عادل الباز يكتب: خيارات السودان ليست مفتوحة

فيما أرى

1
قالت وزارة الخارجية السودانية في ختام بيانها الصادر أمس تعليقاً على دعوة منظمة الإيغاد للمتمرد حميدتي (تظل خيارات السودان مفتوحة تجاه إيغاد في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي بمقتضى القانون الدولي، والقبول بأن تكون أداة للتآمر على السودان وشعبه.).
الحقيقة ليست هناك خيارات مفتوحة يا وزارة الخارجية، إنما هو خيار واحد، وله اتجاه واحد يؤدي للخروج من منظمة الجراد هذه التي دائماً في خشمها جرادة.!!. والأسباب التي سردها البيان كافية لاتخاذ موقف يليق بالسودان، فإذا كانت هناك منظمة تمنح الشرعية لقادة المتمردين في أفريقيا للمشاركة في قمة رؤساء دول الإيغاد فماذا تبقى من سيادة الدول؟ وأي دولة تلك التي تحترم نفسها يمكن أن تكون عضوة في منظمة تستضيف في قمة رؤسائها منظمة إرهابية تنهب وتقتل وتغتصب وتبيد ثم تسمح لقادتها أن يخاطبوا رؤساء المنظمة في اجتماع قمة؟!!.

2
لو سردنا مواقف تلك المنظمة تجاه السودان منذ اندلاع الحرب لتوصلنا لنتيجة واحدة، أن هذه المنظمة أصبحت ظهيراً سياسياً للتمرد، يستخدمها التمرد ورعاته في تنفيذ أجندتها تجاه السودان. ولو أننا منذ اليوم الأول كان ردنا صاعقاً لما تجرأت المنظمة ودعت متمرداً مثل حميدتي للمشاركة في القمة (أعلن حميدتي في تغريده له تلقيه دعوة من سكرتارية إيغاد للحضور والمشاركة في نفس القمة، وقبوله المشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول إيغاد). هذه سابقة تاريخية لم تحدث في القارة، هذه المنظمة لم يحدث أن دعت جون قرنق وهو الرجل الذي تسانده كل أفريقيا، لم تدعه يوماً منظمة للمشاركة في القمة فكيف لإيغاد أن تفعل ذلك الآن، لولا أنها تستغل فرصة الحرب وتستغل هواننا على الناس والبطء القاتل في ردود أفعالنا تجاه سياساتها وأفعالها ضدنا.

3
منظمة تدعو رؤساء دولها لتدخل عسكري إقليمي في نزاع داخلي، ويدعون إلى نزع سلاح الجيش السوداني، ويفتحون في بلادهم مقرات لإدارة الحملات السياسية والإعلامية المضادة للسودان، وتُفتح مطاراتها لنقل العتاد والسلاح للمتمردين عياناً بياناً، ثم يستقبلون المتمردين بالبساط الأحمر كأنهم رؤساء دول، تصور لو دعا السودان الجنرال تساند كان جبريتنسا، قائد التمرد ضد الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي، فكيف سيكون رد الفعل الإثيوبي؟.

4
منظمة تتجرأ وتزوّر مواقف السودان في بياناتها الرسمية ولا تعتذر، منظمة تستهتر برئيس السودان حين تدعوه للقاء متمرد ثم تعتذر عن اللقاء لأسباب فنية، والمتمرد يتفنن في التنقل بطائرته في عواصم ذات الدول ونفس التوقيت. وآخر حلقات تآمرها أن تدعو قائد الجنجويد الذي ارتكب جرائم حرب وإبادة، للمشاركة في قمة مخصصة للرؤساء ضد قانونها وميثاقها وضد أي عرف دبلوماسي. منظمة كل ميزاننا التجاري معها لا يصل إلى 200 مليون دولار (نستورد من إثيوبيا وأوغندا البن والجنزبيل ومن كينيا الشاي). فما هو السبب الذي يجعلنا نحرص على عضوية منظمة متآمرة بالمكشوف على بلادنا.؟

5
حسناً فعل الرئيس البرهان حين اعتذر عن المشاركة في مسرح العرائس هذا المنصوب بكمبالا يوم 18 يناير المقبل، ولكنها خطوة ولابد لها من خطوتين إضافيتين، الأولى تتعلق برفض أي منبر آخر بديلاً لمنبر جدة، وذلك لنمنع المتآمرين من التسوّق بين المبادرات، ثم إن منبر جدة التزاماته واضحة ومعترف بها دولياً، فلماذا اللهث وراء دول الجراد ومنحهم أدواراً لا يستحقونها وتحت لافتة منظمات أفريقية وهي في حقيقتها منظمات تعتاش على معونات الغرب وتأتمر بأمره، وتمثيلهم لأفريقيا محض وهم. الخطوة الثانية التي تليق بنا، هي مغادرة هذه المنظمة فوراً، وقد فعلتها من قبل إريتريا، فلم تقم القيامة ولا جرى نبذ إريتريا في أفريقيا، بعد جرد الحساب هذا من الأفضل أن نترك هذه المنظمة لتكافح جرادها ونتفرغ نحن لمكافحة المتآمرين داخلياً وخارجياً.

Exit mobile version