تقارير

ولي العهد السعودي يُتوقّع أن يضغط على الولايات المتحدة لوقف تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع في السودان

كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستعد لطرح الملف السوداني خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن، وسط توقعات بأن يطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل للحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الإمارات لقوات الدعم السريع، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لموقع ميدل إيست آي.

▪︎ مكالمة حساسة بين محمد بن سلمان والبرهان

قال مصدر سوداني رفيع المستوى إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أبلغ ولي العهد السعودي خلال مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بأن الحرب في السودان لن تتوقف ما لم تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا مباشرة على الإمارات لوقف دعمها العسكري لقوات الدعم السريع.

وبحسب المصدر نفسه، فقد أكد البرهان لولي العهد أن أبوظبي تُعدّ المموّل الرئيسي للمليشيا المسؤولة عن عمليات قتل واسعة وانتهاكات جسيمة في غرب السودان، بما في ذلك مدينة الفاشر.

وأضاف المصدر أن محمد بن سلمان ردّ بالتأكيد على أنه سيتحدث مباشرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول هذه القضية الحساسة خلال زيارته المرتقبة للعاصمة الأميركية.

▪︎ توقعات في أبوظبي… وقلق داخل الدوائر الخليجية

أفاد دبلوماسي عربي بارز في المنطقة للموقع أن الإمارات تتوقع بالفعل أن يسعى ولي العهد السعودي لطرح موضوع السودان خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين، وأن أبوظبي تدرك أن التحركات السعودية قد تؤدي إلى زيادة الضغط الأميركي على سياستها تجاه السودان.

وأشار الدبلوماسي إلى أن الإمارات باتت تتعامل بحذر مع هذا التطور، لأنها تدرك أن السعودية تمتلك نفوذًا فريدًا داخل البيت الأبيض، وأن أي تحرك سعودي في هذا الاتجاه سيكون له تأثير فوري على موقف واشنطن.

▪︎ انقسام سعودي–إماراتي في الملف السوداني

قال مسؤول غربي مطّلع على خطط النقاشات المتعلقة بالملف السوداني لـMEE إن ولي العهد السعودي يرى فرصة لخلق شرخ سياسي بين ترامب ومحمد بن زايد، خصوصًا بعد اتساع رقعة الانتقادات الموجهة للإمارات بسبب دورها العسكري في السودان.

وأوضح أن الرياض تشعر بأن استمرار الإمارات في تسليح قوات الدعم السريع يهدد الاستقرار الإقليمي، كما يقوّض الجهود التي تبذلها السعودية لإعادة التوازن إلى المنطقة، بما في ذلك دورها كقوة وسيطة في النزاعات الإقليمية.

▪︎ خلفية القلق السعودي

تشعر السعودية بأن توسع نفوذ قوات الدعم السريع، المدعومة إماراتيًا، في غرب السودان ومحيط دارفور قد يؤدي إلى اضطراب عميق في منطقة الساحل والبحر الأحمر، ويخلق مساحات نفوذ جديدة لقوى غير عربية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على الأمن السعودي.

كما تخشى الرياض من أن استمرار الحرب بلا ضوابط قد يؤدي إلى تفكك السودان، وهو سيناريو تعتبره المملكة تهديدًا مباشرًا لاستقرار البحر الأحمر والقرن الإفريقي، ولتوازن القوى في المنطقة كلها.

▪︎ لقاء وزيري الخارجية في كندا

اختُتم التقرير بالإشارة إلى لقاء جمع وزير الخارجية السعودي بنظيره الأميركي على هامش قمة G7 التي انعقدت يوم أمس في كندا، في مؤشر يعكس أن التحركات الدبلوماسية حول السودان أصبحت تجري على أعلى المستويات، وأن الملف بات جزءًا من مواجهة سياسية صامتة بين الرياض وأبوظبي داخل النظام الإقليمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى