تقاريرحوارات

شروط الجيش للتفاوض مع المليشيا.. (الأحداث) تستنطق خبراء وقادة حركات مسلحة

قيادي بالمقاومة الشعبية: شروط الجيش جاءت استجابة لرأي الشارع السوداني ورغبته وصوته المسموع

تحرير السودان (المجلس القيادي): يصعب على قيادة الجيش اختيار أي حل آخر سوى هزيمة الجنجويد وإخضاعهم لمحاكمات وطردهم

التحالف السوداني: لن يكون هنالك أي عملية تفاوض مع المليشيا مالم تخرج من المناطق التي استباحتها

خبير عسكري: احترام الحكومة السودانية وجيشها هو مفتاح نجاح أي مبادرة لإنهاء الحرب في السودان.

ظلت القوات المسلحة السودانية منذ مفاوضات جدة تتمسك بشروطها من أجل الجلوس مرةً أخرى مع مليشيا الدعم السريع وحل الأزمة التي تمر بها البلاد وتنفيذ ما ورد في الاتفاق من جانب المليشيا وضرورة إخلاء منازل المواطنين والمرافق الحكومية وغير ذلك، ولم يتزحزح الجيش عن موقفه في ذلك، في وقتِ ظلت المليشيا تتنصل عن اتفاق جدة بعدم تنفيذه وتواصل في انتهاكاتها بل وتتمدد في مناطق أخرى وتمارس أبشع الجرائم، في المقابل جدد الجيش اشتراطاته للدخول في تفاوض مع المليشيا، (الأحداث) استنطقت عدد من الخبراء وقادة الحركات المسلحة بشأن شروط الجيش للتفاوض في المساحة التالية.

الأحداث – آية إبراهيم

حددت القوات المسلحة السودانية شروطاً لأي تفاوض مع مليشيا الدعم السريع يفضي إلى نهاية الحرب. وقال مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا خلال لقائه وفد إعلاميين إن شروط الجيش للتفاوض مع مليشيا الدعم السريع تتمثل في “استسلام مليشيا الدعم السريع، وقد تم تحديد 5 معسكرات لنقل قواتهم إليها مع تعهد بعدم التعرض لهم أو استهدافهم ما داموا في تلك المواقع”، الإنسحاب من كافة المناطق السكنية وإخلاء المباني التي سيطروا عليها خلال الأشهر الماضية، تسليم الأسلحة والمعدات القتالية، وإعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، وتسليم المتابعين قضائياً بتهم تتعلق بالانتهاكات التي حدثت خلال الفترة الماضية “والتي شملت أعمال النهب وجرائم الاغتصاب والتعدي على حقوق المواطنين” ولفت إلى أنه لن يكون هنالك وجود سياسي أو عسكري لمليشيا الدعم السريع مستقبلاً في القوات المسلحة.

استجابة رأي
القيادي في المقاومة الشعبية ناجي مصطفى أوضح أن الشروط التي دفعت بها القوات المسلحة السودانية تمثل شروط الكرامة السودانية التي تشبه كرامة الشعب السوداني وأصالة قواته المسلحة وتاريخها الباسل.
وقال مصطفى لـ(الأحداث) إن هذه الشروط جاءت استجابة لرأي الشارع السوداني ورغبته وصوته المسموع الذي عبر عنه في منصات الرأي المختلفة، ولفت إلى أنها شروط الحد الأدنى التي لن يقبل الشعب السوداني بأي تنازل عنها أو أي مستوى أدنى مع الأخذ في الاعتبار أنها ليس فيها أي حصانة من المطالبات الجنائية مستقبلاً عن كل الجرائم المرتكبة وختم بقوله “يأتي هذا في سياق أمر الله تعالى قتال المعتدين حتى يرجعوا للحق والعدل بقوله تعالى (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)”.

تأكيد قائد
وجاء حديث العطا بعد ساعات من تأكيد رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح بأن الجيش لن يخضع لأي إبتزاز، ولن يدخل في أي تفاوض يسلب هيبته، ولا يلبي طموح الشعب السوداني.


وقال البرهان الذي تحدث أمام عدد من المقاتلين في أم درمان، “نحن دعاة سلام، ولا نرغب في الحرب، ولكن لن نتفاوض بشكل مهين، ولن نذهب للتفاوض إلا بعزة”.
ودعا الوسطاء لحث مليشيا الدعم السريع للخروج من منازل المواطنين”، مضيفاً لن نتفاوض مع عدو يستمر في الانتهاكات، ولا مع من يؤيده، وواجبنا إعداد العدة للقتال.

