خلافات حادة تؤجل اجتماع “الرباعية” بشأن السودان

نيويورك – الأحداث
أُعلن عن تأجيل اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بالأزمة السودانية، والذي كان مقررا انعقاده، الأربعاء، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى يوم الخميس، بعد بروز خلافات حادة بين أعضائها الأربعة الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الخلافات تمحورت حول مشروع البيان الختامي، الذي أقرّته واشنطن والرياض والقاهرة، بينما اعترضت أبوظبي على بعض بنوده الجوهرية. فقد تضمن المشروع دعوة واضحة لقوات الدعم السريع بالانسحاب الفوري من مدينة الفاشر ورفع الحصار عنها، باعتبارها خطوة ضرورية لفتح الممرات الإنسانية وإيصال المساعدات للمدنيين المحاصرين.
كما تضمن البيان إدانة صريحة لقصف قوات الدعم السريع أحد المساجد في المدينة، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 75 مدنيا أثناء الصلاة، وأثار موجة استنكار واسعة محليًا ودوليا.
ورغم أن مسودة البيان تعكس توافقًا بين ثلاث من الدول الأعضاء على ضرورة تحميل قوات الدعم السريع المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في دارفور، فإن اعتراض الإمارات حال دون اعتمادها رسميا، مما أدى إلى إرجاء الاجتماع وإعادة فتح باب المشاورات لإيجاد صيغة توافقية.
ويأتي هذا الخلاف في وقت بالغ الحساسية، إذ تواصل قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر منذ أشهر، ما فاقم الأزمة الإنسانية وأدى إلى تحذيرات من مجاعة وشيكة، وفق تقارير منظمات الأمم المتحدة.
وكانت الفاشر قد شهدت في الأسابيع الأخيرة تصعيدا خطيرا، شمل قصفا بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أحياء سكنية ومساجد، ما أوقع مئات الضحايا المدنيين.
ويرى محللون أن اعتراض الإمارات على البنود المتعلقة بإدانة قوات الدعم السريع يعكس استمرار الخلافات حول طريقة مقاربة الأزمة، خاصة مع اتهامات متكررة لأبوظبي بتقديم دعم غير مباشر للمليشيا.
ومن المتوقع أن تُستأنف المشاورات بين وفود الدول الأربعة خلال الساعات المقبلة، وسط مساعٍ للتوصل إلى صيغة لا تُسقط المطالب الإنسانية العاجلة، وفي الوقت نفسه تحافظ على وحدة الموقف الدولي. لكن مراقبين حذروا من أن أي تراجع عن النصوص الصريحة المتعلقة بالحصار والهجمات على المدنيين قد يقوّض مصداقية اللجنة الرباعية ويضعف ثقة السودانيين في المجتمع الدولي.



