حمزة سليمان: محمد بابكر عازف ومبتكر وصانع نجوم

الأحداث – ماجدة حسن
قال الموسيقار د.حمزة سليمان إن تجربة العازف محمد بابكر تتجاوز حدود العزف التقليدي، وأضاف “يمكن اعتباره موسيقارا ميدانيا أعاد تعريف دور العازف كصانع صوت وصورة، وكشريك إبداعي في الأداء الحي”، مشيرا إلى أنه ترك أثرا واضحا في تطوير أسلوب العزف على آلة الأورغ بالسودان، وأسهم في صقل تجارب عدد كبير من المغنين من خلال إحساسه العميق ومبادرته الفنية المتجددة.
وأشار حمزة إلى أن عزفه اتسم بـ”غير الأدائية” في لحظات الغناء، أي أنه لم يطغَ على صوت المغني أو يستعرض تقنياته على حساب النص اللحني، بل اتّخذ دور الشريك الحسي في إخراج الأغنية بروحها الكاملة.
وقال “يمتلك محمد بابكر القدرة على استنباط الشخصية الفنية للمغني، وبلورتها من خلال التوزيع اللحني المباشر في الحفلات، ما جعله في كثير من الأحيان صانعا أوليا لهوية المغني في بداياته. فقد أسهم في نجومية عدد من الأصوات الجديدة، ليس فقط من خلال مرافقتهم، بل عبر إعادة صياغة الأغاني بما يلائم طبقاتهم الصوتية وأسلوبهم التعبيري، وهو ما جعله، بامتياز، من أوائل “المُشكّلين” للمغنيين في ساحة الغناء السوداني المعاصر. وتميز ايضا بأسلوبه الخاص في الحفلات، خاصة حفلات الأعراس، حيث طوّر مفهوم “الوصلة الغنائية التفاعلية”، ( الصولو الحُر) ، عبر إدخال تنويعات إيقاعية ذكية داخل مقاطع الأغنيات، بما يتماشى مع طقوس الرقص والحركة في المناسبات. لم يكن الأداء الحفلي عنده مجرد عزف مباشر، بل كان إخراجًا حيًا يتبدّل وفقًا لاستجابة الجمهور والراقصين. هذه القدرة على خلق حالة تفاعلية جعلت حفلاته محط انتظار واهتمام ، كما يعتمد محمد بابكر على بنية تركيبية للإيقاع، حيث يقوم بتفكيك البنية الكلاسيكية للضربات الأساسية للأغنية، ويعيد تركيبها بما يخلق توازنًا بين الإيقاع المحفز للحركة والمناخ اللحني الداعم للتعبير الصوتي. هذا الأسلوب يُعد من المساهمات الحديثة في تطوير شكل الأداء السوداني في الحفلات، والذي تجاوز فيه الشكل التقليدي إلى شكل ديناميكي ومتجدد”.



