فيما أرى
1
كل يوم تتسع دائرة التآمر على السودان، وكل مؤامرة تحتضنها عاصمة من عواصم الإقليم والعالم، وتتفنن العواصم في تآمرها على السودان، إحداها تمتطي ظهر الأمم المتحدة لتفرض هي وراءها على السودان (فولكر)، وأخرى تدعم بالمال والسلاح والعلاقات، وثالثة تدعم التمرد بالهدن المستمرة ورابعة تستضيف قيادة التمرد علناً، وأخيراً تصبح نيروبي هي عاصمة التآمر المفتوح على السودان عبر منظمة الإيغاد.
2
أمس الأول (19 يونيو) أصدر وزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد) الخاصة بالسودان والتي تضم كينيا وجنوب السودان وجيبوتي وإثيوبيا – أصدروا بيانا عبارة عن خارطة طريق لإنهاء القتال في السودان والانتقال إلى مرحلة المشاورات السياسية. استند البيان على اجتماع قادة الإيقاد المنعقد (12 يونيو في جيبوتي) الذي طالبوا فيه باصدار خارطة طريق لحل الأزمة في السودان.كان بياناً غريباً لم ينتبه إليه أحد رغم خطورته. يكاد البيان أن يقرر مصير السودان في غياب أهله ويفرض خارطة طريق لم يوافق عليه السودان.
3
خارطة الطريق المذكورة أعلاه تعمل بطريقة الخطوة خطوة، تبدأ بلقاء أو اجتماع بين السيد رئيس السودان البرهان (المغتصب نساءه) مع زعيم عصابة الجنجويد التى تغتصب حرائرنا.!!.ينعقد هذا الاجتماع كما هو مخطط له في أديس أبابا في غضون ثلاثة أسابيع من الآن.!! واعتبروا اللقاء خطوة مفتاحية لوقف المعاناة الإنسانية وتدفق المساعدات الأجنبية.!!
4
الخطوة الثانية والأهم في خارطة الطريق تأتي فى البند السادس من البيان وتنص على (افترع عملية سياسية شاملة تهدف إلى الوصول إلى سلام مستدام وانتقال سلمي باتجاه الديمقراطية والحكم المدني تستضيفها جمهورية كينيا في منتصف يوليو أو الأسبوع الأول من أغسطس 2023.). وتقود هذه العملية كينيا العدو الأول لبلادنا في أفريقيا.!!.انظر لهذه التواريخ المحددة دون التشاور مع السودان.!!
كان السودان قد رفض رئاسة كينيا للجنة الرباعية التابعة للإيغاد لأنه يعتبر نيروبي وسيطًا غير محايد، وطالب بأن يقود اللجنة الرئيس سلفاكير ولكن لم يحترم رأيه وسدرت المنظمة فى غيها لتفرض ما تريد على السودان.!!.
وفي رد مناسب أصدرت الخارجية السودانية امس بياناً ردت فيه على بيان وزراء خارجية إيغاد قالت فيه (إن عدم الرد على طلبها بشأن مواصلة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في رئاسة اللجنة الرباعية يدفعها إلى رفض نتائج هذه الاجتماعات.). أي أن السودان يرفض خارطة الطريق بكل تفاصيلها.
5
إذن تهدف الإيغاد لبدء عملية سياسية دون حضور أو موافقة السودان.!! السؤال بين من ومن ستتم هذه العملية السياسية الشاملة ؟ من تشمل.؟. المتوقع هو دعوة أحزاب الإطاري لتلك العملية الاقصائية ومن ضمنهم الجنجويد الموقعين على الإطاري وبعض هوام الأحزاب التي سترضى بأي عملية…ودائماً للعمالة ثمن يقبضونه قبل بدء العملية. يعني عملية اقصائية جديدة هذه المرة مفروضة بإسم الإقليم ومنظمة الإيغاد.
6
فى حالة غياب اغلب الاحزاب السودانية وغياب الحكومة أو الدولة السودانية فما هو مصير ونتائج ما تتمخض عنه تلك العملية السياسية التي تقودها إيغاد المسماة العملية السياسية شاملة.؟
يقول مصدر مطلع تحدثت معه امس ان الهدف النهائي من تحركات الايغاد هو تشكيل (حكومة طوارئ ) سودانية ( حكومة منفى) تشكلها الأحزاب المشاركة فى اجتماعات نيروبى من شخصيات مستقلة ، هذه الحكومة من المتوقع ان تتلقى اعترافا من الإقليم الأفريقي وبعض الدول العربية فور تشكيلها وربما يسعى المتآمرون للحصول على اعتراف دولى لها رغم استحالة ذلك بوضع مجلس الأمن الحالى، ما هو مخطط ايضا ان من مهام تلك الحكومة ان تتولى إدارة الإغاثة وكل الشأن المدنى وقد تصل إلى اى نوع من الاتفاقات مع الجنجويد.!!. هذا هو المخطط (تشكيل منفى) والبحث لها عن شرعية اقليمية ودولية، قد ينجح أو يفشل ولكنه موجود وهنالك جهات تسعى لتطبيقة .يمكن النظر إلى النموذج الليبي وكذلك حكومات المنفى التي شكلت أثناء الثورة السورية.
7
إذن هذه هى أحدث مؤامرات دول الإقليم على السودان ، تشكيل حكومة طوارئ وتفرض على السودان، تصوروا ان ( كينيا، جيبوتي، إريتريا) تفرض حكومة عملاء على السودانيين!!. أرأيتم هواننا على الناس والدول والمنظمات.؟!!.
هكذا يبدو واضحا ان المجتمع الدولى والاقليمى الذى اصر على ان يوقع الجيش في اتفاقيات جدة لا يعترف بحكومة شرعية فى السودان ولذا يتعامل مع البرهان كحاكم أمر واقع بلا شرعية. ولذا هو الان يحاول ان يؤسس حكومة تتشكل من أحزاب سودانية يمنحها الشرعية بناء على عملية سياسية إقصائية مشوهة ومرفوضة.
8
ما هو موقف الجيش والدبلوماسية السودانية؟. الرفض وحده لا يكفي لابد من القيام بحملة دبلوماسية قارية تفضح المخطط الكينى وتحذر من خطورته ثم المسارعة بتشكيل (حكومة أزمة) تتعامل مع كل تداعيات الحرب ويتم التسويق لها إقليميا وعالميا بهدف قطع الطريق على محاولة تشكيل (حكومة ايغاد او حكومة “رتو ” أو حكومة طوارئ).
9
يمكن الاستفادة من مخرجات مؤتمر الجبهة الوطنية السودانية لتوحيد الصف الوطنى الذى بدأ أمس و يختم اليوم اعماله بسنكات وتشارك فيه قوى وطنية متعددة. المؤتمر يدعو لتكوين حكومة مدنية من القوى الوطنية لإعادة الإعمار وتنفيذ برنامج اقتصادى اسعافي وتوفير الخدمات.
10
ان أكثر ما يقتل هذه الحكومة ياريس برهان هو البطء وعدم التقاط المبادرات الخلاقة ثم الحفر بالابرة في وقت يحفر فيه أعدائها قبرها بالقردير وهى تنظر وتنتظر هدنة وراء هدنة حتى انهد حيل البلد!!.ياريس خليك من الزمن.