سودانيون في معسكرات اللجوء بإثيوبيا.. صراع من أجل البقاء

الأحداث – تقرير

أوضاع مأساوية يعيشها اللاجئون السودانيون في معسكرات اللجوء بدولة إثيوبيا، حيث دخل نحو (6080) لاجئ سوداني في إضراب عن الطعام في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بعد سلسلة من الانتهاكات التي تعرضوا لها منذ أن وطأت أقدامهم معسكر “أولالا” في شمال إثيوبيا.

 

تفاصيل مأساوية

يروي عبد العزيز حسن، وهو لاجئ سوداني بمعسكر “أولالا” في إثيوبيا، لـ”الترا سودان رحلة المعاناة، قائلاً: “قبل خروجنا من معسكر “أولالا” الذي يضم بجانب اللاجئين السودانيين في معسكرات اللجوء بإثيوبيا، بعض اللاجئين من دول أخرى. بعد أن استعرت الحرب في السودان، تدفق اللاجئون السودانيون إلى إثيوبيا، ليتم فتح معسكر كومر. تم تسمية المعسكر باسم المنطقة، ويتميز بأنه خاص باللاجئين السودانيين، بجانب عدد قليل من اللاجئين من دول أخرى”.

وتابع: “بعد أن استقر الجميع بالمعسكر، واجهنا اعتداءات من بعض المليشيات المسلحة الموجودة في المنطقة، وتتمثل الاعتداءات في (التهديد – النهب – وضرب اللاجئين)، بجانب تعرض البعض لطلق ناري. كما توفي شخصان (سوداني الجنسية وآخر من جنسية أخرى) نتيجة للضرب المبرح من تلك المجموعات”.

وأضاف عبد العزيز: “بعد تكرر الاعتداء بشكل مكثف، قدمنا شكوى إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وشكوى أخرى للسلطات المحلية بالمنطقة، ولم نجد استجابة منهما”.

وأشار إلى أن معسكر “أولالا” يقع في منطقة مضطربة أمنياً. وقال عبدالعزيز: “بعد المضايقات التي تعرضنا لها قررت مجموعة من المعسكر الخروج، إلا أنها قوبلت بقوة من المليشيا وتم إجبار اللاجئين على العودة إلى المعسكر”.

وأطلق الرصاص الحي في الأسبوع الماضي على لاجئ سوداني بالقرية التي يقع فيها المعسكر عندما ذهب لشحن هاتفه بالكهرباء. أصيب إصابة بالغة وتم نقله إلى إحدى مستشفيات العاصمة أديس أبابا. ولفت عبدالعزيز الانتباه إلى أن المعسكر يقع في منطقة جغرافية منخفضة تتجمع فيها المياه، وتنتشر فيها الحشرات والثعابين والعقارب.

 

تعالي الأصوات

 

تعالت أصوات السودانيين في معسكرات اللجوء بإثيوبيا تنادي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحل المشكلات التي يتعرضون لها، ومعاناتهم مع الظروف الطبيعية القاسية بجانب انعدام الخدمات الصحية.

وأضاف عبد العزيز: “بح صوتنا ونحن نطالب بمعالجة المشاكل التي حاصرتنا من كل الاتجاهات، ولم نجد أي حلول من الجهات المسؤولة عن المعسكرات سواء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو السلطات المحلية”. وقال: “قمنا بإعلان المفوضية بالخروج من المعسكر في حالة عدم الاستجابة لمطالبنا”.

وأكد أن المفوضية السامية لم تهتم، بل وتجاهلت مطالبهم، فقرروا بإجماع الخروج من المعسكر في الأول من مايو الجاري، وابتعدوا جنوباً نحو ثلاثة كيلومترات من المعسكر شمالاً. وخلال سيرهم على الأقدام، تم توقيفهم من قبل القوات المسلحة الإثيوبية والشرطة الفيدرالية الإثيوبية، وطلبوا منهم العودة إلى المعسكر.

ويضيف عبد العزيز: “رفضنا العودة في ظل المهددات والاعتداءات التي تعرضنا لها، فمكثنا حيث وقفنا. ليتم تهديدنا من قبل السلطات باستخدام القوة الجبرية للعودة مرة أخرى إلى المعسكر. لم نمتثل لتلك التهديدات، فرجعت القوة من حيث جاءت. لكنها قامت بمعاقبتنا بقطع المياه عن القرية التي نأخذ منها المياه، بجانب إيقاف الوجبات التي كانت تُعطى لنا”.

 

إضراب عن الطعام

قال عبد العزيز: “تجاوزنا أكثر من ثمانية وعشرين يوماً ونحن نأكل من الجهد الشخصي للاجئين في ظل وجود أطفال ومرضى وكبار سن ونساء حوامل. مع تناقص الغذاء قررنا الدخول في إضراب عن الطعام وبدأنا الإضراب في الثالث والعشرين من الشهر، وخصصنا ما تبقى من طعام للأطفال والمرضى وكبار السن”.

ويقول: “الأوضاع عندنا متدهورة بشكل متسارع، وكل يوم يمر يكون أسوأ من الذي سبقه، خاصة في ظل ارتفاع معدل الأمطار. والآن بدأ ظهور الإسهالات المائية التي تجاوزت 35 حالة، في ظل انعدام الأدوية للأمراض، وحالة المصابين بالإسهال الصحية متدهورة”.

 

منع المساعدة

يؤكد هذا اللاجئ السوداني بمعسكرات اللجوء في إثيوبيا أنهم في الأيام القليلة المقبلة سوف يشهدون موجة سوء تغذية لنقص الغذاء فضلاً عن دخولهم في الإضراب عن الطعام. ويؤكد: “خلال فترة إضرابنا عن الطعام لم تتدخل أي جهة في حل الأزمة التي نمر بها، حتى المنظمات الخيرية التي أرادت مساعدتنا منعتها القوات الإثيوبية من الوصول إلينا وإلى القرى المجاورة لنا. نحن في إقليم خارج سيطرة الحكومة المركزية الإثيوبية”.

 

وطالب عبد العزيز المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لترحيلهم من دولة إثيوبيا إلى أي دولة أخرى، أو إرجاعهم إلى السودان. “قبل ذلك نطالب بتدخل عاجل وفوري لإنقاذ الموقف الذي نمر به، وإدراك الحالات الحرجة التي بيننا التي تحتاج إلى رعاية صحية ووجبات”، وتابع: “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على علم بما جرى ويجري، مع أنها قللت من الأرقام وقالت إنهم 1300، لكنها لم تتحدث عن الضغوط التي مورست على اللاجئين من أجل العودة أو استخدام القوة”.

 

إنقاذ لاجئين

وقالت تنسيقية اللاجئين بإقليم أمهرة: “مرت أكثر من 27 يوماً لم نشاهد أي تدخلات من جانب المنظمات الإنسانية لإنقاذ اللاجئين”. وأضافت: “لا يزال الحصول على الغذاء يمثل الحاجة ذات الأولوية للاجئين. بعد نفاد غذائهم لم يتبق سوى للأطفال والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن. ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الجوع وسوء التغذية الحاد الشديد وزيادة مستويات الوفيات المرتبطة بالجوع في وسط اللاجئين إذا لم يتم التدخل”.

Exit mobile version