تقارير

سلع (الشفشفة).. حلال أم حرام؟

أسعار زهيدة في أسواق المنهوبات.. وصحفي يحكي التفاصيل

تقرير – رحاب عبد الله

مع دخول الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع شهرها العاشر في السودان بعد أيام قليلة ، ازداد نشاط التجارة الجديدة، والتي عُرفت بتجارة سلع (الشفشفة) والتي أفرزتها الحرب، ولم تكن مألوفة لدى السودانيين، وهي تعني بيع كل الأشياء التي تمت سرقتها خلال فترة الحرب من منازل المواطنين.

أسواق دقلو

وظهرت أسواق جديدة للسلع المنهوبة من المتاجر والمنازل  تباع فيها غنائم الحرب من مختلف المسروقات، سواء كانت سلعاً غذائية أو أوانٍ منزلية وكهربائية تباع بأسعار بخسة مقارنة بالموجودة في المحلات التجارية، وأطلق البعض عليها (أسواق دقلو) في إشارة إلى قائد مليشيا الدعم السريع.

ومنذ بداية الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الـ15 من إبريل الماضي، دخلت هذه النوعية الجديدة من الأسواق إلى العاصمة الخرطوم ومناطق الصراع، في أم درمان وبحري والخرطوم.

أسعار زهيدة

وقال زميل صحفي ما زال صامداً بمنزله بالكلاكلة في حديثه ل(الأحداث) إن بعض الأشخاص المحسوبين على مليشيا الدعم السريع نصبوا سوقاً لبيع المنهوبات في سوق الكلاكلة اللفة المعروف ، غير أنه أشار إلى أن بعض من يعملون فيها ينفون أن السلع التي لديهم مسروقة، بل أنهم اشتروها من بعض المواطنين الذين قرروا مغادرة الخرطوم نهائياً بسبب الحرب، غير أن زميلي يؤكد أن واقع الحال يقول عكس ذلك، لأن الأسعار لا تتناسب مع تكلفة البضاعة في الأسواق العادية.

وأكد بعض المواطنين أنها بضاعة مسروقة، حيث يباع طقم العشاء من الأواني المنزلية بحوالي 5 آلاف جنيه، وسعره في السوق 200 ألف جنيه، كما يباع كل شيء بأرخص الأثمان، ما يدل على أنها بضاعة مسروقة وبعض التجار لا يعرفون قيمة المعروض، خاصة الأجهزة الكهربائية.وحسب تجار ومواطنين، في سوق الأجهزة الكهربائية المسروقة تجد الأسعار رخيصة للغاية، فإن سعر الشاشة التلفاز ب10 آلاف جنيه، وهي نفسها تعرض في المحلات التجارية بـ70 ألف جنيه .ويقول تجار إن أغلب السلع الغذائية المعروضة حصل عليها البعض من المتاجر التي نهبت، ولذلك تباع بأرخص الأثمان، خاصة السكر والدقيق والشاي والأرز والعدس والزيوت.وبلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلو 10 آلاف جنيه، وجوال الدقيق والأرز والعدس زنة 25 كيلو في حدود 5 آلاف جنيه، إضافة إلى الزيوت التي تباع بالرطل بـ20 جنيها.

وجهة نظر

وأكد مواطنون أنهم اضطروا لشراء بعض هذه السلع وتبريرهم بأنها تخفف كثيراً من ضغط أوضاعهم  المعيشية، رغم إقرارهم بأنها منهوبة، بينما يرى آخرون أنها حرام طالما تمت سرقتها.ويقول المواطن السر عبد المتعال إن الناس مضطرة لشراء الطعام والشراب، لكن لماذا يشتري البعض أجهزة منزلية وكهربائية وهم يعلمون أنها مسروقة.

رأي الدين

ولرجال الدين رأي حول شراء هذه المسروقات ، حيث قطع شيخ أسامة في حديثه لـ(الأحداث) بأن هذا عين الحرام ومشاركة للصوص في جرائمهم، وقال إن الضرورة تقدر بقدرها، ليس هناك ضروره إلا إذا شارف المرء على الهلاك فإنه يأخذ ما يحييه فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى