لأحداث – وكالات
قالت مصادر دبلوماسية رفيعة لقناة “العنوان 24” إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تلقّى دعوة رسمية لزيارة المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة، في سياق تحرك إقليمي واسع يعيد ترتيب أولويات الأمن في البحر الأحمر، ويدفع باتجاه إحياء مسار السلام في السودان.
وبحسب المصادر، من المنتظر أن تتصدر أمن البحر الأحمر واجهة الملفات التي ستُناقَش خلال الزيارة، إلى جانب الجهود السعودية–الأمريكية الرامية لوقف الحرب الدائرة في السودان.
ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً متسارعاً، سواء من جهة نشاط الجماعات المسلحة على الممرات البحرية، أو من جهة التنافس الإقليمي على النفوذ في القرن الأفريقي.
وأشارت المعلومات إلى أن الرياض تعتبر السودان “ركيزة جغرافية محورية” في معادلة أمن البحر الأحمر، نظراً لامتداد سواحله الإستراتيجية التي تمثّل — في حال استقرار البلاد — نقطة ارتكاز لخطوط الملاحة والطاقة العالمية.
ومع استمرار الحرب، تزايدت مخاوف دول الإقليم من أن تتحول السواحل السودانية إلى فراغ أمني قابل للاستغلال من قوى إقليمية أو جماعات غير نظامية.
وتكتسب الزيارة المرتقبة زخماً إضافياً لكونها تأتي بعد أيام من زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى الرياض، والتي تناولت بدورها مستقبل الأمن في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، والتهديدات الناشئة الناجمة عن هشاشة الدول المتاخمة للممر البحري، وفي مقدمتها السودان.
وأفادت مصادر دبلوماسية أن السعودية تسعى، بالتنسيق مع واشنطن، إلى إعادة بناء إطار سياسي–أمني لإدارة التوترات في البحر الأحمر، بما يشمل احتواء تداعيات الحرب السودانية، التي أضعفت الرقابة على الساحل وفتحت الباب أمام حركة السلاح والمجموعات المسلحة عبر الحدود البحرية.
ويرى مراقبون أن اللقاء المتوقع بين البرهان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد يشكّل لحظة مفصلية لإعادة السودان إلى الخرائط الاستراتيجية للمنطقة، وربط أي مسار سلام داخلي بترتيبات أمنية أوسع تشمل حماية البحر الأحمر وتأمين خطوط التجارة العالمية.
وتعتبر الزيارة اختباراً لمدى قدرة الأطراف الإقليمية على توظيف نفوذها لتهدئة الصراع السوداني، ولمنع الانزلاق نحو سيناريوهات تهدد ليس فقط وحدة السودان، بل أيضاً الاستقرار البحري في أحد أهم الممرات الحيوية في العالم.
