علاء نُقُد.. من دروس الأخلاق إلى دركات النِّفاق

منتصر موسى مساعد

 

في قاعة بروفيسور داؤود مصطفى، وفي امتحان ورقة الجراحة وعظنا الدكتور علاء نقد موعظةً وجلت لها القلوب ووضعت لها الأقلام عن الكتابة حين اشتبه في طالبين يتحدثان أثناء الامتحان قائلاً:

” يا جماعة إنتو قايلين نفسكم صغار ده شنو البتعملو فيهو ده؟ إنتو بعدين حتكونو مؤتمنين على أرواح ناس …”

 

استحسنت كلماته، ولم أكن لأفعل لو علمت أن هذه الموعظة قد أفنت كلّ ما تبقى في رصيد أستاذنا من الأخلاق!

كنت سأنصحه ليُبقي على حفنة الأخلاق هذه ليتقوّى بها على مواقف أشدّ مرارةً واستجداءً للمروءة والوعظ؛ مواقفَ يرى دكتور نقد أن (الشّف) في الامتحان أكثر خطورةً منها فيرغي ويزبد ويرفع صوته ويخفض في ذمّ الشفّافين، لكنّه وللعجب يغضّ طرفه عن (الشفشافين) والمعتدين والمغتصبين بل يشهر مشرطه مدافعاً عنهم وهم ينكّلون بالسودانيين في الخرطوم ودارفور والجزيرة يطردون الناس وينهبون بيوتهم وممتلكاتهم وينتهكون أعراضهم وهو عن كل ذلك أعمى وأضلّ سبيلاً تثير حفيظته أرواح الناس التي لم يؤتمن عليها الطلاب بعد، لكن عين رضاه كليلةٌ عن سفك من يلعق أبواتهم من الجنجويد دماء الأبرياء.

أعيذك بالله ونفسي أيها القارئ من سوء المنقلب واتباع الهوى وأطماع الدنيا.

علاء نُقد الناطق الرسمي باسم (تقدُّم) الذي يتطلّب الأدلة القاطعة على حدوث الاغتصاب في مناطق سيطرة الجنجويد ويصف من يتحدث عنها بالتسرّع وعدم الاستيثاق، وهو الذي لم يرُم شاهداً أو دليلاً ليتسلّق دماء فقيدنا بشرى ابن عوف ويقطع يوم وفاته بأنه قد قتـ ـ ـلته قوى الظلام (من الجيش والفلول) لأنه رفض الحرب العبثية!

مستميتاً في الدفاع عن المليشيا يصل الليل بالنهار عمالةً وارتزاقاً، لا أدري هل سعياً وراء حفنة الدولارات التي أخجلت حزب الأمة وجعلته يطعن في حيادية جبهتهم تقدُّم، أم طمعاً في كرسيٍّ يحسب أنه يناله بمناظرة أردول في قناة الجزيرة، وصياغة التقارير المضللة للسفارات المستدرّة لعطفها عليه ممثلاً زوراً لشعب السودان، وتصميم البوسترات الوضيعة التي يحمل أحدها المحتوى أدناه ويشاركه بصورة شبه يومية:

The return of ter-rorism, ter-rorism in Sudan led by “Al Burhan Ali Karty” returned to the Islamic Movement Army an fought a wa-r with the rapid support forces supporting democracy!

 

حرب جيش الحركة الإسلامية ضد قوات الدعم السريع التي تدعم الديموقراطية!

 

إن تسمع نعظك يا نُقد ليوم امتحانٍ لا شفّ فيه ولا بخرات:

دماء الأبرياء تلطّخ رداءك الأبيض وأحاديث الإفك والمجادلة عن الظّلمة والمدافعة عنهم تضعك معهم في دركة واحدة بل أنت أسفل؛ فقد آتاك الله عقلاً ومهنةً أساسها الأخلاق والإنسانية فانسللت منها انسلال السهم من الرميّة.

 

عُد إلى الطب تكن أنفع، وكُفّ لسانك عن التدليس والنفاق يكن أنجع، وأحِقّ الحقّ وأرفض الظلم تكن أشجع!

والسلام.

Exit mobile version