تقارير

تمدد حرب دارفور شمالاً وغرباً يعيد رسم خريطة السيطرة

الأحداث – وكالات

بعد 18 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برز تحول في العمليات العسكرية في إقليم دارفور، فبعدما ظلت تتمحور حول مدينة الفاشر حاضرة الإقليم نحو 5 أشهر، انتقلت إلى شمالها وغربها بتحرك القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع.
وتخلت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور منذ فبراير الماضي عن الحياد الذي التزمت به في بداية الحرب.

مرحلة جديدة
ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بدأت القوة المشتركة حملة عسكرية في ولاية شمال دارفور بمناطق الصياح وبئر مزة ودار السلام وأعلنت تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة، واستولت على مركبات قتالية وأسلحة وأسرت العشرات.
ويؤكد الناطق باسم القوة المشتركة في دارفور، الرائد أحمد حسين، أن قواتهم حققت تقدما في ولايتي شمال وغرب دارفور، بعدما صدت 146 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر، وكسرت شوكتها، وقضت على قوتها الصلبة ومعظم قياداتها الميدانية.

ويوضح في حديث للجزيرة نت أن القوة المشتركة بعد الحفاظ على الفاشر غيرت خطتها من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت أن تلحق بالدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في منطقة مدو وقاعدة بئر مزة في شمال دارفور، وجبل أوم وكلبس وصليعة وبئر سليبة في غرب دارفور.
ويكشف حسين أن القوة المشتركة أقرت خطة للهجوم على “مليشيا الدعم السريع” ليس في كل مدن ومحليات إقليم دارفور فقط، بل في كل المدن السودانية، وتقاتل حاليا في كل المحاور في ولاية الجزيرة ومحور الجيلي بالخرطوم بحري وفي أم درمان.

كما تم القضاء على كتيبتين للدعم السريع في بئر مزة وهي قاعده عسكرية مهمة، كما يقول الناطق باسم القوة المشتركة، وتم الاستيلاء على إمدادات لوجستية وعسكرية قادمة من ليبيا وتشاد. وقال “نحن قادرون على دك حصون المليشيات وسحق مرتزقتهم أينما وجدوا”.
ونفى حسين مزاعم قوات الدعم السريع عن تعرض القوة المشتركة إلى انتكاسة في جبل أوم في غرب دارفور، وقال إنه “لا أساس له من الصحة ومحاولة للتغطية على هزائمهم المتتالية”.

إساءة تقدير
ويرى الخبير العسكري طه إسماعيل أن العمليات العسكرية التي تخوضها القوة المشتركة والجيش في شمال وغرب دارفور، تهدف إلى تخفيف الضغط على الفاشر وإنهاء حصار مليشيا الدعم السريع على المدينة وفتح الطرق إليها، والوصول إلى حدود ولاية غرب دارفور مع تشاد لقطع خطوط إمدادها.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير العسكري إن مليشيا الدعم السريع أساءت التقدير بانتشارها في الخرطوم ثم مناطق في ولايتي الجزيرة وسنار، مما حرمها من المرونة والقدرة على التحرك في مسرح واسع، وإسناد مواقع سيطرتها التي تتعرض إلى هجمات مما أضعف قدراتها.

وثمة مخاوف من تحول المواجهات العسكرية في شمال دارفور إلى صراع إثني مسلح، بعدما قامت قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية متحالفة معها، بحسب إسماعيل، بإحراق 13 قرية في شمال غرب الولاية، مما دفع آلافا من السكان للجوء إلى تشاد، كما ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات حول منطقة الصياح وهجرت أهلها ونهبت ماشيتهم، وفقا للمتحدث.

ويتوقع الخبير العسكري أن تستغل القوة المشتركة انشغال قوات الدعم السريع بالعملية العسكرية للجيش في الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار، وتراجع عدد قواتها في دارفور، مرجحا عمليات كر وفر في الإقليم على طول خطوط الإمداد وصعوبة الاحتفاظ بالأرض في مساحات واسعة.

أما الكاتب والباحث في شؤون دارفور، علي منصور حسب الله، فيقول إن القوة المشتركة للحركات المسلحة عقب تخليها عن الحياد استطاعت تغيير الأوضاع على الأرض، وألحقت هزائم متتالية بقوات الدعم السريع أفقدتها أبرز قادتها الميدانيين مثل اللواء علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور، واللواء جدو عبد الرحمن أبنشوك، قائد قطاع شمال دارفور، ومحمدو هبيلا وبشارة حجو ومحمود دريسة ومسؤول الإعلام الرائد الشيخ سعيد حسين وآخرين.
وبحسب ما أفاد علي منصور للجزيرة نت، فإن موازين القوة تمضي لصالح القوة المشتركة بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية أبزرها قاعدة بئر مزة بجانب كلبس وجبل مون، مشيرا إلى عقد اجتماعات في نيالا ورهيد البردي في جنوب دارفور لقيادات من الدعم السريع مع رموز قبلية لمناقشة التعامل مع الواقع العسكري الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى