حوارات

رئيس حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية في حوار مع (الأحداث): هذه (….) هي الخيارات لوقف الحرب

حوار – الأحداث

رد رئيس حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية محمد الأمين على تساؤلات طرحتها (الأحداث) حول موقفهم من حرب الكرامة والمبادرة الأمريكية وموقعهم من التحالفات السياسية الراهنة، وفيما يلي نص. إفاداته.

كيف تنظرون لواقع البلاد فى ظل تداعيات الحرب؟

في البداية نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر قواتنا المسلحة وأن يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى ويفك الأسرى ويجمع بالمفقودين، بالتأكيد فرضت حرب 15 ابريل التي شنتها مليشيا الدعم السريع المسنودة والمدعومة اقليميا على الشعب السوداني وعلى مؤسسات ومقدرات الدولة السودانية.

هناك الآن أزمة انسانية وتقارير دولية تتحدث عن المجاعة؟
نعم يوجد واقع انساني واقتصادي واجتماعي معقد، ففي الجانب الانساني هناك أزمة انسانية ونقص في الاحتياجات الأساسية للسودانيين خصوصا في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، البنية التحتية للدولة بالرغم من المجهودات التي تبذلها الحكومة قد تأثرت وتضررت ضرر بالغ فيما يتعلق بخدمات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات والخدمة الصحيه قد انهارت تماما حيث أن هناك عدد من الخدمات الصحية لا تتوفر إلا في مدن قليله جدا من مدن السودان، اقتصاديا هذه المليشيا قد فرضت المجاعة على الشعب السوداني عندما سيطرت على مناطق الانتاج في وسط السودان وفي مناطق متفرقة من كردفان ومن دارفور، كذلك الجنيه السوداني في تدهور مستمر مقابل العملات الأجنبية، بالتاكيد هذا الواقع المتردي وهذه المعاناة التي يعانيها الشعب السوداني لا مناص لوضع حد لها إلا عبر خياران، الخيار الأول هو انتصار ساحق وكامل للقوات المسلحة يفرض هيبة الدولة ويعيد الأمور إلى نصابها، وإما بمفاوضات سلام، هذه المفاوضات يجب أن تبنى على مطالب ورغبة الشعب السوداني، أهم هذه المحددات هي تنفيذ إعلان جدة الموقع في 11 مايو، ومحاسبة ومحاكمة جميع من تسبب في هذه المعاناه من مليشيا الدعم السريع ومن القوى السياسية التي ساندتها وجبر ضرر وتعويض جميع السودانيين الذين تضرروا من هذه الحرب لذلك لا خيار ثالث هنا، إما أن تستمر هذه الحرب إلى أن تنتهي بنصر القوات المسلحة أو أن ترضخ هذه المليشيا لمطالب ورغبة الشعب السوداني.

ما رأيكم فى منبر جدة كمحطة مجمع عليها لتسوية النزاع؟

منبر جدة بالتأكيد توفرت له عدد من العوامل لم تتوفر لجميع المنابر والمبادرات المطروحة، أهم هذه العوامل هي عامل الحياد، إذ أن المملكة العربية السعودية لديها مواقف مشهودة في دعم الاستقرار في السودان، كذلك هذا المنبر مدخل تعامله مع الأزمة السودانية كان مدخل انساني وهذه الرؤية نحن طرحناها في مبادرتنا لانهاء الحرب والمنشورة في شهر يونيو من العام 2023 حيث أن المدخل الانساني يبدأ بمرحلة وقف اطلاق نار وخروج هذه القوات المعتدية من الأعيان المدنية ومن ثم تسهيل وصول المساعدات الانسانية للمدنيين ومن بعد ذلك مناقشة القضايا التفصيلية المتعلقه بإزالة أسباب هذه الحرب وأهم هذه الاسباب هو إعادة دمج هذه القوات في القوات المسلحة وفق جداول زمنية متفق عليها، الآن أنا اعتقد أن حتى قضية الدمج هذه قد تجاوزها الزمن باعتبار أن هذه المليشيا لم يعد أحد يرغب في وجودها بسبب سجلها الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد المدنيين. لذلك نحن نعتقد أن منبر جدة هو محطة مهمة ومناسبة لوضع حد لهذه الحرب.

