صف دربات

( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب
بمزيد من الثقة والثبات أقول : إن السبيل الأمثل لاستعادة الوطن يجب أن يبدأ أولًا وحالا باستعادة المواطن ، روحه ، عافية جسده ، تماسكه ، قابليته للمساهمة في البناء .
هذا ما ينبغي أن ينتهي إليه الجهد الحكومي في جانبه المدني ، فهو إليه منتخب ومنتدب .
عليه ؛ لابد أن ينهض هذا الجانب ، ليحفر فوق الأرض وتحتها لإنجازه بلا تثاؤب ولا كلل ، لا يجب أن يصرفه عنه صارف .
هذه المقدمة استدعتها مشاهدتي اليوم لمقطع فيديو يوثق لجماعة يقفون صفًا طويلا قبالة صيدلية مركز الرومي الطبي بأم درمان لنيل حصتهم من دربات البندول ، يكافحون به وباء ، أو بالأحرى ( مسيّرات) الضنك كما ينادونها، بجامع الشبه في الفتك مع مسيّرات المليشيا القاتلة !.
والفيديو الذي يحكي عن المعاناة والوجع في أوضح صوره ، يعتبر أفضل وأسرع وأحكم بلاغ ضد العجز المُمارس حتى الساعة لاستعادة عافية المواطن ، روحه ، وقابلياته الواسعة .
وإذا كانت حكومة الأمل، وتحديدًا وزارة الصحة فيها لا تزال ( تقوم وتقعد) للقيام بما هي مبذولة له ، فإنها للأسف لم تعرف السبيل الصحيح للبداية ، وحكمها هنا كمن يُوصف بما معناه :
جا يكحلا عماها
فلا المباني ولا كاميرات التلفزة ولا ورش العمل هي البداية .
وإنما دربات البندول يا هيثم ، أو الدوى يا حكيم كما تغني المغنية .
سيدي الدكتور هيثم : إنها الدربات .. بها فلتبدأ يومك ولو من تحت شجرة .. وإذا لم يتسنّ لك ذلك ف( حقو تمشي السوق تفرش طماطم) أو كما يقول شيخ اسحق .


