رأي

زلزال نيروبي

 

راشد عبد الرحيم

في اليوم التالي لحشد الدعم السريع و الدول الحليفة له في نيروبي و قبل إعلان الميثاق و الحكومة الموازية نشرت صحيفة الإستاندر اليومية الكينية و في صدر صفحتها الأولي صورة كبيرة لحميدتي و عنونتها بكلمة واحدة ( الجزار) .

.كان ذلك إيذاناً بالزلزال غير المتوقع الذي أربك الدعم السريع و حلفاءه من الدول الداعمة .

 

تصاعد الرفض الكيني من قبل المعارضة و الإعلام و المجتمع المدني و حررت شكوى في المحكمة العليا ضد وزراء الخارجية و الداخلية و مدير الشرطة تطالب فيها بوقفهم عن السماح للمحتشدين بإكمال ما ينوون فعله بإعتباره مهدداً لمصالح بلدهم .

 

جاء الموقف الدولي الأكبر من الولايات المتحدة عبر محادثة بين الرئيس الكيني ووزير الخارجية الأمريكي كما جاء ذات الموقف من الأمم المتحدة .

إعلان حكومة موازية لدولة من خارجها يهدد دولاً أفريقية لديها مكونات ساعية للإنفصال .

زلزال نيروبي أصاب تحركات الدعم السريع بقوة ليس في الخارج فقط بل في الداخل و أقله ما أحدثه تحالفه مع المتمرد الحلو و ما أثاره من تحرك وسط أبناء النوبة ضد اتفاقه مع الجنجويد و لتتسع دائرة عداوته مع العديد من المكونات القبلية في دارفور ثم كردفان.

 

حرب المتمردين حفلت بالكثير من المطامع و لم تقتصر علي سعيهم للسيطرة علي الدولة و جاء السند الكبير لهم من دول خارجية غير معنية بمصالح التمرد بل تحركها أطماع كبرى في السودان هدفها أوسع من الحصول علي منافع مالية محدودة بل تريد أن تحيط بكل مقدرات وثروات السودان الكبيرة و الواسعة و أراضيه الشاسعة و التي تشكل لها عوضا عن صغر مساحتها و النفط الذي تبني عليه رفاهيتها و ترفها و تخشي علي مستقبلها جراء فقدانه لكونه سلعة ناضبة و قريباً ستجف و تنقطع عنهم .

 

هذه الأطماع تفسر دوافع الدعم الكبير للتمرد و الإصرار عليها و تسخير السلاح و العتاد و الأموال و العلاقات السياسية و الخارجية له و يؤكد ذلك العدد الكبير للدول التي تم تسخيرها و شراءها ، و قبل كينيا كانت يوغندا و تشاد و حتي توغو وصلوا عاصمتها و سخروا سحرتها.

 

الأهداف و المطامع الخارجية في بلدنا تبين و تؤكد أننا سنواجه تحديات كبيرة و أن الحرب لن تنتهي بيسر و ستتواصل و تتعدد صورها و تتكرر .

مواجهة ما يجري ضدنا يحتاج إعداداً كبيراً أوله العمل العسكري و الذي ينبغي أن يكون منتهاه التدمير الكامل للقوة العسكرية للتمرد و بكل أشكالها المالية و العسكرية و البشرية و الإحاطة بكل حواضنه.

 

الإنتصار في حربنا لن يتوقف علي إنهاء التمرد بل بإغلاق كل المنافذ المسببة للطمع في بلدنا و من أهمها لجم الأطماع الإقتصادية بنظم ترتب بها المعاملات المالية و التجارية .

السودان دولة مفتوحة سلعنا تهرب من الذهب إلي المحاصيل و الماشية و كل شئ .

الفساد هو أوسع أبواب سرقة مقدراتنا كما أن حدودنا مفتوحة للتهريب و دخول البشر بلا تأشيرات و العيش فيها بلا إجراءات إقامة و جنسيتنا و جوازاتنا تباع و تشترى.

سفراء بعض الدول يتحركون بلا ضوابط ناظمة و لا تحديد لأنشطتهم و مهامهم. موائدهم مشرعة و كذا أموالهم و قبلهم و معهم كانت أموال حميدتي تعمل في البلاد يشتري بها السياسيين و رجال الحكم و الإدارة الأهلية بجزلان كبير و دولار موزع و بكاسي تجوب الطرقات.

 

الأخطر أن حولنا دولاً و خاصة الأفريقية تقبع قيادتها في أسواق البيع و الشراء هي و منظمتها الإقليمية .

هذا وضع يتطلب جهدا أكبر مما هو مبذول يضاف إلى ماتقوم به قواتنا المسلحة من أعمال خارقة.

 

نقلا عن “المحقق”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى