حرب عبثية أم نتيجة منطقية (2-2): الجنجويد بين مآلات حرب السودان وحلم دولة قريش

الأحداث – أمير عبدالماجد

 

كان تصريح حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الذي صدر مؤخراً وقال فيه إن الدعم السريع يسعي لإقامة دولة بدارفور قريباً من فكرة قريش1 وهو إقامة دولة لعرب الشتات في إقليم دارفور لكنها لاتطابق فكرة قريش1 التي ذهبت إلى طرد من يطلقون عليهم الجلابة والاستيلاء على السلطة، وذكرت الوثيقة نصاً أن وجود (3) قبائل حددوها بالإسم هي مايعيق وصولهم إلى السلطة لذا يجب إزاحتهم وإبعادهم.

 

مراجعة خطط

 

تقول الوثيقة قريش2 – سري للغاية (كنا قد تناولنا في قريش1 ميلاد قريش جديد وبعض البرامج إلا أن التطورات التي تشهدها البلاد والمستجدات السياسية بالأبعاد الداخلية والخارجية تتطلب وقفة تذكير بالأهداف ومراجعة الخطط وتعزيز الإنجازات في سبيل تحقيق غايتكم السامية وكما تعلمون فإن بعض القبائل (ذكرها بالإسم وهي قبائل شمالية) قال إنها تحول بينهم وحكم السودان لمدة تناهز القرن وأن هؤلاء تدثروا بثياب العروبة وهم في الواقع هجين عرقاً وثقافة وجزء لايتجزأ من النسيج النوبي المتمصر، وقال إنهم علموا مؤخراً أن هؤلاء أقسموا أن تبقي السلطة في السودان متداولة بينهم عليه حدد المشروع عام 2020 عاماً للانقضاض على السلطة على أن تكون ولايات دارفور هي الهدف المرحلي للمشروع وقرر الاهتمام بالتعليم أفقياً ورأسياً وإعداد كوادر عالية التأهيل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والأمنية، وقرر إقامة مؤسسات اقتصادية تدعم المشروع مع الانخراط بوعي في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى، مواصلة خطة إظهار التعاون مع السلطة القائمة مع المحافظة على علاقات العمل مع بعض الشخصيات المحورية من أبناء القبائل المسيطرة على السلطة والموجوين في قيادة الدولة على أن يتم التنسيق مع أبناء العمومة في الوسط والشرق بالإضافة إلى تأمين المراعي لرعاة في السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى ومحاربة الأعراف التي تدعم الحواكير بشتى الوسائل وتوسيع فجوة عدم الثقة بين المركز والزرقة) مع إشارات واضحة إلى أن  المجموعة العربية قريش هدفها السيطرة على السلطة في السودان 2020 وقيام دولة جديدة على أن تؤسس الدولة الجديدة من خلال مهادنة المركز (السلطة القائمة) والاستفادة من إمكاناتها للاستيلاء على مركز القرار وفك قبضة القبائل الثلاثة المسيطرة مع متابعة العمليات العسكرية باسم الدولة وفرض القانون لتفريغ بعض المناطق للاستيلاء عليها وجعلها متاحة للقبائل العربية والتماهي مع دعاوى التهميش والصعود عبرها لتصبح قادة التعبير عن المهمشين في البلاد والسعي للحصول على المناصب الدستورية في المركز والولايات هذا داخلياً.

 

إقامة تحالفات

 

أما خارجياً فقد قرر مشروع قريش 2 أن يتم التنسيق مع القرشيين في دول الجوار مع تطوير التفاهم الاستراتيجي مع الجماهيرية الليبية والدخول إلى منطقة الخليج عبر سباق الهجن لتوطيد العلاقات مع الأشقاء هناك وإقامة تحالفات معهم تدعم سيطرتهم على الدولة السودانية… هذه أهم نقاط مشروع قريش2 الذي يضم نقاطاً لايمكن ذكرها والترويج لها لبعدها العنصري وإشاراته المباشرة لبعض القبائل ورمزها ويمكن لأياً كان أن يطلع على أبرز ما في الوثيقة ويقارنه مع الواقع كما يقول محمد بشارة المعروف بـ(سربو) وهو باحث تخصص في الشؤون الأفريقية عندما طلبت منه تقييم الوثيقة، وقال (بعد الحرب التي تدور في البلاد أعتقد أن مقارنة ماحدث ويحدث بما جاء في الوثيقة يشرح للجميع كواليس مانعيشه الآن).

 

أحلام متفلتين

 

بالمقابل قال آخر يدعى ضي النور جبور إنه يعرف الكثير عن شؤون القبائل في تلك المنطقة، ونفى وجود وثيقة متفق عليها إسمها قريش2 وأكد أن قريش1 كانت عبارة عن أفكار طرحت هنا وهناك ولا أثر لها على الواقع، وقال (بالطبع نحلم بأن نكون في دولة واحدة وأن يلتئم شملنا لكن هذا لن يتم باحتلال الدول وتهجير أهلها كما تقولون). وبسؤاله عن قريش1 والسيطرة على دارفور وإعلان دولة قال إنها كانت بعض أحلام المتفلتين لأن الأمر صعب جداً، وأضاف (لا استطيع الجزم بالموجود في وثائق قريش لكن مايحدث الآن في السودان هو أشبه بالفزعة التي نستعملها في القتال لن تؤدي إلى نتيجة لأنك قد تحسم معركة لكنك لن تلتف لتحسم الحرب) لكن الرجل مع نفيه لمشروع قريش2 لم ينف أن حميدتي كانت لديه أحلام لحكم السودان، وقال (سمعتها منه شخصياً في النيجر عند تنصيب محمد بازوم كان يقول إننا في الطريق وقريباً سأصبح حاكم السودان).

 

Exit mobile version