تقرير دولي: حرب السودان تحول تشاد وليبيا إلى ممرات مفتوحة للسلاح والمرتزقة

الأحداث – وكالات
أصدرت «المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود» تقريرا جديدا أعدّه الباحث عماد الدين بادي، كشف عن التحولات الخطيرة التي شهدتها أسواق السلاح وشبكات المرتزقة في تشاد وليبيا، نتيجة مباشرة للحرب المشتعلة في السودان.
ويحمل التقرير عنوان «الدوائر الجانبية: أثر حرب السودان على أسواق السلاح وشبكات المرتزقة في تشاد وليبيا»، ويشير إلى نشوء ما يصفه بـ «دوائر جانبية» تربط بين حركة المقاتلين وتدفّق الأسلحة عبر الحدود بصورة غير مسبوقة، في ظل انهيار الدولة السودانية وتفتت مؤسساتها الأمنية.
وبحسب التقرير، فإن كميات ضخمة من الأسلحة المنهوبة من مخازن الجيش السوداني، بعد انهيار مواقعه في دارفور وسقوط مدينة الفاشر، قد وجدت طريقها سريعًا إلى تشاد وجنوب ليبيا. وظهرت هذه الأسلحة في أسواق السلاح النشطة التي تديرها مليشيات قبلية ومجموعات مرتزقة عابرة للحدود، ما أسهم في إنشاء اقتصاد حربي موازٍ يتغذّى على الفوضى والتهريب.
ويؤكد التقرير أن دارفور تحوّلت إلى عقدة مركزية في شبكة إقليمية معقّدة تمتد من تشاد إلى ليبيا وأفريقيا الوسطى والنيجر، إذ تتقاطع فيها طرق تهريب السلاح والوقود والذهب وحركة المقاتلين. ويحذّر من أنّ استمرار الحرب سيحوّل المنطقة إلى «مصنع دائم للمرتزقة»، قادر على تهديد أمن دول الجوار وإشعال موجات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعا التقرير إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مراقبة الحدود المشتركة بين السودان وتشاد وليبيا، وإلى دعم مؤسسات الدولة السودانية المنهارة، وشنّ حملات منسّقة لملاحقة شبكات تهريب السلاح. كما نبّه إلى أن أي تسوية سياسية في السودان لن تكون كافية ما لم تُستهدف هذه الشبكات التي تواصل العمل بحرية، وتشكل المحرك الأكبر لاستمرار العنف في الإقليم.


