هاشم الإمام محيي الدين
في منطقة واشنطن مجموعات بعضهم ” قحاتة ” – أخزاهم الله – وبعضهم من قبائل اليسار – قاتلهم الله – وآخرون مردوا على النفاق -أذلهم الله- اجتمعوا على جيفة نتنة ، ليظاهروا المجرمين من مليشيات الدعم السريع – جعل الله تدميرهم في تدبيرهم – و من هذه المجموعات من يجاهر بعداوته وهم أفضلهم ، لأنهم أعداء ظاهرون ، ومنهم منافقون يقاتلون من وراء جدر ، و هم أشدّهم عداوة وأخبثهم طويّة وأبعدهم عن الحق:
فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطّرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني
كل هذه المجموعات رغم قلة عددها، وضآلة عضويتها ، وتفاهة مقصدها ، تشكل ما يسمى ” الجالية السودانية “: بمنطقة واشنطن ، تستأجر مبنى جعله أعضاؤها داراً لهم ، يتكففون الناس كل شهر لسداد إيجاره أعطوهم أو منعوهم !
ويرأس هذه الجالية ، كما روى لي أحد الثقات ، مواطن تشادي ، ولا يأخذك العجب ، إن صحت الرواية ، فما يحدث في السودان لم يعد يثير العجب أو يبعث في النفوس الدهشة !
والذي حارت البرية فيه أن هذه الجالية اللقيطة لا تعترف بالسفارة السودانية ، و تستنكف أن تتعامل معها زاعمة أن الحكومة في السودان لا تمثل الشعب السوداني لأنها غير منتخبة ! أفرأيتم هذا الإفك ! هل جاء حكام الدويلة الشريرة الذين يتجرون في ذممكم بيعاً وشراءاً بانتخابات ؟! وهل أنتم أحرص على الديمقراطية من أمريكا ودول الغرب الذين يتعاملون مع الحكومة في السودان ؟! وهل يكون ثمن الديمقراطية القتل ودفن الناس أحياء وتشريدهم و نهبهم وهتك أعراضهم ! مالكم كيف تحكمون ؟!
ومما يفقدك صوابك ويشكك في استيعاب ما يدور حولك من أحداث ، أن بعض أذناب هذه الجالية الآثمة ممن يناجونها عبر الهواتف الذكية ليلاً ، و حين يستغشون ثيابهم ، ويقيمون سرادقات العزاء للموتى من أعضائها وذويهم ، لا تجد هذه الرحمة الكاذبة إلى قلوبهم القاسية سبيلاً حين ترمّل النساء وتنتهك حرماتهم و يُيتم الأطفال ويتضوّرون جوعاً حتى الموت ، لم تجد ألسنتهم الرطبة بذكر ساداتهم وكبرائهم كلمات شجب أو إدانة باردة يرضون بها أهليهم المكلومين ويطيبون بها خواطرهم !
وبعض هؤلاء القحاتة ، ممن نبت لحمه من سحت الحزب الشيوعي ، أفتى لجهات مؤثرة أن الرئيس البرهان قد ألغى القانون الذي بموجبه تمت تبعية الدعم السريع للقوات المسلحة ، فهما جيشان يتنازعان على السلطة ، وليس أحدهما هو الحيش الرسمي والآخر متمرداً ، ولقد صدق الخبيث وهو كاذب إذ سكت عن باقي الحديث فقرار فك الارتباط بين الجيش والدعم السريع قد أعيد فيه النظر و ألغي قبل هذه الحرب ، فعاد الدعم السريع إلى حضن الجيش ثم تمرد عليه وأصبح مليشيا تابعة لآل دقلو الذين يطمعون في ملك عضوض يقيمونه في أرض السودان وعلى جماجم أهله .
سكتت الجالية السودانية في منطقة واشنطن ومجلسها الاستشاري عن جرائم الدعم السريع في ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة وود النورة والجنينة والفاشر وبارا كأن الدار ليست بدارهم ولا الأهل بأهلهم وقد أدان العالم أجمع هذه الجرائم إلا هؤلاء الخونة المناكيد السفلة عملاء السفارات الأجنبية ومن عجب أنهم يشيدون بسفير فصلته حكومة الإنقاذ فأعيد إلى الخدمة بعد ذهابها ثم فُصل مرّة أخري ولكنهم لا يجدون كلمة يترحمون بها على الضحايا أو يواسون بها أهليهم . وأعجب من ذلك أن بعض أعضاء المجلس الاستشاري لا تزال همّالة عيناه على حلفا ( الفردوس المفقود ) مع أن أهلها عوضوا أرضاً أكبر من أرضهم وأخصب منها . صحيح إن الأوطان لا تعوض ولكن ألم يجد الباكون على الوطن الصغير دمعة يذرفونها على الوطن الكبير أم أنه المال يعمي ويصم .
إن الحرب الدائرة اليوم في السودان حرب وجود فإما أن يكون السودان أو لا يكون وهي حرب بقاء فإما أن يبقى الشعب السوداني أو يفنى ومن يقف في هذه الحرب على الحياد فهو آثم خائن لوطنه مخذل لقواته المسلحة المنصورة بإذن الله ، ومن يتخفى وراء شعار ” لا للحرب ” فهو مدلس غاش لأبناء وطنه ، فللشّعار مقتضياته وشروطه متى تحققت فلا أحد يدعو للحرب ، أما أن يكون ثمن السلام أن يعود إلى الوطن هذا القاتل ، النّاهب لأموال الناس، المخرج لهم من ديارهم ، الهاتك لأعراضهم ، وكأنه لم يفعل شيئاً ، ولا يجد المظلوم من يقتص له من الظالم ، فهذا عين الظلم ، وهذا ما يجعل المظلوم يقول : مرحباً بالحرب إن كانت ترد الحقوق وتشفي صدور الصدور .
لقد تنادى السودانيون الأحرار ذوو الضمائر الحية شيباً وشباباً في منطقة واشنطن إلى التظاهر استنكاراً للمذابح التي ارتكبها الدعم السريع في الفاشر ، وشجباً لموقف دويلة الإمارات العربية التي تمدهم بالمال والسلاح وتستأجر لهم المرتزقة ليقاتلوا معهم ، فقتلوا الشيوخ والنساء والأطفال ، و أذاقوا من بقي منهم لباس الجوع والخوف ، فأجاعوهم حتى أكلوا ورق الشجر و علف الأغنام وجلودها ، من أجل تحقيق الديمقراطية والحكم المدني !! ” كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلّا كذبا ” ورغم ذلك أبى الأراذل آكلوا سحت العمالة إلّا أن يكونوا مع الخوالف المخذلين فيا للخيبة ويا للعار !!
هذا وإني لأدعو الأحرار الأخيار من أبناء السودان والسفارة السودانية بواشنطن إلى التعاون من أجل إقامة “بيت السودان ” ليؤدي دوره الوطني الاجتماعي والخدمي ، فلا أعلم عاقلاً يعادي سفارة بلاده ثم يطلب خدماتها ، ومن ظن أنّ للوطن بديلاً ، فهو واهم سادر في سماديره.
عاش السودان وطناً غالياً ، وعاشت قواته المسلحة عرين الأسود ، وعاش كل من حمل السلاح دفاعاً عن الدّين والأرض والعرض ولا نامت أعين الجبناء .
رضيتْ جاليةُ واشنطن أن تكونَ ظهيراً للمجرمين !!