اختيار حل
ويؤكد مساعد الرئيس للشؤون السياسية لحركة جيش تحرير السودان (المجلس القيادي) أسامة مختار عمر مختوم أن تصريحات العسكريين تأتي دوماً متسقة مع الرأي العام السوداني، وقال “حتي الآن ما نسمعه من تصريحات لقيادة القوات المسلحة يتماشى مع رغبة وتطلعات شعب السودان”.
وأضاف مختوم في حديث لـ(الأحداث) “نعم هنالك جرائم وانتهاكات تمت بواسطة مليشيا الدعم السريع، لامست كرامة المواطن. فهب السودانيون لحماية أنفسهم ووطنهم واستشهد العديد من السودانيين دفاعاً عن السودان ولازال العديد منهم قابضين على زناد البندقية دفاعاً عن شرف السودنة مقابل استجلاب مليشيا الدعم السريع أعداد ضخمة من المرتزقة مستعينة بعصابات إرهابية عالمية، ودول الجوار السوداني وارتكبوا أبشع الجرائم التي لا يتصورها العقل البشري”، وقال “هنا يصعب على قيادة الجيش أن تختار أي حل آخر سوى هزيمة التمرد وإخضاع الجنجويد ومحاكمتهم وطردهم خارج حدود السودان”.

معارك وانتصار
وتجئ اشتراطات القوات المسلحة السودانية للتفاوض مع مليشيا الدعم السريع بالتزامن مع خوض الجيش معارك ضارية بولاية سنار أدت إلى تراجع المليشيا في عدد من المناطق بالولاية بعد اجتياحها خلال الأيام الماضية لمدينة سنجة حيث استطاع الجيش استعادة كبري دوبا كما يتقدم الجيش في مدينة الفاشر بصده لعدد من الهجمات للمتمردين ومثل ذلك في بابنوسة والخرطوم، أما سياسياً فتستعد عدد من القوى السياسية للمشاركة في مؤتمر للقوى السياسية السودانية دعت له الحكومة المصرية والذي حدد له يومي السابع والثامن من يوليو الجاري، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين لبحث حلول للأزمة في السودان”.

تخفيف غبن
بدوره يقول المتحدث الرسمي بإسم التحالف السوداني محمد السماني إن المليشيات ظلت تتنصل عن العهود التي تبرم معها من جانب ممثلي الشعب من القوات المسلحة السودانية، وأشار إلى أن ذلك أكثر مايؤرق الآخرين.
ويشير السماني لـ(الأحداث) إلى أنه لن يكون هنالك أي عملية تفاوض مع المليشيا مالم تخرج من المناطق التي استباحتها، وقال “هذه الخطوة قد تخفف من الغبن الاجتماعي الموجود داخل الشعب السوداني بفعل الممارسات اللا أخلاقية والانتهاكات التي قامت بها المليشيا التي قال إنها لاتراعي القوانين الدولية والأعراف المحلية بإرتكابها كل الجرائم ضد الإنسانية ما أعتبره مخطط وغزو أجنبي تستخدم فيه المليشيا كأداة لذلك”، مناشداً جميع السودانيين بالوقوف ضد هذا المخطط.

رسالة موجهة
ويرى الخبير العسكري الفاتح محجوب أن الشروط التي يقدمها كل طرف إن كانت تعسفية وصعب القبول بها فهي تعتبر بمثابة رسالة موجهة للداخل والخارج وللعدو مفادها إنك لن تستفيد من كسب معركة في سنجة أو جبل موية مهما كان انتصارك مؤلماً وإننا سنواصل الكفاح مهما كان الثمن غالياً وسنكسب المعركة في نهاية المطاف.
وقال محجوب لـ(الأحداث) “على أي طرف يرغب في التوسط أن يراعي شروط الجيش ويحاول تلبية بعضها. وأعتبر أن الشروط جزء من أدوات التفاوض لأن أي طرف يتوسط عليه أن يراعي بعضها إن لم يكن كلها وأن احترام الحكومة السودانية وجيشها هو مفتاح نجاح أي مبادرة لإنهاء الحرب
وقال حديث الفريق أول ياسر هو تعبئة للجيش السوداني وللمستنفرين وفيه طمأنة لهم بأن الجيش لن يتنازل عن سحق الدعم السريع وبالتالي عليهم أن ينشغلوا فقط بأداء واجباتهم العسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى