فيما أرى
عادل الباز
# تكاد أمريكا تمسح حذاء الرئيس البرهان لينقذ لها مفاوضات جنيف التي قطعتها من رأسها وتجمدت في جبال الألب، السيد بلينكن يتصل كل يومين بالرئيس البرهان، والرئيس يكرر نفس الشروط، والسيد المبعوث توم بيرلو يصحو من الصبح وليس له عمل سوى أن يكتب تغريدة لمناشدة الحكومة السودانية للحضور للمفاوضات، ولكي يلبي الرئيس طلبهم بالحضور مطلوب منه أن يفعل الآتي:
1/ أن يذهب إلى جنيف متخلياً عن صفته كرئيس لمجلس السيادة، ورئيس للحكومة، يذهب قائداً للجيش فقط رغم أن كل الشعب يعترف به رئيساً والإقليم والعالم يتعامل مع كرئيس. تصوروا المطلوب منه أن يخلع كل ذلك ويهرول لجنيف ليرضى عنه الأمريكان؟ ترى لماذا يفعل ذلك، ماذا سيفعلون له وبه؟ وبنا؟ إذا رفض، أكثر مما فعله الجنجويد؟!.
2/ بدون أي التزام حقيقي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جدة، إذا لو كان هناك التزام تام بتنفيذ بنود إعلان جدة وقبول المتمردين الخروج من الأعيان المدنية لتتم في جنيف مناقشة الكيفية وجداول التوقيتات وما إلى ذلك من إجراءات.
3/ مطلوب منه أن يذهب إلى جنيف بدون أي ضمانات لتنفيذ ما يمكن أن يتم الاتفاق عليه.
4/ مطلوب منه أن يبيع كل حلفائه في القوات المشتركة ويتركهم للمجهول وهم الذين قاتلوا معه ولا يزالون لأجل إرضاء أمريكا وجنجويدها ولن ترضى.!!
5/ المطلوب منه أن يتجاهل مشاعر كل الشعب السوداني الذي قُتل وشُرد واغتصبت نسائه ونهبت أمواله لأجل إرضاء السيد بلينكن وتوم بيريلو.
6/ المطلوب منه أن يتخلى عن جيشه الذي تعاهد معه إلا يفاوض إلا بعد خروج الغزاة المعتدين من منازل المواطنين.
6/ مطلوب منه أن يتخلى عن وعده باستعادة كرامة السودانيين التي أهدرها الجنجويد وحلفائهم.. فيذهب لجنيف ويعود باتفاق وقف إطلاق نار.. ليقول للشعب..أوقفت القتال وأضعت كرامتكم فوق جبال الألب!!.
السادة الأمريكان رئيسنا لن يفعل ذلك لأنه لا يخاف وعيدكم ولأن الشعب خلفه وربه فوقه ثم إنه يدرك أنكم بلا حيلة، جعجعة فارغة ساكت.
# وافقت الحكومة على فتح معبر أدري على الحدود التشادية فانتهت حيلة أن المعابر مغلقة.. دعونا نرى ماذا سيفعلون.. قال السيد المبعوث توم إن هناك وعوداً بمليار دولار سيدفعها المتبرعين لأغراض الإغاثة. من قبل وعد ذات هؤلاء المتبرعين بدفع 2 مليار ونصف في مؤتمر باريس وصل منه أقل من 30% وقبل أشهر أصدرت 13 منظمة إغاثة عالمية بياناً شكت فيه من قلة التمويلؤ وقالت إن الذي يصلها أقل من 17% فقط من الوعود.!!. سنرى تلك الأكاذيب، وستراقب الحكومة سلوك المنظمات التي تعمل ظهيراً للمتمردين، وبعد ثلاثة أشهر سيكون لكل حادث حديث.
# في زيارتنا الأخيرة لبورتسودان والتي قابلنا فيها السيد الرئيس البرهان قلت له إن أهم شيء في هذه الأوقات هو وحدة القيادة، لابد أن تظهر القيادات كلها في الدولة بشكل موحد في مواقفها، لأن ذلك مؤثر جداً في وحدة الرأي العام خلف القوات المسلحة، وهو مؤثر في وحدة تلك القوات نفسها، تذكرت هذا الكلام وأنا أقرأ أمس تصريحات الفريق الكباشي لدى لقائه بوفد الإعلاميين ببورتسودان وكذلك الفريق جابر، إذ بدت القيادات كلها مجمعة على موقف واحد من قضية التفاوض في جنيف، وهذا ينهي الهمس الخبيث بأن كباشي له موقف آخر غير موقف القيادة.
# من غرائب هذه الحرب أن الجنجويد وعملائهم بالخارج من دول ومنظمات يدعون أنهم مسيطرين على 70% من البلاد وأن الجيش مهزوم.!! وحين نقول لهم طيب ما تستلموا وتريحونا…تبدأ اللجلجة.. وحين تقول لهم أنتم منتصرون فلماذا تهرولون للتفاوض؟…المنتصر يفرض شروطه لا المنهزم، الآن الجيش هو من له شروط؟ هل سمعتم بـ منهزم له شروط يضعها بكل قوة أمام منتصر؟ حبل الأكاذيب قصير وقريباً وفي الميدان تذهب كل تلك الأكاذيب أدراج الرياح.