تقارير

عضو في البرلمان الأوروبي دعا بالخطأ ميليشيات مرتبطة بجرائم إبادة للتحدث عن السلام في بروكسل

بروكسل – دعا نائب ألماني في البرلمان الأوروبي عن غير قصد اثنين من أعضاء ميليشيا سودانية متهمة بالمسؤولية عن دفن أشخاص أحياء، وارتكاب جرائم اغتصاب جماعي وقتل آلاف المدنيين، للمشاركة في فعالية داخل البرلمان الأوروبي لمناقشة “السلام الدائم” في السودان.

النائب لوكاس سيبر، وهو نائب مستقل غالباً ما يصوّت إلى جانب الكتل الوسطية والليبرالية، نظّم الفعالية بالتعاون مع مركز أبحاث مقره المملكة المتحدة. لكنه لم يكن يعلم أن الضيفين مرتبطان بقوات الدعم السريع، الكيان الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات لدوره في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين والتي تسببت في مجاعة، واتُّهم بارتكاب إبادة جماعية.

الاجتماع، الذي كان مقرراً يوم الأربعاء، أُلغي في اللحظة الأخيرة بعدما نبه نواب آخرون ومكتب رئيسة البرلمان روبرتا ميتسولا سيبر إلى خلفية الضيفين. وقال سيبر لـ”بوليتيكو”: “بصفتي نائباً شاباً في البرلمان، هذه تجربة أتعلم منها. لقد أظهرت لي أنه يجب التحقق مرتين من المعلومات، حتى عند التعامل مع أشخاص وثقت بهم في فعاليات سابقة.”

تخوض قوات الدعم السريع صراعاً دامياً مع الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً. ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، فيما اعتبرت “هيومن رايتس ووتش” العام الماضي أن هجمات الدعم السريع ترقى إلى التطهير العرقي وربما الإبادة الجماعية.

الحادثة أثارت تساؤلات حول كيفية وصول مثل هذه الشخصيات إلى البرلمان الأوروبي، خاصة في ظل سلسلة فضائح سابقة مرتبطة بالضغط غير المشروع من حكومات كقطر والمغرب وشركة هواوي الصينية. وأقر سيبر بأن عناصر الدعم السريع اختاروه “قصداً لأنه نائب شاب غير منتمٍ لأي مجموعة كبرى”.

من جهته، قال جمال العطار، المدير التنفيذي لـ”الفيدرالية الدولية للحقوق والتنمية” (IFRD) في بروكسل، إن العقوبات الأوروبية المفروضة على الدعم السريع عام 2023 دفعت الميليشيا إلى تكثيف نشاطها في بروكسل لمحاولة ممارسة ضغط مضاد. وأكد أن منظمته نبّهت النواب الآخرين الذين بادروا لإبلاغ سيبر بشكل ودي.

كما أرسلت الحكومة السودانية خطاباً إلى رئيسة البرلمان الأوروبي طالبت فيه بإلغاء الفعالية التي حملت عنوان “إنهاء الصراع في السودان وفرص تحقيق السلام الدائم”. وأشار الخطاب إلى تورط الدعم السريع في “جرائم إبادة قبلية ودفن أحياء واغتصاب وعنف جنسي وعراقيل أمام المساعدات الإنسانية”، محذراً من أن استضافتهم تهدد رسالة الاتحاد الأوروبي الداعمة لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.

نحو 50 من أفراد الجالية السودانية في بلجيكا وبريطانيا وهولندا وألمانيا تظاهروا أمام البرلمان رافعين لافتات كتب عليها: “الدعم السريع والإمارات قتلوا عائلتي” و “لا لمنح الشرعية للميليشيا”.

حضر سيبر المظاهرة ليعتذر شخصياً، وقال للحشود: “أردت أن أُظهر للعالم، وبالأخص لشعب السودان، أن هذه ليست منصة نمنحها لمرتكبي الفظائع.” واستُقبل باعتذارِه بالتصفيق والهتافات.

ورفض المتحدث باسم البرلمان الأوروبي التعليق على الواقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى