عاقبت حميدتي واتهمت قواته بارتكاب إبادة جماعية.. واشنطن.. إشهار سيف الحسم في مواجهة المليشيا
الأحداث – تقرير
بعد مرور أشهر على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام سلاح العقوبات ضد من يرتكبون انتهاكات جسيمة وجرائم حرب في محاولة لإنهاء الصراع الذي اندلع في 15 أبريل 2023م، سيف العقوبات الأمريكية طال قيادات رئيسية في مليشيا الدعم السريع، غير أن سلاح عقوبات واشنطن لم يطال قائد المليشيا حميدتي إلا بعد أن قاربت الحرب على إكمال عامها الثاني.
عقوبات حميدتي
قبيل أيام قليلة من نهاية فترة حكمه شرع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته في اتخاذ خطوات أكثر جدية تجاه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، ويبدو أن تحرك إدارة بايدن تم في أعقاب ضغوط مورست عليها من أعضاء بارزين في الكونغرس الأمريكي المطالبين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه ما ترتكبه المليشيا من فظائع ضد المدنيين في السودان، تحرك الإدارة الأمريكية بدأ واضحا حينما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بموجب الأمر التنفيذي (E.O.) 14098، لتسببه في زعزعة استقرار السودان وتقويض الانتقال الديمقراطي.
وقال وزارة الخزانة الأمريكية في بيان “منذ ما يقرب من عامين، انخرطت قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي في صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 12 مليون سوداني، وإحداث مجاعة واسعة النطاق”.
وأشار البيان إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على سبع شركات وفرد واحد مرتبطين بقوات الدعم السريع. وأضاف البيان “وتستمر قدرة قوات الدعم السريع على الحصول على المعدات العسكرية وتوليد التمويل في تأجيج الصراع في السودان”.
وقال “قدمت شركة Capital Tap Holding L.L.C. (Capital Tap Holding L.L.C.)” ومقرها الإمارات العربية المتحدة، الأموال والأسلحة لقوات الدعم السريع.
وقال نائب وزير الخزانة والي أديمو: “تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر”. وأردف”تظل وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل أداة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني”.
زعزعة استقرار :
في السياق أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان أثناء الحرب.
لم تكن العقوبات الأمريكية موجهة إلى حميدتي فقط وانما شملت كيانات ذات صلة به
وتأتي هذه العقوبات بسبب زعزعة استقرار السودان وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقد تم، الثلاثاء، الاعلام من قبل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية وجرائم حرب وتطهيرا عرقيا في دارفور.
توريد أسلحة :
كما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على عدة أفراد وكيانات مرتبطة بعمليات قوات الدعم السريع، بما في ذلك:
• أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد، مالك ومدير شركة “كابيتال تاب هولدينغ ذ.م.م.”
• شركة كابيتال تاب هولدينغ ذ.م.م.، وشركاتها التابعة في الإمارات العربية المتحدة: “كابيتال تاب مانجمنت كونسلتنسيز ذ.م.م.”، “كابيتال تاب جنرال تريدينغ ذ.م.م.”، “كرييتف بايثون ذ.م.م.”، “الزمرد والياقوت لتجارة الذهب والمجوهرات ذ.م.م.” (AZ Gold)، “الجيل القادم للتجارة العامة ذ.م.م.”، و”هورايزن أدفانسد سوليوشنز للتجارة العامة ذ.م.م.”
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية تقوم هذه الكيانات بتقديم الدعم المالي واللوجستي لقوات الدعم السريع، بما في ذلك توريد الأسلحة وتهريب الذهب لتمويل أنشطتها.
ومضت الخزانة الأمريكية في بيانها للقول إنه تحت قيادة حميدتي، ارتكبت قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك العنف الجنسي، والقتل بدوافع عرقية، والحرمان المنهجي من المساعدات الإنسانية.
وتجمّد العقوبات الأمريكية جميع الأصول الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية، كما تحظر التعاملات مع الأشخاص والكيانات المدرجة على قائمة العقوبات.
بيان بلينكن:
بالمقابل أصدر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بيانا اتهم فيه مليشيا الدعم السريع بشكل. صريح بارتكاب إبادة جماعية.
وقال بلينكن في بيانه إنه في 15 أبريل 2023، شنت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع صراعا وحشيا غير مسبوق أدى إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، مما ترك 638,000 سوداني يعانون من أسوأ مجاعة في تاريخ السودان الحديث، وأكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وعشرات الآلاف من القتلى.
وأضاف “في ديسمبر 2023، خلصت إلى أن أعضاء من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب. كما أكدت أن أعضاء من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا”.
ومضى للقول “استمرت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في تنفيذ هجمات مباشرة على المدنيين. قامت هذه القوات بشكل منهجي بقتل الرجال والأطفال، بما في ذلك الرضع، على أساس عرقي، واستهدفت النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي. كما استهدفت تلك الميليشيات المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الذين حاولوا الهروب من الصراع، ومنعت المدنيين الباقين من الحصول على الإمدادات الضرورية للحياة”.
فظائع ممنهجة :
وتابع بلينكن قائلا “بناءً على هذه المعلومات، توصلت الآن إلى أن أعضاء من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة ارتكبوا إبادة جماعية في السودان”.
وأكد التزام الولايات المتحدة الامريكية بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع، وأضاف “نحن اليوم نفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو موسى، المعروف بحميدتي، لدوره في الفظائع الممنهجة التي ارتكبت ضد الشعب السوداني. كما نفرض عقوبات على سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع في الإمارات العربية المتحدة وشخص واحد لدورهم في توفير الأسلحة لقوات الدعم السريع. بالإضافة إلى ذلك، نعلن اليوم عن تصنيف حميدتي بموجب المادة 7031(c) بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور، ولا سيما حالات الاغتصاب الجماعي للمدنيين من قبل جنود قوات الدعم السريع تحت قيادته. نتيجة لهذا التصنيف، أصبح حميدتي وأفراد عائلته المباشرين غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة”.