صدور العدد الـ11 من مجلة “أفريكا فوكس”: رصد متعمّق للتحولات الإفريقية وملف شامل عن السودان

الخرطوم – 4 أغسطس 2025
صدر مؤخرًا العدد الحادي عشر من مجلة “أفريكا فوكس” الصادرة عن المركز الإفريقي للاستشارات، حاملاً في طياته باقة من الدراسات والتحليلات التي تركز على مسارين متوازيين: الأول يتناول القضايا الإفريقية العامة في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، والثاني يخصص حيزًا واسعًا لمتابعة تطورات الأزمة السودانية وانعكاساتها المتعددة الأبعاد.
في المحور الإفريقي العام، يفتتح العدد بدراسة للدكتور التيجاني عبد القادر حامد بعنوان «الإمبريالية الجديدة و”تسليح” الاستثمار في إفريقيا»، يسلط فيها الضوء على تحوّل أدوات النفوذ في القارة من السيطرة العسكرية المباشرة إلى الضغط عبر رؤوس الأموال والاستثمارات، مع طرح تساؤلات حول فرص استقلال القرار التنموي الإفريقي.
ويواصل المركز الإفريقي الاستقصاء في هذا السياق عبر تقرير تحليلي بعنوان «التوسع الإماراتي في إفريقيا.. بين الطموح والسيطرة»، يستعرض فيه ملامح الحضور الإماراتي المتنامي في القارة، واستراتيجيات الجمع بين الأدوات الاقتصادية والعسكرية.
كما يتضمن العدد تقريرًا سياسيًا بعنوان «ترامب يلتقي قادة أفارقة في واشنطن: رسائل سياسية وصفقات أمنية وتجارية»، يتناول فيه أبعاد اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعدد من القادة الأفارقة، ويحلّل من خلاله توجهات السياسة الأميركية نحو القارة في ضوء المصالح الأمنية والتجارية.
وفي محور الدراسات، يقدم الباحث أتيم سايمون دراسة بعنوان «جنوب السودان بعد عقد من الانفصال.. أين الوطن وأين المواطن؟»، يناقش فيها تعثر تجربة الدولة الوليدة وغياب المؤسسات الفاعلة بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على الاستقلال.
أما الدكتور أمجد فريد الطيب، فيعود بتحليل عميق في مقال «صفقة المعادن مقابل الأمن في الكونغو»، مستعرضًا أوجه العلاقة بين الموارد والصراعات في القارة، وتحديدًا في اتفاقية واشنطن–كينشاسا الأخيرة.
ويختتم المحور الإفريقي العام بمقال للباحث عباس محمد صالح عباس بعنوان «كيف رأت إفريقيا أزمة السودان؟»، يرصد فيه مواقف دول الجوار والمنظمات الإقليمية من الحرب السودانية، في ظل اعتبارات المصالح الوطنية للدول المتداخلة.
ملف السودان.. بين الجغرافيا، القبيلة، والكارثة الإنسانية
في القسم المخصص لملف السودان، يعالج العدد جملة من القضايا المتشابكة. ففي مقال لافت بعنوان «القبائل العربية في دارفور بعد هزيمة الدعم السريع»، يرصد الدكتور عبد الناصر سلم حامد تحولات التوازنات الاجتماعية في الإقليم، مشيرًا إلى أن اللحظة الراهنة قد تتيح فرصًا جديدة للمصالحة.
وفي مقالة موازية بعنوان «بين الجسر والسلاح: عندما تتحول القبيلة إلى لعنة في الحرب السودانية»، يستكمل الباحث ذاته تحليل دور البُنى القبلية في إذكاء الصراع.
أما في تقرير بعنوان «المثلث الحدودي: بوابة اللا دولة وصراع الجغرافيا والوكالة»، يعالج المركز منطقة الحدود بين السودان ومصر وليبيا بوصفها نقطة التقاء حادة بين المصالح الإقليمية والصراعات المحلية.
وفي الجانب الإنساني، يطرح العدد تحقيقًا استقصائيًا بعنوان «وعد بلا طعام: فضائح التمويل الإنساني في قلب الكارثة السودانية»، يتتبع فيه تعثر وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وسط تعقيدات الفساد والخلل في آليات التوزيع.
كما يقدم العدد قراءة تحليلية موسعة لتقرير بعثة تقييم المحاصيل والإمدادات الغذائية (CFSAM) الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (FAO) في مارس 2025، تحت عنوان «قفزة للأمام: وفرة في المحاصيل خلال الحرب»، كاشفًا عن مفارقة صمود بعض القطاعات الزراعية رغم استمرار النزاع.
تلاقي المحلي والإقليمي
يعكس هذا العدد من أفريكا فوكس التداخل الحيوي بين الأزمات المحلية والتوجهات الإقليمية والدولية، ويوضح أن قراءة الواقع الإفريقي تتطلب فهمًا دقيقًا لهذا التفاعل المعقد. ففي زمن التحديات الكبرى، تظل القدرة على تحويل المحن إلى فرص المشروع الحقيقي لبناء إفريقيا أكثر عدالة واستقرارًا.
⸻



