الدوحة – الأحداث
في جلسة حوارية نظمها «منتدى الوساطة القطري» و«منتدى الدوحة»، أكد خبير دولي بارز في شؤون السودان أن الحرب الدائرة تمثل «أخطر وأعمق» صراع يمر به السودان خلال العقود الماضية، مشددا على أن طبيعتها تختلف جذريا عن جميع الحروب السابقة التي عرفتها البلاد.
وفي مستهل حديثه، قدّم الخبير تعازيه للشعب السوداني، موضحا أن «كل سوداني فقد شخصا عزيزا أو بيتا أو أملا… بل فقد وطنا كاملا»، داعيا إلى لحظة صمت تضامنا مع الضحايا.
وقال إن هذا الشعور الجمعي بالفقد «يعكس حجم الجرح الذي أصاب البنية الاجتماعية السودانية، إلى درجة أن العلاقات بين السودانيين انقطعت عبر خطوط السياسة والانتماء بشكل غير مسبوق».
وأضاف أن عمق الاستقطاب و«القطيعة الاجتماعية» بين المكوّنات السودانية باتا يشكّلان عقبة مركزية أمام أي مسار للتهدئة، مشيرا إلى أن مشاهد «التفاخر بالفظائع» التي ظهرت في تسجيلات مصوّرة عمّقت مشاعر الصدمة والغضب، خصوصا تجاه الانتهاكات المنسوبة إلى قوات الدعم السريع.
وفي المقابل، اعتبر أن الانهيار الكامل لمؤسسات الدولة يمثل العامل الثاني الذي يجعل هذه الحرب مختلفة، موضحا أنه «لا وجود لأي شكل من أشكال الدولة في مناطق سيطرة الدعم السريع»، وأن ما يظهر هناك «يشبه تشكيلات القرن التاسع عشر: أمراء حرب وكيانات عسكرية-اقتصادية تتجاوز مفهوم الدولة».
وأكد أن الدولة القديمة نفسها «انهارت ولن تعود بالشكل الذي كانت عليه».
ورأى الخبير أن العامل الثالث والأكثر تعقيدا يتمثل في أن الحرب لم تعد سودانية بحتة، بل أصبحت «نزاعا دوليا متشابكا»، مضيفا: «لم يعد هناك صراع يمكن حله محليا أو وطنيا أو حتى إقليميا. لا يوجد حل سوداني أو إفريقي أو شرق أوسطي. الحل يجب أن يكون عالميا».
وختم بالقول إن الجمع بين الانقسام الاجتماعي الحاد، وانهيار الدولة، وتشابك المصالح الإقليمية والدولية، يجعل مسار وقف إطلاق النار «غاية في الصعوبة»، مؤكدا أن السودان «يدفع اليوم ثمن أخطر لحظة في تاريخه الحديث».
