ثقافة وفنون

ثورة 21 أكتوبر في النثر

السر السيد :

أشير بداية إلى أن ثورة 21 أكتوبر 1964م، رغم أثرها وحدوثها في عصر تميز عالمياً وسودانياً (الستينيات)، إلا أنها لم تجد حظاً مُقدّراً في الكتابة السودانية بمختلف تجلياتها، ولا في الفنون السودانية بمختلف أشكالها باستثناء الشعر والغناء؛ فقد حفل ديوان الشعر السوداني بالعديد من القصائد المجيدة عنها، كما حفل الغناء السوداني بالعديد من الأناشيد والأغنيات البديعة عنها، حتى صارت في مُخيّلة الغالبية خاصة الأجيال التي لم تشهدها، تجربة تستوطن الشعر ويحتفي بها كأحسن ما يكون الاحتفاء حتى “بقيت أثراً في الأغاني يتوارثه الشباب”، كما أشار د.عبد الله إبراهيم، لذلك بقدر ما سطع نجمها في الشعر والغناء خَفَتَ في النثر وأشكال الفنون الأخرى؛ فمع عمرها المديد هذا، لا نكاد نعثر على كتب قاربتها توثيقاً وتحليلاً، وخلال فترات متباعدة غير الكتاب الوثائقي “ثورة شعب”، الذي أصدره الحزب الشيوعي السوداني، ولمرة واحدة في العام 1965م، ثم كتاب “الثورة الظافرة – 21 أكتوبر – يوماً بيوم”، للأستاذ أحمد محمد شاموق، والذي استند فيه بشكل أساسي على كتاب “ثورة شعب”، كما أشار هو وقد صدرت الطبعة الأولى من كتاب الثورة الظافرة في العام 1969م، ثم صدر الكتاب أخيراً ضمن سلسلة كتاب الخرطوم الجديدة التي تصدر عن هيئة الخرطوم للصحافة والنشر في العام 2010م، هذا إضافة إلى كتاب كليف تومسون “يوميات ثورة أكتوبر 1964″، ثم كتاب “ربيع ثورة أكتوبر 1964م” للدكتور عبد الله علي إبراهيم، والذي صدر في العام 2013م عن هيئة الخرطوم للصحافة والنشر، ثم أخيراً كتاب “خمسون عاماً على ثورة أكتوبر السودانية 64-2014م… نهوض السودان الباكر”، وهو من تحرير حيدر إبراهيم ومحمد محمود وعبد السلام نور الدين وعبد الوهاب همت، ويحتوي على مجموعة مقالات وشهادات ومقابلات وملاحق، وصدر عن مركز الدراسات السودانية في العام 2014م. وبالطبع يضاف إلى هذه الكتب النثرية ذات الطابع الوثائقي والتحليلي، ما كُتب من مقالات، وما حوته بعض المذكرات ووثائق الأحزاب السودانية خاصة الحزب الشيوعي السوداني من إشارات عن الثورة، وهذا لعمري لأمر جد محزن! “إلا يسعف النثر الشعر في رد الاعتبار لأكتوبر.. متى يلحق الفكر بالنشيد؟” كما كتب د.عبدالله على إبراهيم … هذا في سياق الكتابة النثرية ذات المنحى الفكري أو السياسي. أما في سياق الكتابة ذات المنحى “الفني والأدبي” كالكتابة المسرحية أو الروائية، فالأمر أشد بؤساً، فقد توفّر لي وبعد أن استعنت بمن لهم سبق ودراية في هذا المجال، باحثاً عن حضور لثورة أكتوبر في الرواية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى