الأحداث – ماجدة حسن
لفت أحد الفنانين إلى أن الحرب الدائرة حالياً في السودان، زادت الفنانين إصراراً على الإنتاج في شتى مجالات الفنون المختلفة، إذ يتواصل العمل المسرحي، ويتواصل جديد الأغنيات بصورة شبه يومية رغم انقطاع التجديد طيلة سنوات ماضية خلت، أي أن الحرب كان لها أثر واضح في البعد عن أغنيات الغير.
طفرة حديثة
وعلى الرغم من الطفرة الحديثة في أجهزة الإعلام إلا أن التقليدية في التعامل الفني كانت السمة الأبرز، حيث تقرر تلك الأجهزة للفنان ماذا يغني وتقرر للمتلقي ماذا يسمع.
ويعود تفاقم ظاهرة المقلدين لحد كبير لأجهزة الإعلام ولبعض القنوات التلفزيونية التي عملت على تكريسهم كفنانين، لايتم تسويق البرامج التلفزيونية إلا بمشاركاتهم والتي لم تخرج من التقليد أبداً.
وحمَّل الفنان سيف الجامعة تلك القنوات التدني الذي لازم مسيرة الشباب، إذ أصبحت لديهم نوعين من الأغنيات، غناء هابط خارج المنظومة الإعلامية، وغناء تقليد للقنوات.
ويرى الجامعة أنه بذلك ضاعت فرصة كبيرة جداً لتشجيع هؤلاء الشبان والشابات من محبي الغناء لدفعهم للتنافس من أجل إنتاج أغانيهم الخاصة وحماية إنتاج الآخرين وحقوقهم الأدبية.
مراجعة مسيرة
عند بداية أي عام أو نهايته نتوقف لمراجعة المسيرة الفنية وما تم إنجازه، لن نجد فناناً جديداً ولا أغنية جديدة خاصة في الأجهزة الإعلامية، ولا نجد في سجل الإبداع والمبدعين، ربما لعشر سنوات إلى الوراء غير ركام من التقليد وحشود من المقلدين الذين مضوا دون أن يخلفوا أثرا بعد أن ملأوا الساحة ضوضاء وضجيجاً بلا إنتاج حقيقي.
مشاريع واعدة
يمكن اعتبار مصطفى سيد أحمد آخر الفنانين الكبار، الذين كانت لهم مساهمة وبصمة واضحة ومتميزة في الغناء السوداني، يكاد يكون مدرسة بحد ذاتها.
بعده امتلأت الساحة بالكثير من مشاريع الفنانين والواعدين، لقد حاولت تلك الجمهرة من أنصاف وأرباع الفنانين أن تملأ الفراغ الذي نجم عن توقف كبار الفنانين عن التجديد ورحيلهم واحداً بعد الآخر، القليل من تلك الجمهرة قد حاول بصدق وإخلاص أن يكون فناناً له مشروعه الفني الخاص واجتهد في هذا السبيل لكنه لم يواصل المشوار حتى نهايته لأسباب مختلفة منها عدم التعامل مع الفن كقضية جدية ورسالة فآثروا الانسحاب، والبحث عن مجالات أخرى تناسب إمكاناتهم وقدراتهم الحقيقية.
غير أن أهم مابقي في الساحة الفنية من التجريب الذي شهدته خلال العشر سنوات الماضية على الأقل هو زحمة المقلدين والمقلدات والذين احتلوا المشهد الفني طولاً وعرضاً، بحيث يمكن وصف العشر سنوات الماضية بعقد المقلدين، الذين اشتهروا بأداء أغاني الآخرين وبنو شهرتهم على أنقاض غيرهم، وربما كانت تلك الأغنيات طريقهم إلى الثراء على حساب الأصل، لكن عدالة أخرى صرفت الفنانين عن التقليد والاجتهاد والتجويد.