عزاء الأستاذ احمد عبد الرحمن

عفاف احمد عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
قال الله تعالى(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).صدق الله العظيم.
أيها الجمع الكريم، أقف بين يديكم اليوم، مثقلاً بمرارة الفقد الحزين، أستجمع الكلمات لا لأرثي أبي، ولكن ارثي فقد أمة ( فقد كان إبراهيم أمة)، ورمزًا من رموز الوطن و احد حكمائها المعاصرين ،
..ولكن هذا هو حال الدنيا يتقلب فيها الإنسان بين السعاده والشقاء وان كان الأصل فيها الكدر فلا هي دارنا ولا مستقرنا قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان في كبد)والسعيد فيها من يعمل لدار البقاء قال تعالى (يقول ياليتني قدمت لحياتي).
الساده الحضور الكرام ..نجتمع اليوم في تأبين الراحل المقيم وان كنت ساقول أبي فهناك من سيقول اخي وصديقي وعمي وخالي وشيخي وأستاذي وكل من يشهد هذا الجمع يكن له الكثير من الحب والاحترام ، فأكثر ما كان يميز الوالد عليه الرحمه حرصه و قدرته على التواصل الاجتماعي رغم مسؤولياته الكبيرة فإنه لم يكن يتوانى يوما عن تهنئة صديق اوعزاء قريب مهما كلفه ذلك من وقت او جهد.
وشهادتي في أبي مجروحه كما تقول العرب (كل فتاه بابيها معجبه) فكلكم شهود على سعيه بين الناس و من اجل الناس وفيما ينفع الناس، نسأل الله ان يظله يوم لأظلّ إلا وجهه.
عمل الوالد في معلما في مدرسة بربر الثانوية و ضابطا إداري في مديرية كسلا و اداريا بمعهد الإدارة العامة، و استاذا جامعياً بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة،ووزيرا للداخلية بحكومة مايو و عضوا في الاتحاد الاشتراكي و نائب في مجلس الشعب و رقيبا للمجلس الوطني. و مؤسسا لجامعة السودان العالمية و امين لمجلس الصداقة الشعبية و رابطة الصداقة الصينية نسأل المولى ان يتقبل منه صالح أعماله، ما علمنا منها ومالم نعلم،
ولكني انتهز هذه الفرص لاتقدم بالشكر و العرفان للوالدة العظيمة التي تحملت و بكل صبر وتفاني و نكران ذات، فتحملت عنه مسئولية الاسرة الصغير بكل تفاصيلها، و البيت الكبير بكل أعباءه ،و مشقة الحياة السياسية بكل تقلباتها من عدم الاستقرار وسجون و نفي عن الوطن فكانت ام و الاب ، و حقا ( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة) نسأل الله ان ينعم عليها بالصحة والعافية.

وكل من سنحت له الفرصه ان يلتقي بالوالد يترك فيه الأثر عظيم فهو الهاش الباش العطوف الحنون الرؤوف الرحيم ،موطأ الأكناف فالجميع لديه سواسية ، فتجده في دهاليز السياسه ذلك السياسي المخضرم وفي المساجد ذلك الشيخ الورع ومع اصدقائه ذلك الشهم المقدام اخو الإخوان ومع أسرته كان نعم الأب والأخ والزوج الذي لا يتوانى عن تقديم كل الدعم و الرأي و المشورة و النصيحة كل الممكن و كثير من المستحيل . “يدهشك باهتمامه بالتفاصيل ”

وانا هنا اقف نيابة عن أخواني وأسرتي الصغيره والكبيره التي اوجعها الفقد الجلل و المصاب العظيم الذي حدث بفقده، و نحن (أسرته)و البلاد في امس الحوجة له في هذا الوقت العصيب من تاريخ امتنا..فقد ظلل يعمل منذ شبابه من اجل سودان حر مستقل تسوده قيم الحرية و العدالة و السلام وطن يسع الجميع.

واختم حديثي عنه بما قالته سفانه بنت حاتم الطائي عن أبيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم (ان أبي كان يفك الاسير ويحمي الضعيف و يغري الضيف، يشبع الجائع ،ويحفظ الجار، ويطعم الطعام، ويفرج عن المكروب ويفشي السلام ،ويعين على نوائب الدهر و لم يرد طالب حاجة قط).أنا بنت احمد عبدالرحمن غندور ود العبادية ،،،
وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر للجنة العليا و اللجنة المنظمة التي بذل كل الجهد بحب و إخلاص ليخرج هذا اليوم بصورة مشرفه كما اشكر رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية و جمعية الصداقة المصرية كما لايفوتني تقديم خالص الشكر لسفارة جمهورية السودان و اخص بالشكر السيد السفير الذي سخر كل علاقاته لتذليل كافة الصعاب و الشكر لحضوركم الباهي والمشرف الذي عبر عن الحب والوفاء والعرفان و مشاركتكم لنا مما خفف عنا الكثير ،،
ونسال الله ان يتقبل منا و منكم و يرحم موتانا و موتى المسلمي، و نسأله أن لا يفتنا بعدهم و لا يحرمنا أجرهم .
(“أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيا مرضيا فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي “)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

Exit mobile version