تقديم الدعم المطلوب للمساهمة في تحقيق نصر حاسم وعاجل.للسودان في هذه الحرب حتي يكون البدء في تنفيذ مشروعات تنموية في مرحلة ما بعد الحرب. امرا ممكنا.

Exit mobile version