“رتل المروءات”

السفير خالد فتح الرَّحمن

 

حين يبلغ متحرك الأبطال سدرةَ منتهى الوفاء..

“إلى الشهيد اللِّواء الرُّكن أيُّوب عبد القادر”

 

يا أيُّوبُ : الصبرَ الصبرَ..

الجبلَ الأيسرَ يا أيُّوبْ

يا أيُّوبُ النهرَ ..الوادي..الشمسَ

الأعينَ تهمي بالدمعِ الواجِع..

موَّالَ بكاءِ الطَّيرِ السَّاجِع

الغُصصَ المطمورةَ حَدَّ سنابلِ ذاكَ الغيطِ الواهي

القَصصَ المنثورةَ همسَاً وسطَ

منازلِِ هذا الَّليلِ السٍَاهي

والرَّتلُ الغادي المرقوبْ

يا أيُّوبْ

يمضي ..

لا يلوي الرَّتلُ على شَئْ

لا يتوقَّفُ كي يتبيَّنَ

سِربَ جرادٍ خَلَّفَهُ القحطُ

المنخوبْ

لا يَشغَلُهُ الكَذبُ الرَّاقِصُ

فوقَ خُنوعِ الَّلبنِ المسكُوبْ

لا تُلهيهِ حكاياتُ المَكْرِ النَّاهِبِ والذَّهَبِ المنهوبْ

وأميرٍ جَمَعَ فأوْعَى

أميرٍ أتخَمَهُ المالُ

فراحَ يُسَلِّي النَّفسَ

بخطفِ اللُّقمةِ مِن أفوَاهِ

الجَوْعَى

والرَّتلُ يَغُذُّ السَّيْر

الرَّتلُ المُوغِلُ فى الأخطار

يجتازُ دروباً بعدَ دروبْ

الصَّبرَ..الصَّبرَ

الجبلَ الأيمنَ يا أيُّوبْ

الفكرةَ

شرفَ الكلمةِ

لذَّةَ (لا) في جمْرِ الرَّفضْ

وجهاً كعروقِ الأرضْ

تعشَّقَ تُربةَ هذي الأرضْ

اللَّيلَ الرَّاهبَ والسَّيفَ

المرهوبْ

الصَّوتَ النُّوريَّ الجذَّابْ

المجذوبْ

الآسِر

والرَّتلُ يَغُذُّ السَّيْرَ الجاسِر

الرَّتلُ المتحرِّكُ وسْطَ فحيحِ

الوَبْلِ الغادِر

وأذانٌ يطلُع من أردانِ الفجر:

يا أيُّوبْ

الصَّبرَ

الجبلَ التَّلَّ السَّهلْ

شِمالاً ثُمَّ صُعوداً ثُمَّ جنوبْ

يا أيُّوبْ

ثُمَّ مكانَكَ..

ها قد بلغَ الرَّكْبُ المشبوبْ

ضِفافَ الفجرِ السَّاحرِ ..

ما خانَ الوعدَ و لا ضَلَّ عن

التَّوقيتِ المضروبْ

يا أيُّوبْ:

فاصدَع فوقَ منابرِ هذا الفلكِ

الباهِر

إصدَح بنشيدِ التَّسفارِ العابِر:

“ضعُفَ الطَّالبُ و المطلوبْ”

“تعِبَ السَّالبُ و المسلوبْ”

“وفازَ مُحِبٌّ ..أدناهُ المحبوبْ”

.. يا أيُّوبْ

 

عطبرة – بورسودان 

١٧ أكتوبر ٢٠٢٣

Exit mobile version