دمرت بنياتها.. الخرطوم بحاجة إلى (13) ألف محول لتستعيد كهرباء القطاع السكني

تقرير – الأحداث
المتجول وسط أنقاض الخرطوم سيتلمس بسهولة حقيقة أن ما تم في المدينة ليس فقط حرباً أضرت بالحياة والعمران بل عمل ممنهج مورس ضد البنيات التحتية للدولة وضد المواطنين في كل المجالات إذ دخل هؤلاء بيوت المواطنين ودمروها بصورة كاملة ولم يتركوا حتى اسلاك التوصيلات الداخلية للكهرباء وبلاط المنزل والحوائط دمار ممنهج بصمته مكررة في كل المنازل، اما بنيات الدولة وخصوصاً محولات الكهرباء فقد عبثوا بها بصورة تظهر مقداراً من الحقد والغل تجاه المواطن وخدماته لا يمكن التعاطي معه .. كل المحولات في المناطق التي احتلوها اما غير موجودة بكاملها او بقايا متناثرة على الارض لن يجدي معها اصلاح.. قيل مرة انهم كانوا يبحثون عن الزيت داخل هذه المحولات ويستهدفونه وقيل مرات انهم كانوا يبحثون عن النحاس.. لكن ما حدث للبنية التحتية دليل واضح جداً على اجرام المليشيا ومن شايعها لان بعض المحولات تعرضت إلى دمار بفعل اللصوص الذين هجموا عليها بحثاً عن نحاس على ما يبدو وهؤلاء لم يتركوا حتى كوابل الارض.. حتى هذه حفروا الارض واقتلعوها لمسافات طويلة.. وكان والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة قد اعلن مؤخراً أن العاصمة تحتاج إلى (13) الف محول للقطاع السكني حتى تستعيد عافيتها، وقال إنهم يواجهون تحديات كبيرة من اجل توفير هذا العدد من المحولات.
وكان وزير الطاقة المعتصم إبراهيم قد استقبل مجموعة شركات السويدي التي تعمل في مجال تصنيع المحولات واعلنت مجموعة الشركات عن عزمها استعادة خطوط انتاجها ومصانعها في الخرطوم بل وبدات فعليا في العمل وهو أمر حيوي جداً ويعيد ترتيب مشهد الكهرباء في الخرطوم التي تعاني مناطق واسعة منها من عدم وجود كهرباء منذ اندلاع الحرب وحتي الان.
يقول الباشمهندس حسن عامر المعروف بـ (عامر كنة) ان اشكالات الكهرباء في الخرطوم متشعبة وهي ليست فقط محولات على اهمية امر المحولات التي اعتقد ان عودة الشركة المصرية للعمل سيحل بعضها وان كنا سنظل بحاجة إلى محولات أخرى من انواع مختلفة يجب جلبها من الخارج ومن شركات معروفة لان ما تعرضت له البنيات التحتية للكهرباء هو دمار ممنهج الحق اضرارا كبيرة بالقطاع المنهك اصلاً والذي يعاني اشكالات كبيرة في كل مفاصله من الاجهزة إلى الكوادر إلى المتحركات الخاصة بالكهرباء وليس هذه المتحركات التي نستعملها الان)، وأضاف (هناك مشكلة حقيقية في التوليد مثلاً ليست لدينا كهرباء كافية لان محطات انتاج حراري مهمة مثل محطة قري ومحطة بحري وغيرها لا زالت خارج الخدمة نحن نضغط بصورة كبيرة على ما ينتجه سد مروي وهو انتاج لا يكفي لسد حاجة البلاد من الكهرباء ونعاني من ضعف الصيانة وتباعد فتراتها حتى في المناطق الامنة ومن عدم وجود كوادر بالقدر الكافي ومتحركات ووقود ومستهلكات)، وتابع (صحيح الحاجة الان الى محولات مهمة لنستعيد على الاقل الخطوط المعطلة والتي خرجت عن الخدمة بغياب هذه المحولات لكن حتى عندما تعود تبقى لدينا مشكلة عدم وجود مصادر ثابتة ومستقرة للطاقة).
ويؤكد العبيد محمد بشير الماحي من سكان منطقة المعمورة وعضو لجنة شعبية تعمل على استعادة التيار الكهربائي للمدينة انهم اجتهدوا مع ادارة الكهرباء لاعادة التيار إلى مناطقهم، واضاف (قلنا لو اصبح الامر متعذراً سنعمل معهم من اجل جلبها على أن نصل إلى تسوية ما معهم لكننا لم نصل إلى نتيجة اذ لا زال الوضع في كثير من مناطق الخرطوم مظلماً ويحتاج إلى جهد كبير حتى تستعيد المدينة قدرتها على الحياة لان المليشيا بذلت جهدا كبيرا لتصبح الخرطوم غير قابلة للحياة لكننا بفضل الله وجهود الولاية استعدنا الان خدمات المياه في اجزاء واسعة ونعمل على استعادة الكهرباء التي فقدت حتى أعمدتها بالاضافة الى الاسلاك والمحولات وحتى توصيلات المنازل تعرضت لتخريب ممنهج لم يتركوا لا في الشوارع ولا المنازل ما يجعل الخرطوم تنهض لكننا نعمل عبر لجنة اتسعت دائرة وجودها الان لتشمل معظم احياء الخرطوم تنسق مع شركة الكهرباء وولاية الخرطوم)، وتابع (وصلت بعض المحولات وتم توزيعها بين بحري والخرطوم ونعمل من اجل الحصول على المزيد من المحولات لانارة الخرطوم) وختم بقوله (الخرطوم حاتنور باذن الله).



