تقدم ميداني للدعـ.ــم والجيش يرد بإسقاط جوي في قلب الفاشر

أفاد مصدر عسكري مطلع لموقع “دارفور24” يوم الاثنين بأن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تدمير المنظومة الدفاعية التابعة لقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، الأمر الذي أتاح للجيش تنفيذ عملية إسقاط جوي هي الأولى من نوعها منذ أشهر. هذا التطور العسكري يأتي بعد فترة طويلة من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المدينة، ويُعد اختراقاً نوعياً في ظل التحديات الميدانية التي تواجهها القوات النظامية في إقليم دارفور.
إسقاط جوي
في صباح الاثنين، نفذت القوات الجوية السودانية عملية إسقاط جوي في مدينة الفاشر، وذلك بعد أن كانت قوات الدعم السريع قد أسقطت طائرة عسكرية تابعة للجيش في الثالث من أبريل الماضي. وكانت المنظومة الدفاعية التي نشرتها قوات الدعم السريع حول المدينة تتضمن صواريخ موجهة، ما جعل أي محاولة لاختراق الأجواء محفوفة بالمخاطر. وأكد المصدر العسكري أن عملية التدمير لهذه المنظومة تمت خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما مهد الطريق لتنفيذ العملية الجوية بنجاح.
نقل وتدمير
مصدر رفيع في القوة المشتركة كشف لـ”دارفور24″ أن قوات الدعم السريع قامت مؤخراً بنقل إحدى منظوماتها الدفاعية إلى مدينة نيالا، بينما تم تدمير منظومتين أخريين كانتا متمركزتين حول مدينة الفاشر. هذه التحركات تشير إلى إعادة تموضع تكتيكي من قبل قوات الدعم السريع، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية في الإقليم.
اتفاق معطل
بحسب المصدر ذاته، فإن الجيش السوداني وحلفاءه كانوا قد توصلوا إلى تفاهم مع خبرات روسية لتنفيذ عمليات إسقاط جوي في الفاشر، إلا أن أطرافاً إماراتية تدخلت لاحقاً وأفشلت الاتفاق، وفقاً لما ورد في التصريحات. هذا التعطيل يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وتداخل المصالح الدولية في الأزمة السودانية، ويطرح تساؤلات حول مدى تأثير التدخلات الخارجية على سير العمليات العسكرية في دارفور.
سقوط مظلة
المصدر العسكري أشار أيضاً إلى أن إحدى المظلات المستخدمة في عملية الإسقاط الجوي سقطت في مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، ما أدى إلى اختفاء بعض الإمدادات العسكرية. كما لوحظ اختفاء عدد من الصفحات الإلكترونية المناصرة للدعم السريع بعد تداول أنباء عن سقوط الإمداد في تلك المناطق، ما يعكس حساسية الموقف الميداني وتداعياته الإعلامية.
تقدم ميداني
منذ أغسطس الماضي، حققت قوات الدعم السريع تقدماً ميدانياً ملحوظاً في محيط مدينة الفاشر، حيث باتت على مقربة من المواقع العسكرية التابعة للجيش السوداني. هذا التقدم يعكس تصاعداً في وتيرة العمليات القتالية، ويضع القوات النظامية أمام تحديات متزايدة في الحفاظ على مواقعها الاستراتيجية داخل المدينة.
اختراق جوي
في تصريح خاص لـ”دارفور24″، أكد مصدر عسكري رفيع في قيادة الفرقة السادسة مشاة أن طائرة أنتونوف تابعة لسلاح الجو السوداني نفذت عملية إسقاط جوي ناجحة، تضمنت مهمات عسكرية مخصصة للفرقة. وتُعد هذه العملية أول اختراق نوعي لأجواء مدينة الفاشر منذ بدء الحصار، ما يمثل تحولاً في ديناميكية المواجهة العسكرية بين الطرفين.
نفي أممي
نفى المصدر العسكري وجود أي علاقة للأمم المتحدة أو لأي جهة دولية بعملية الإسقاط الجوي التي نُفذت في الفاشر، وذلك رداً على تقارير تداولت أن العملية ربما كانت تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من المنظمة الدولية. هذا النفي يضع حداً للتكهنات التي رافقت العملية، ويؤكد أنها كانت ذات طابع عسكري بحت.
ارتياح شعبي
في أعقاب العملية، عبّرت قطاعات واسعة من سكان مدينة الفاشر عن ارتياحهم لما وصفوه بأنه مؤشر على قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة. وقال الناشط المدني كمال محمد يوسف في تصريح لـ”دارفور24″ إن عملية الإسقاط الجوي أعادت شيئاً من الطمأنينة إلى نفوس المواطنين، الذين يعيشون تحت وطأة الحصار منذ شهور طويلة.
انهيار الخدمات
النزاع المستمر في مدينة الفاشر أدى إلى توقف شبه كامل في مصادر المياه العامة والخاصة، كما خرجت نحو 95% من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة، فيما تعمل البقية بشكل جزئي. هذا الانهيار في البنية التحتية يفاقم من الأزمة الإنسانية في المدينة، ويزيد من الحاجة إلى تدخلات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من الخدمات الأساسية.
حصار مستمر
منذ أبريل من العام الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصاراً مشدداً على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور. هذا الحصار أدى إلى عزلة شبه تامة للمدينة، وخلق واقعاً أمنياً وإنسانياً بالغ التعقيد، وسط استمرار المواجهات المسلحة وتضاؤل فرص الوصول إلى تسوية سياسية تنهي النزاع.



