تقارير

عقوبات أمريكية جديدة.. لماذا تجاهلت امريكا المدرب الإماراتي واتجهت للاعبين الكولمبيين؟

تقرير – أمير عبدالماجد

فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على شبكة تجنيد عسكريين كولمبيين للقتال إلى جانب الدعم السريع في السودان، وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الامريكية فرض عقوبات على 4 افراد وكيانات ضمن هذه الشبكة تستقل خبرات عناصر عسكرية كولمبية سابقة وتدرب مقاتلين بينهم اطفال للقتال مع الشبكة في السودان.
وأكد جون هيرلي وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية أن قوات الدعم السريع تتبع سياسات وحشية تستهدف المدنيين بما فيهم الاطفال وانها تعمق النزاع وترسخ لبيئة ملائمة لنمو الجماعات الارهابية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن من أبرز المتهمين في الشبكة الكولمبية الفارو اندريس كيخانو بيسيرا وهو ضابط كولمبي ايطالي متقاعد يقيم في الامارات ويتهم بدور محوري في تجنيد العسكريين الكولمبيين وتنسيق عملهم عبر شركة مملوكة له تحمل اسم (الوكالة الدولية للخدمات) في بوغوتا، وجاء الكشف عن الشبكة بعد تحقيق مشترك للأجهزة الامريكية من بينها ادارة الجمارك وحماية الحدود ومركز الاستهداف الوطني وليست هذه المرة الاولى التي يتم الحديث فيها عن دور كبير للمقاتلين الكولمبيين في حرب السودان ولا عن انتشارهم في مواقع القتال لتقديم الدعم اللوجستي عبر المسيرات ومضادات الطيران وبالقتال فعلياً في بعض المناطق، وسبق للجيش السوداني ان اعتقل عددا منهم واظهرت وثائقهم، ووجه رئيس الوزراء في وقت سابق كلمة إلى الشعب والحكومة الكولمبية طالبهم من خلالها بايقاف تدفق المرتزقة الكولمبيين، وشرح الادوار القذرة التي يقومون بها في حرب السودان ومع القرار الامريكي الاخير اثار البعض تساؤلات حول المسالة برمتها وما اذا كانت الادارة الامريكية تتعامي عن ادانة الطرف الذي يدفع المال والذي يستضيف رئيس هذه المجموعة الفارو اندريس في بلاده ويمنحه كل التسهيلات لجلب المرتزقة.. لماذا غض القرار النظر عن الامارات وذهب مباشرة إلى الشبكة الكولمبية؟ لماذا لم يوجه اي إدانة للامارات التي جلبت المرتزقة الكولمبيين إلى السودان؟ وهي الفاعل الاساسي فيما يتعلق بالسودان لان الدعم السريع محدود في تفكيره وعلاقاته ولا يمكنه التعاقد وتسهيل دخول المرتزقة إلى الامارات ثم نقلهم إلى دارفور .. يقول الفاتح محمد الياس وهو اعلامي مقيم بامريكا قدم اشارات لمضمون القرار على منصته على الانترنت يقول الفاتح إن امريكا تعلم تماماً انه بدون اللاعب الاماراتي ما كانت الحرب لتستمر حتى الان ما يجعلنا نسأل ان كانت الادارة الامريكية الحالية ترغب فعلاً في ايقاف القتال أم ترغب في تحقيق مكاسب مالية منه وهذا ما يجعلها تترك الفاعلين الاساسيين وتصب عقوباتها على الهوامش اذ لو توقف الكولمبيون عن القدوم فان امريكا تعلم أن الامارات ستبحث عن مرتزقة آخرين في مكان ما في العالم وتجلبهم للسودان ايقاف الكولمبيين لن يحل مشكلة)، وأضاف (العقوبات هي اشارة الى النظام في ابوظبي ليحسن صفقته قبل ان تزحف القرارات إلى المليشيا واليها هي في حال توقفت عن تقديم صفقات لافتة لترامب)، وتابع (كل شيء عند ترامب رهين بالصفقات لذا هو يقف الان في المنتصف بين السعودية والامارات ليرى من منهما سيقدم صفقات تلفت انتباهه وتكسب الجولة وهو يتحدث عن ذلك صراحة)، ويرى بروفيسور فضل المولي النعيم الاستاذ المتخصص في العلوم السياسية أن الامر كله الان في فترة صمت وهذه القرارات هي من بين كروت امريكية يتم استخدامها هنا وهناك للضغط على الاطراف لان ترامب برايي وهذا سبق وصرح به ترامب لن يطرح مبادرة بل سيطرح حل لذا نشهد الان خمولاً على مستوي التحركات العلنية لكن الكواليس تعمل وتتواصل من أجل بلورة ما يمكن إعتباره حلاً امريكيا سعودياً للازمة لذا لا اعتقد انها مناورات من ترامب للحصول على صفقات بقدر ما هي مناورات للوصول إلى المنصة التي يرغب الرجل في إعتلائها واعلان الحل واعتقد ان حل ترامب وهو ما تدركه الاطراف لن يقبل التعديل أو الحذف والاضافة الرجل يرغب في نصر سياسي خارجي بدأ له الان ممكناً من خلال ايقاف الحرب في السودان) وهي رؤية لم يرفضها الفاتح محمد الياس لكنه يفترض أن ترامب لا يهمه ان يكون هذا الانتصار الخارجي عادلاً للشعب السوداني إذ متى توافق مع اهواءه ومصالحه سيكون حلاً مناسباً ومقبولاً له وللادارة الامريكية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى