تهديدات ترامب ونفوذ تحالف بريكس الاقتصادي
سمية سيد
مع قدوم دونالد ترمب الى البيت الابيض تضاربت التكهنات حول سياسات امريكا مع العالم .اقتصاديا وسياسيا وامنيا .لما عرف عنه خلال فترة رئاسته الاولى من تقلبات في الموقف الرسمي بحسب مزاجه الشخصي
قبل يومين كتب منشورا على صفحته ” تروث سوشيال” انتهت فكرة ان تحاول دول بريكس الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الايدي ونراقب ..نطالب هذه الدول بالالتزام بعدم انشاء عملة جديدة لبريكس لتحل محل الدولار الامريكي العظيم .والا فانها ستواجه تعريفات جمركية بنسبة ١٠٠% ويجب ان تتوقع وداعا للبيع بالاقتصاد الامريكي الرائع”
بعد ساعات جاء الرد على الرئيس الامريكي المنتخب ترمب من المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف ..قال بيسكوف ان الدولار يفقد جاذبيته كعملة احتياطية للعديد من البلدان ..وان هذا الاتجاه يكتسب زخما ..
غير ان كثير من المحللين الاقتصاديين والمهتمين كانت لهم رؤية مختلفة ومتباينة حول تاثيرات تهديدات ترمب الاخيرة ..واذا ما كان بالفعل يستطيع ان يفرض تعرفة جمركية على دول اتحاد البريكس تصل نسبة ١٠٠% .ام انه مجرد ادعاء يصعب تنفيذه لاسباب عديدة نتطرق لجزءا منها عبر هذا التحليل.
فاتحاد دول البركس يشكل ٤٥% من سكان العالم .ونحو ٣٥% من المساحة الكلية لدول العالم .. ويحتوي الاتحاد على دول ذات اقتصادات قوية جدا منها الصين ، روسيا ، البرازيل ، الهند ، جنوب افريقيا والتي تمثل اكبر واقوى اقتصاد في قارة افريقيا .وبالتالي فهو يتكون من اكبر عشر دول في العالم بحسب عدد السكان والمساحة والناتج المحلي الاجمالي والذي يصل الى ٦٥ تريليون دولار امريكي
اما مجموعة الدول الخمس الكبار للبريكس هم اعضاء في مجموعة العشرين .هذا بخلاف الاقتصادات النامية الرائدة من عدد من الدول.
يرى خبراء اقتصاديون ان الهلع الذي اصاب ترمب قبل دخوله البيت الابيض بايام هو اعلان بريكس بلس عن عملة موحدة .وذلك نابع من ان قوة امريكا وسيطرتها على العالم ياتي من قوة عملتها .وان اي هزة في هذه القوة الاقتصادية تعني هزة عنيفة في امريكا .خاصة ان دول العالم تضع الاحتياطات في البنك المركزي الامريكي.كما ان كل السلع الاستراتيجية في التجارة الدولية كامعادن والمواد البترولية تسعر وتباع بالدولار فاي تعامل بعملات اخرى من شانه ان يخلق بداية تدهور للدولار .
مجموعة اخرى من المهتمين بالشان الاقتصادي والخبراء لا يرون في تهديدات ترمب وزنا ..وان مخاوف امريكا لا اساس لها على الاقل في القريب العاجل وذلك بالنظر الى ما تواجهه دول تحالف بريكس من تحديات اقتصادية كبيرة .
على كل حال فقد شهد الدولار ارتفاعا طفيفا في سوق العملات الاجنبية مقابل الين واليرو فور اعلان ترمب تهديده لدول بيركس .وزاد مؤشر الدولار الامريكي مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 0.63% .
المراقبون يرون ان تحذيرات ترمب تعد تحولا كبيرا في مواقفه تجاه تحالف بيركس الذي كان يؤيد سابقا انخفاض قيمة الدولار في مواجهة الصين والحرب التجارية الخارجية .
الخبير الاقتصادي المصري احمد عبد الحافظ يرى ان سر مخاوف الرئيس الامريكي دونالد ترمب هو زيادة عدد دول التحالف من ٦ الى ١١ دولة حاليا وتضم دول عظمى منها روسيا والصين مما يشكل نقطة مهمة في كسر هيمنة الدولار.
وقال ان ترامب لا يريد ان يحدث اي تراجع للدولار في عهده الجديد .ويرغب في استقرار امريكا واستمرارها قوة اقتصادية .
احمد عبد الحافظ يشير الى سيناريوهين ..الاول اما ان تتراجع بعض الدول عن اصدار العملة لكنه سيقلل من قوة بيركس خاصة الدول التي تحتفظ بحجم تبادل تجاري كبير مع امريكا مثل الهند والبرازيل وبالتالي يحتفظ الدولار بقوته .
اما السيناريو الثاني فهو رفض دول بيركس تلك التهديدات وبالتالي ستكون هنالك حرب تجارية كبيرة ليس على مستوى امريكا والصين فقط بل بين امريكا ومجموعة دول بيركس مما يخلق ازمة عالمية كبيرة لاسيما ان اغلب الدول سوف تتعرض لخسائر كبيرة نتيجة الحرب الاقتصادية مع امريكا.
تداعيات تلك الحرب واعادة تسعير البترول بعملة بريكس بلس حال اصدارها سوف يهدد الدولار بشكل كبير وهذا ايضا سوف يتسبب في مشاكل تتعلق بارتفاع الاسعار وارتفاع التضخم العالمي .
.