ما موقفكم من المبادرة الأمريكية ودعوتها لمحادثات جنيف؟

فيما يتعلق بالمبادرة الأمريكية للتفاوض في جنيف نحن أصدرنا بيان رحبنا فيه بمبدأ الحوار لانهاء الحرب لكن وضعنا شروط مهمة لهذه المحادثات، هذه الشروط إن تم الالتزام بها ليس لدينا مانع في أن تكون هناك مفاوضات في جنيف أو في أي مكان في العالم طالما أن القوات المسلحة والحكومة السودانية تعبر عن مطالب الشعب السوداني وهي على الحق، فنحن نعتقد ان الحكومة السودانية ينبغي أن لا تخشى من المنابر، اول هذه الشروط هي ان تكون الدعوة للتفاوض بين حكومة السودان وبين هذه المليشيا المتمردة، الشرط الثاني هو ان تبدأ هذه المفاوضات من إعلان المبادئ الانساني الذي تم التوصل اليه في جدة في 11 مايو، الشرط الثالث هو عدم اشتراك أي طرف إقليمي أو دولي متورط في هذه الحرب حتى أن كان هذا الاشراك بصفة مراقب، ونحن نقصد هنا دولة الامارات العربية المتحدة، الشرط الرابع هو إشراك الدول الاقليمية ذات المصلحة في وقف الحرب في السودان إذا كان هذه الدول من دول الجوار السوداني أو من المحيط الاقليمي والدولي، نحن نعتقد أن تم أخذ هذه الشروط في الاعتبار فنحن نظن أن هذه المفاوضات يمكن أن تكون مدخل إلى حل الأزمة في السودان.

أين حركة المستقبل من الحراك والتحالفات السياسية الراهنة؟

في البداية نحن نعتقد أن العمل السياسي في السودان منذ التغيير الذي حدث في ابريل من العام 2019 يشهد حاله استقطاب وانقسام حاد كانت محصلته النهائية هذه الحرب وبعد اندلاع الحرب بالتأكيد فإن حالة الانقسام السياسي تعمقت بل تحولت إلى حالة انقسام اجتماعي كبير في ظل هذه الظروف الصعبة والمناخ غير الملائم للعمل السياسي كانت حركة المستقبل حاضرة ومشاركة في تأسيس وبناء عدد من التحالفات التي تهدف إلى مساندة مؤسسات الدولة ومساندة القوات المسلحة إبتداءا من تأسيس الجبهة الوطنية في أغسطس من العام 2023 مرورا بعديد من اللقاءات والمؤتمرات والفعاليات والورش التي نظمتها الحركة في عدد من المدن منها ورشة مشهودة في مدينة بورتسودان تناولنا فيها قضايا وحدة القوى الوطنية والسياسية، كذلك نحن جزء من عدد من التحالفات والتيارات الفاعلة في المشهد من بينها تحالف قوى الحراك الوطني.

غبتم أم تم تغييبكم من مؤتمرات الحوار في مصر وأديس أبابا؟

كما قلت لك في السؤال السابق أعتقد أن مؤتمر القاهرة ومؤتمر اديس ابابا تتجلى فيهما بوضوح حاله الانقسام السياسي التي تمر بالبلاد، لذلك نحن نعتقد أن نتيجة المؤتمرين هي لا شيء ذلك لان أي حل لا ينبع من إراده الشعب السوداني ومن داخل السودان هو حل لا يعول عليه، نحن أصدرنا بيانا وموقف سياسيا حول مؤتمر القاهرة وضحنا فيه أن قيمة الحوار بين القوى السياسية هي قيمة مهمة لكن يجب أن يتم الحوار وفق إرادة حقيقية تنبع من داخل هذه القوى السياسية لا بضغوطات دولية كما وضحنا أن مشاركة تقدم في مؤتمر القاهرة من دون حدوث مفاصله بينها وبين الدعم السريع الغرض منه إعادة إنتاج هذه القوى التي أصبحت منبوذة من الشعب السوداني والجميع تابع أن حتى البيان الختامي لهذا المؤتمر لم يجمع عليه وخرجت قوى سياسية ورفضت البيان وأصدر بيان آخر، أما حول مؤتمر أديس أبابا فهذا المؤتمر خضعت فيه القوى السياسية لابتزاز تقدم في قضية مشاركة الإسلاميين وحاولت أن تثبت لهم أن الإسلاميين غير مشاركين في المؤتمر لذلك جاء البيان ضعيفا ولا يعبر عن تطلعات الشعب السوداني.

