طائر الفينيق

 

د. مزمل أبو القاسم

كانوا يسخرون منه، ويطلقون عليه لقب (جيش الهنا).. ويصفونه بالضعيف، المهزوم، المشتت، (الساكّنو الجنجويد) من مدينة لي مدينة، ومن ولاية لي ولاية، والمحاصر في البدروم.. والمعرِّد من الأشاوذ.. والفاقد لثمانين في المائة من مساحة البلاد ويطالبونه بالتفاوض وتقديم التنازلات، ووصلت بهم الوقاحة والصفاقة والخيانة درجة مطالبته بالاستسلام للجنجويد، بادعاء أنهم حريصون على بقائه ويخشون عليه من التفكك والانهيار، وكانوا يسارعون لنشر وترويج أي خبر يتحدث عن تراجعه أو تلقيه أي خسارة.. وها هو الجيش الموصوم بالضعف والجبن والخوار والانكسار ينتفض مثل المارد، ويخرج من بين الرماد محلقاً في الذُرى مثل طائر الفينيق الأسطوري، ليشتت شمل الجنجويد، ويدمر قوتهم الصلبة، وينزل بهم الهزيمة تلو الأخرى، ويطاردهم من شارع لشارع ومن بيت لبيت (زنقة زنقة)؛ ويصطاد رؤوسهم الكبيرة ويحصد الآلاف منهم كل صباح، ويجبرهم على الفرار محملين بالديمقراطية والمدنية والمراتب والكراسي والسراير والعربات المنهوبة عبر كوبري خزان جبل أولياء لا يلوون على شيء، ويستمتع بتدمير وتفكيك إمبراطورية أوغاد آل دقلو وجيوشهم ومرتزقتهم المجرمين، ويترك لحلفاء الجنجا المتقزمين الخونة البكاء والسكلي والنحيب والجقليب.. زايلي وزايل نعيمكي.. أييييييه.. الحي الله والدايم الله، ولا دايم إلا الدايم يا أشاوذ الشر والإجرام والخراب.

Exit mobile version