الأحداث – أمير عبدالماجد
كيف ولماذا خرج موسى هلال زعيم المحاميد في المشهد الذي تابعناه وهو يخاطب بعضاً من أنصاره ويهاجم الدعم السريع علناً للمرة الأولى بعد إندلاع الحرب وماهي كواليس خروجه وهل خرج هلال الذي يقود مجلس الصحوة الثوري وهو كيان عسكري سياسي فعلاً لأن وفوداً من الجيش ورسائل منه وصلته بأن السلاح قريب أم لأن أحداثاً على الأرض كانت تجري والرمال كانت تتحرك حول مستريحة حيث مقر إقامته.
أداء قسم
الثابت أن موسى هلال تعرض لمحاولة إغتيال قبل أيام من خروجه بعد أن اطلق أحدهم النار على موسى هلال في أم سنط بولاية شمال دارفور في الأسبوع الأول من أبريل قبل أن يتصدى له الحرس الخاص ويسيطر عليه، وهي الحادثة التي خرج بعدها هلال ليتهم مواطناً من دولة تشاد المجاورة ووصف ماحدث بالقول إن السودان أصبح بوابة مفتوحة يستقبل كل دخيل وكل جائع وأن السودانيين بأخلاقهم الكريمة استقبلوهم بكرم لكن هؤلاء رفعوا السلاح في وجوهنا، بعدها زار نفر من امتدادات قبيلة المتهم بمحاولة الاغتيال بدارفور موسى هلال وعقدت جلسة لحل المشكلة بمنطقة كبكابية حضرتها وفود من قبائل مختلفة، ونفى خلالها أهل مطلق النار على هلال أن يكون إطلاق النار متعمداً بقصد قتله، وقالوا إن الشخص المتهم لم يكن يقصد قتل هلال وأن قدره السيء قاده للتواجد في المنطقة بالصدفة ويبدو أن هلال لم يقتنع بهذه الرواية لذا حدد موسى هلال اسماء (7) أشخاص من القبيلة لأداء القسم أمامه بأنهم لم يكونوا على علم بما حدث، ولأن العدد المحدد بالأسماء لم يكن موجوداً كله فقد أدى العدد الموجود القسم أمام هلال. وأجلت الجلسة لإحضار البقية وأداء القسم.
وأكدت مصادر مقربة من هلال أنه يشك في الرواية كلها ويعتقد أنه بات مستهدفاً وأن جهات ما تقف وراء ماحدث.
ارتباك وانسحابات
بعدها خرج موسى هلال من منطقة أم سنط نفسها ليعلن انحيازه للجيش ويوجه انتقادات لاذعة للدعم السريع، فهل لقرار الشيخ أي أثر على المشهدين العسكري والسياسي في دارفور وفي السودان وفي الحرب القائمة الآن.
يقول الباحث السياسي أمين أحمد إن موسي هلال هو زعيم المحاميد أكبر بطون الرزيقات وهو القوة الكبيرة داخل الدعم السريع الآن لذا منطقي جداً أن يحدث خطابه ارتباكاً وسط جنود وقيادات الدعم السريع وسنشهد انسحابات أكبر من التي نشهدها الآن وهذا أعتقد أن قيادات المليشيا فطنت له وبدأت الآن تحاول حشد مجموعات من برام وقريضة وغيرها لتعويض النقص حال خروج مقاتلي القبيلة، وتابع (هذا سيعجل بانهيار الدعم السريع بلاشك لأن القوة التي تقاتل الآن أغلب قادتها من المحاميد والمسيرية)، وقال (خروج موسي هلال الآن وقبله إعلان تنسيقية قبيلة الرزيقات هذا كله يصب في إطار تفكيك الكتلة الصلبة للدعم السريع).
تأثير وتحالفات
ويشير د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان إلى أن قوات هلال منتشرة في معظم المناطق التي تمر بها سيارات نقل المرتزقة والعتاد الحربي من تشاد إلى السودان وهي أيضاً متواجدة في المناطق التي حولها الدعم السريع إلى مراكز لتجميع الإمدادات القادمة من تشاد وليبيا مايعني على الأقل أن حركة الدعم السريع هناك ستواجه مشاكل عديدة ولو توفرت لهلال الإمكانات والتسليح اللازم أعتقد أن الإمدادات من ليبيا وتشاد ستتوقف تماماً لأن رجال موسى هلال أغلبهم عملوا في حرس الحدود ويعلمون خبايا هذه المناطق ودهاليزها)، وتابع (سياسياً أعتقد أن موسى هلال بخبراته سيفيد الجبهة المؤيدة للقوات المسلحة التي بدأت تتشكل الآن وعقدت مؤتمر لها في القاهرة لأن الرجل زعيم قبلي يحظى بمكانة كبيرة وسط أنصاره ووسط الدارفوريين عموماً وله تأثيره وتحالفاته في مناطق عديدة بالسودان ولا أعتقد أن هلال بالإمكانات المتاحة له سياسياً بحاجة إلى من يدله على الطريق، الرجل يعرف مطلوبات المرحلة ويعرف كيف تجري الأمور في السودان وله تجارب عديدة أعتقد أنها صقلته وجعلت أفكاره السياسية واضحة.