عبدالرحيم قرني ..قيمة الفن والانسانية

الاحداث:ماجدة
يحظي الفنان محمد عبدالرحيم قرني باحترام وتقدير واسع وسط زملاءه وطلبته ،توصف مسيرته بانها تستحق أن تُدرَّس قبل أن تُكتب ان تجد الاحتفاء في كل يوم.
ففي هذه الساحة التي كثيرًا ما يعلو فيها الضجيج ويغيب فيها الاعتراف، يجد الدكتور محمد عبد الرحيم قرني الممثل، المسرحي، الناقد، والأستاذ الجامعي الذي وهب عمره للفن والمعرفة والتنوير وقفة اجلال وتقدير.
فمنذ ميلاده عام 1954، اختار قرني أن يكون في صفّ الذين يضيئون الطريق لا في صفّ العابرين. تنقّل بين خشبة المسرح، وعدسة الكاميرا، وقاعات الدرس الجامعي، بنفس الشغف، وبذات المسؤولية. لم يكن مجرد ممثل يؤدي أدوارًا، بل كان ضميرًا فنيًا حيًا، وناقدًا واعيًا، ومعلّمًا صادقًا لأجيال من المبدعين.
في أعماله الدرامية، وعلى رأسها مسلسل «الشاهد والضحية»، قدّم أداءً صادقًا محفورًا في الذاكرة، أداء الممثل الذي لا “يُمثّل” فقط… بل يُقنع، ويؤثر، ويترك أثرًا لا يُمحى.
وفي المسرح، كان حاضرًا بعقله قبل جسده، وبفكره قبل صوته، يحمل قضايا الناس، ويطرح الأسئلة الشائكة، ويؤمن بأن الفن ليس ترفًا، بل رسالة ومسؤولية وطنية.
أما في الجامعة، فقد كان أبًا قبل أن يكون أستاذًا، ومُلهمًا قبل أن يكون محاضرًا، خرّج أجيالًا تؤمن بأن الإبداع لا يكتمل إلا بالوعي، ولا يزدهر إلا بالأخلاق.
عهو رجل جمع بين الإبداع
المعرفةو النقد الواعي والإنسانية الرفيعة،فقرني ليس مجرد اسم في سجل الفن، بل قيمة حقيقية في تاريخ الثقافة السودانية.



