الأحداث – ناهد أوشي
اعتبر الخبير المالي والاقتصادي د. علي الله عبدالرازق علي الله انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية أحد إفرازات الحرب التي اندلعت في السودان منذ 15 أبريل من العام الماضي.
وقال في تصريح ل”الاحداث” “أدت هذه الحرب إلى تدهور كبير فى قطاعات الإنتاج الحقيقية سواء الصناعي، الذي بلغت خسائره مبالغ كبيرة، وتعطلت أكثر من 70٪ من المصانع والأصول، بجانب القطاع الزراعي الذي تعطلت كثير من مشروعاته، مما دفع بتعويض نقص الإنتاج المحلي باستيراد السلع الضرورية والأساسية للمواطنين من الخارج بما دفع لزيادة الطلب على النقد الأجنبي لمقابلة احتياجات هذا الاستيراد الضروري لبعض السلع”، وأضاف “سجلت عملة الجنيه السوداني خلال الأيام الأخيرة تراجعاً كبيراً ومخيفاً وتاريخياً لا مثيل له في مقابل العملات الأجنبية.
وأكد أن التدهور المريع والكارثي في قيمة الجنيه السوداني مؤخراً مؤشر لدخول الاقتصاد السوداني مرحلة الانهيار الاقتصادي، الذي بدأت ملامحه تتمظهر في الراهن اللحظي.
وتوقع علي الله أن يتخطى تداول سعر صرف الدولار ألفين جنيه سوداني خلال الثلاثة أشهر القادمة.
مطالباً بنك السودان المركزي بالتدخل واتخاذ حزمة إجراءات وتدابير لمعالجة تدهور قيمة العملة المحلية من خلال التحكم في حجم الكتلة النقدية لتفادي الانهيار الكامل للاقتصاد السوداني المتوقع في المدى القصير.
وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير أخرى غير التقليدية في إدارة السياسة النقدية،
وقال “كذلك ينبغي على قيادة الدولة والقطاع الاقتصادي أن تلعب دوراً متعاظماً في وقف نزيف واستنزاف هذه الحرب المدمرة بأي كلفة، وقطع بأن الحرب ستؤثر بالمزيد من التدهور في أداء المؤشرات الاقتصادية الكلية من خلال المزيد من الصرف الحكومي على الحرب في ظل تراجع وانخفاض أكثر من 85٪ من الإيرادات العامة، مما يدفع بارتفاع معدلات التضخم في المدى القريب، والتي ستؤدي إلى المزيد من التدهور في قيمة العملة الوطنية.