ما تزال تقدم تعتقد أنكم أحد واجهات المؤتمر الوطنى والحركة الاسلامية ماردكم على ذلك؟

حالة الأستاذية التي ظلت قوى الحرية والتغيير تمارسها في السابق انتهت إلى غير رجعة، تقدم وقحت الآن في خانة الاتهام أمام الشعب السوداني وهم مسؤولون عن جميع الجرائم التي ارتكبت في حقهم، الشعب السوداني وحده لديه الحق في الحكم على القوى السياسية.

لماذا تظهرون عبر تصريحاتكم مواقف تبدو مؤيدة لاستمرار قادة المكون العسكرى بالحكم؟

نحن لا ندعم قادة المكون العسكري بل ندعم تماسك القوات المسلحة باعتبارها آخر ما تبقى من مؤسسات الدولة، ونعتقد أن الحديث عن تغيير هذه القيادة في الوقت الحالي غير مناسب وذلك بسبب ظروف الحرب، وبالتأكيد عند نهاية هذه الحرب نعتقد أن المرحلة التأسيسية التي تعقبها تحتاج إلى إعادة صياغة طبيعة العلاقات المدنية العسكرية للوصول إلى صيغة سياسية ودستورية تحكم طبيعة العلاقات بين مؤسسة الجيش والنظام الدستوري.

تأييدكم للجيش حتى من قبل الحرب بأيام يعتبره البعض احتماء بهذه المؤسسة للعودة إلى السلطة وهروبا من ميدان التنافس المدني الديمقراطي؟

نحن الجهة السياسية الوحيدة التي ظلت تنادي بضرورة قصر الفترة الانتقالية والذهاب إلى صناديق الاقتراع وعلى العكس تماماً قحت هي التي كانت تريد أن تستخدم القوات المسلحة والسلطة من أجل تصفية خصومها السياسيين.

هل حركة المستقبل حزب بديل اسسته الحركة الاسلامية كبديل للمؤتمر الوطني؟

حركة المستقبل للإصلاح والتنمية ليست بديل لأي حزب أو فكرة بل هي مسار سياسي إصلاحي جديد ارتأته قيادات ومجموعات شبابية من خلفيات فكرية مختلفة وبالتالي هو حزب لديه مؤسسات وأطر تنظيمية بطبيعة الحال مستقلة تماماً عن أي كيان آخر

هناك اتهام بانكم كاسلاميين تقسمون الادوار بحيث تعمل قيادات منكم فى مساندة الجيش بينما تعمل أخرى مع مليشيا الدعم السريع؟

إذا لدينا قيادات مع الدعم السريع لماذا ظللنا الهدف الرئيسي لهذه القوات المتمردة؟ أعتقد هذه مزايدات سياسية من البعض نحن كتيار قولاً واحداً مع القوات المسلحة وجميع من يدعم هذه المليشيا العنصرية يدعمها لاعتبارات اثنية فقط.

مشاركة قيادات بارزة عرفت بالانتماء والمشاركة فى النظام السابق هل يؤشر لانفراط عقد الحركة؟

بذات القدر الذي يشارك فيه أفراد من الاسلاميين مع التمرد هناك قيادات من تقدم الآن يقودون المليشيا من بينهم مفاوض المليشيا الرئيسي الصافي وغيره المئات الآن يقودون هذه المليشيا بل أبعد من ذلك كل تقدم هي عبارة عن صدى لصوت هذه المليشيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى