حظر الوطني من العملية السياسية.. الطريق للمستقبل مليء بالأشواك
الأحداث: عبدالباسط إدريس
أثار قرار الأحزاب المشاركة في مؤتمر الاتحاد الأفريقي، بحظر حزب المؤتمر الوطني المحلول من المشاركة في ترتيبات مابعد الحرب، أثار جدلاً واسعاً وحالة من الانقسام مابين مؤيد ورافض، فما تأثير القرار على الاستقرار السياسي؟
قرار الحظر:
صدر القرار من قبل لجنة مكونة من قبل كتل وأحزاب وشخصيات عامة مشاركة في مؤتمر نظمة الاتحاد الأفريقي، للقوى السياسية السودانية، استجاب بعضها (40) جهة، وقاطعه بعضها الآخر.
تشكلت اللجنة بعد جدل كثيف حول مشاركة المؤتمر الوطني من عدمها وقد توصلت اللجنة لقرار بحظر حزب المؤتمر الوطني عن المشاركة في أي ترتيبات سياسية مستقبلية بعد الحرب، الخطوة أثارت جدلاً بين مؤيدين للخطوة وآخرين رافضين للأمر، وشددوا على أن البلاد تحتاج إلى توافق عريض ومصالحة شاملة.
تبني القرار:
تبنت الأحزاب المشاركة في مؤتمر أديس التوصية، وقالت إن تكون المشاركة السياسية في الحوار شاملة دون إقصاء عدا من صدرت بحقهم أحكام وفق القانون ومن ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة ومن صدر بحقهم أحكام وفق الوثيقة الدستورية لسنة 2019.
الوطني يرد
حزب المؤتمر الوطني قال إنه لا يستمد شرعيته من أي جهة سياسية أخرى، ولا تستطيع أي جهة أن تحدد له مكانته في الفعل السياسي.
وسخر الحزب في بيان، الأحد، من قرار الأحزاب المشاركة في مؤتمر أديس أبابا بحظره من المشاركة في العملية السياسية مضيفاً “لا ننتظر أحزاباً متواضعة لا تملك سنداً جماهيرياً، ولا وزناً سياسياً أن تمُن علينا بالمشاركة السياسية”.
رفض صريح:
رئيس حزب الأمة ورئيس كتلة قوى التوافق الوطني مبارك الفاضل أعلن رفضه للقرار، وقال في تغريدة على منصة (x) إن الحظر السياسي الذي لا يستند إلى حكم قضائي إجراء غير دستوري، من صلاحيات المحكمة الدستورية إلغاءه .
وأضاف الفاضل “التيار الإسلامي الإخواني والسلفي حقيقة في المجتمع السوداني لا تستطيع أن تلغيه بقرار سياسي لذلك الأسلم أن نترك للشعب السوداني القرار من خلال صندوق الانتخابات”.
وتابع “حظرت الإنقاذ الأحزاب عشر سنوات ولم تستطع القضاء على أحزاب الأمة والاتحادي وتمزق الوطن فسعت للمصالحة معهم وألغت قرار الحظر.. علينا جميعاً القوى السياسية والمجتمعية والجيش بعد هذه الحرب التي دمرت الوطن أن نعي دروس الماضي القريب التي مزقت بلادنا وأن نتصالح مع أنفسنا ومع بعضنا البعض حتى ندرك ما تبقى من الوطن ولا نتحول إلى أمة لاجئة متسولة”.
ومضى قائلاً “ونحن نخطط للحوار السوداني السوداني يجب أن نوقف محاكمة الرأي ونسقط كل البلاغات المفتوحة على السياسيين بسبب مواقفهم السياسية ونحاكم فقط القتلة والمجرمين وسارقي قوت الشعب”.
دواع القرار :
هناك عدة عوامل ربما دفعت بقوى أديس لهذا القرار أبرزها أغلب القوى والشخصيات المشاركة فى مؤتمر الاتحاد الأفريقي داعمة للجيش في حرب الكرامة وبعضها مقرب من قيادته فقرار حظر المؤتمر ومن قبل حله هو قرار بالأساس صادر عن المجلس العسكري وتم تضمينه بالحكم الانتقالي بموجب قانون خاص، الأمر الثاني أن بعض الأحزاب والكتل المشاركة لديها ارتباط بجذورها الاجتماعية ويصعب عليها التغلب على ماحدث من انتهاكات خلال حرب دارفور والمنطقتين وتخشى أن لاتجد تأييداً في حواضنها الاجتماعية، الثالث هو وجود شخصيات وقيادات أحزاب منقسمة من اليسار المتطرف الذي يرفض أي نقطة إلتقاء بينه والمؤتمر الوطني بل إن هذا التيار تحديداً تبنى حملة شيطنة الوطني والتعريض بكوادره وقياداته خلال الفترة الانتقالية التي تبنت أحكام جائرة دون قوانين وأحكام قضائية لتصفية خصومتها السياسية مع الوطني بعد الثورة.
مأزق الوطني:
يعيش المؤتمر الوطني مأزقاً سياسياً كبيراً فالمجلس العسكري حل الحزب واحتلت مليشيا الدعم السريع دوره وصادرت منقولاته وخضعت قيادته وعضويته لقرارات قاسية تبنتها الحكومة الانتقالية عبر لجنة التمكين، ولكنه في ذات الوقت يعاني من عدم القدرة على التغيير والتجديد بسبب تمسك قيادته بدفة القيادة وعدم مغادرتها المشهد بعد 11 أبريل.
أدى ذلك لانقسامات صامتة وخلافات عديدة حول التعاطي مع المرحلة ما دفع تيار كامل بالانشقاق وتكوين حركة المستقبل للإصلاح والتنمية التي تحظى بدعم الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، وقد عبر كرتي نفسه بصراحة في حوار تلفزيوني عن عدم رغبة الحركة العمل مع مؤسسات الوطني، وقال إنه أبلغ قادة الوطني إنهم إن أرادوا الاحتفاظ بالحزب فإنه لايعترض على ذلك لكن لن يكون للحركة أي التزام معه.
نصيحة المهدي:
تقول مصادر مطلعة ل(الأحداث) إن رئيس حزب الأمة القومي الراحل الإمام الصادق المهدي التقى قيادات من المؤتمر الوطني بعد الثورة والتغيير بطلب منهم، وأضاف: “الإمام الراحل قال لهم قامت ثورة ضدكم عليكم الاعتراف بذلك ومراجعة تجربتكم.. لاتستمعوا للضجيج الذي يحدثه اليسار فقد ظل يفعل ذلك مع كل ثورة وينتهي.. نحن لسنا اقصائيون أعملوا مراجعات وإصلاحات وأعملوا – قفة بأذنين- جديدة عشان نشيلكم معانا للمستقبل”.