ثقافة وفنون

صادفت وفاة شقيقه في ذات اليوم، الشاعر عفيف إسماعيل.. هزيمة الموت بالشعر

الأحداث – متابعات

شهد المركز الاجتماعي  السوداني بالشارقة، الجمعة، ليلة شعرية لتدشين الكتاب الشعري (ماتعلمناه من الأجنحة) للشاعر والكاتب المسرحي عفيفي إسماعيل، أمسية للشعر والفن بمشاركة الفنان خالد عبدالرحيم، وتصادف قبل بداية الفعالية وفاة شقيق الشاعر عفيف إسماعيل غير أن الأخير أصر على قيام الأمسية مساهمة منه لوقف الحرب.

 

وحول ذلك قال الناقد راشد مصطفي بخيت “كانت أمسية ملهمة لمقاومة الموت بالشعر، أمسية عصيبة تشاركنا فيها مشاعر متناقضة جداً في أولها، لكنها إنتهت نهاية حميمية أشعرتنا جميعا بإننا قادرين نتغلب على عجزنا المؤقت وننتصر للأمل”.

 

ويحكي راشد حوالي الساعة السابعة مساء وأنا أستعد لتلبية دعوة الصديق الشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل لحضور تدشين ديوان شعره الجديد (ما تعلمناه من الأجنحة) باغتني خبر صادم وهو أن الحرب حصدت روح شقيق الشاعر  عامر إسماعيل بمدينة الحصاحيصا.

وأضاف “فجأة قريت الخبر في قروب واتساب، وفجأة حاصرت ذهني آلاف الأفكار.. يا ربي عفيف إسماعيل عرف؟ هو جايي من جولة طويلة بين هافانا، الدوحة، والشارقة، وبعديها ماشي أبوظبي. يا ربي التدشين حيتحول لمأتم؟ يا ربي عفيف حينهار وما يقدر يجي ومفروض نمشي نعزيهو في مكان إقامتو؟ ولا نمشي النادي السوداني الاجتماعي الثقافي بالشارقة ننتظروا هناك نديهو الفاتحة في وفاة شقيقه ونرجع؟.. أفكار كثيرة جداً حاصرت العقل العاجز بوقع الصدمة”.

وأردف “أرسلت رسالة  لعفيف اسأله: حتجي النادي ولا نجيك؟ تعازينا الحارة يا رفيق! أجاب عفيف بسرعة: حأجي النادي والأمسية حتقوم لأنو دي مساهمتي في وقف الحرب، عشان ما يموت زول تاني بعد عامر إسماعيل.. سألت عصام أبو القاسم يا عصام سمعت الخبر؟ عصام قال لي أنا مصدوم لكن تعال النادي.. اتحركنا ووصلت لقيت مجموعة من الأصدقاء وصلوا قدامي والحضور كثيف وجاي عادي على أساس إنو حيحضر أمسية شعرية ويسمع بعض أغنيات خالد عبد الرحيم. وصلنا لاقينا عفيف وأزهري محمد علي ومصعب الصاوي ولمياء شمت مستعدين للأمسية، خالد عبد الرحيم شايل عودو ومنتظر، عفيف في غرفة داخلية بيتلقى التعازي، والقاعة في مكان تاني مكتظة بالحضور!

المهم. خشينا عزينا عفيف، وتماسكنا جداً بثباته الأسطوري، طلعنا مشينا القاعة التانية، قرينا شعر جماعي، اترحمنا على روح عامر اسماعيل، وغنينا مع خالد عبد الرحيم، واستمعنا لكلمات حول الديوان، وانتصرنا على الموت!

تجربة عجيبة واستثنائية بدلت مشاعرنا فجأة من الاستسلام والانهزام للقوة والضحك على الموت”.

وزاد “في ختام الجلسة ومشاعرنا مغمورة بالحياة، مسكنا الديوان مجموعة من الحضور، وقرينا بصوت جماعي كلنا واحدة من قصايد الديوان بعنوان الجزيرة، تاريخ كتابتها هو ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣” التي تقول:

أخبرو عني أحفادنا

عن أساطيرنا في أرض الجزيرة

التي كانت تزهر محبة

وغناء

وذهبا أبيض طويل التيلة

ثم،

أتت الجائحة المسلحة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى