احمد المصطفى ابراهيم
كررت كثيراً هذه العبارة: ليس على وجه الأرض من يملك عشرين فداناً وهو فقير إلا مزارع مشروع الجزيرة.
قرأت وشاهدت على وسائل التواصل الاجتماعي مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة زادنا وإدارة مشروع الجزيرة. ويا له من خبر سار وذلك لسمعة زادنا الطيبة وامكاناتها الرأسمالية وما تعج به مكاتبها من خبراء في مجالات كثيرة وخصوصاً الزراعة.
سبقت زادنا في سنوات ما قبل الحرب تجارب ما عُرف بالشراكات التعاقدية بين شركات محترمة في مقدمتها شركة معاوية البرير وشركة وجدي ميرغني (محجوب أولاد) – لا يهم الاسم – وفرت هذه الشركات كل ما تحتاجه الزراعة من مدخلات وآلات ومعرفة. وتضاعف الإنتاج واستفاد المزارع واستفادت الشركات. كانت هناك نقطة ضعف وحيدة هي شركات التأمين الزراعي وهذا موضوع آخر ليس هذا وقته ولا مكانه.
تجربة الشركات التعاقدية كان تطويرها ممتازاً ولكنه محدود لم تخرج بالزراعة والمزارع مما كان سائداً إذ انحصرت في المحصولات التقليدية للمزارع قطن وقمح. عامل نجاخ الشركات التي تعاقدت مع المزارعين هو مقدرتها المالية التي وفرت المدخلات وفي الوقت المناسب والكميات المناسبة او الموصى بها علمياً.
بعد هذه المقدمة نقول مرحباً زادنا ولكن أملنا فيها أكبر مما وجد المزارع في زواج المتعة مع الشركات التي مارست الزراعة التعاقدية محدودة الزمن. نريده زواج عُشرة طويل الأمد. مثلاً إصلاح الري يكون تطويرا حقيقيا مهما كلف من أموال ستردها الزراعة ليس في سنة واحدة ولكن في سنوات قليلة. تطويراً يجعل الزراعة طول العام في استغلال تام لكل ميزات الأرض وما تقبله من تنوع. والزراعة طول العام مما وعدنا به بعد تعلية خزان الروصيرص والتي تمت في 2013 ومازالت الزراعة موسمية وبعض الأقسام تعاني العطش.
المدخلات الزراعية التي ظلت مستوردة منذ ان عرفنا الزراعة (بالمناسبة كاتب هذه السطور مزارع أبن مزارع أبن مزارع) لماذا لا يكون في السودان مصنع سماد؟ (يوجد مصنع واحد منذ عشرات السنين ولم ينتج كيلوجراماً واحداً الى يوم الناس هذا) والسماد ما عاد اليوريا فقط، تعددت الأسمدة والمبيدات وأكيد زادنا تعرف كل هذا وأكثر فقط نريد ان نبث أحلامنا.
أتمنى خطط لزراعة اكتفاء ذاتي من القمح – وقد كان يوما – وخطط لاحتياجات العاصمة من الخضروات لتصلها من المزرعة للمستهلك دون فرشها على الأرض بعد مرورها بأيدي عشرات السماسرة والمبخسين لأشياء المزارع خضروات في عبوات أنيقة وجذابة بدلاً من الشوالات والصفائح والكراتين.
كما أتمنى محاصيل صادر لدول الخليج حيث كيلو الطماطم 2.6 دولار. والبصل اسكت بس. لو نقلت هذه المنتجات بالطائرات ستنافس ناهيك عن النقل المبرد.
أتمنى قطناً محلوجاً ومغزولاً ومنسوجاً هنا (يقال أن الشقيقة تأخذه خاماً وتستفيد منه زيتاً وعلفاً وزغباً وتنسجه وتبيعه لنا ملابس داخلية كل قطعة بثمن بالة مما زرعنا. الذين لا يعرفون بالة القطن ليسألوا عنها الذكاء الاصطناعي AI).
متفائل أنا مستجيب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم تفالوا بالخير تجدوه. لن يمنعني من التفاؤل جماعات المصلحة الذين لا يرون فائدة من مشروع الجزيرة الا تمثيل المزارعين وعدتهم لذلك الجلابيب ناصعة البياض والحلاقيم وعدم مخافة الله.
نصيحة لشركة زادنا بالله قولوا لهؤلاء حقكم محفوظ.
